آخر الأخبار

إلى متى سيظل الشعب يعاني الفقر والجوع والحرمان؟!!

الإثنين, 06 سبتمبر, 2021

"يبكي ويضحك لا حزنًا ولا فرحًا"، هكذا هو  الأخ سعيد، لقد وصل لهذه الحال من كثر العناء الذي يعانيه هو وأسرته المكونة من سبعة أبناء، يقضي وقته بين بكاء وضحك، فقد أصيب بالجنون وما أكثر من يصابون بالجنون خلال هذه سنوات الحرب  العجاف التي كادت أن تقضي على الموطن -المتعب فيها- لا محالة، بعدما قضت على كل شيء جميل في الحياة. 
    كثرت على سعيد الديون وتراكمت عليه  المصائب حتى أنه لم يعد قادرًا على أن يتحمل أكثر من ذلك علمًا بأن مرتبه  لا يأتيه إلا بعد زمن طويل وعناء كبير وما عساه أن يفعل به وقدره لا يصل إلى الستين ألف ريال من هذه العملة الجديدة الأنيقة التي قد أصيبت بالذبول وفقد القيمة بين بقية العملات ما عساه أن يفعل وقد وصل سعر الكيس من الدقيق إلى 25 ألفًا. 

    صاحب البقالة لم يدعه وشأنه رغم علمه أنه لم يستلم مرتبه بعد، بل إنه يسأله كلما مر من أمامه أن يعطيه الديون التي عليه؛ لأنه بحاجة ماسة لإحضار بضاعة جديدة مما اضطر الأخ سعيد أن يتحاشى المرور أمام بقالته وأن يبحث عن تاجر آخر يأخذ منه الحاجيات الضرورية دينًا إلى أجل غير مسمى، ولقد زاد الحال سوءًا تراكم الدين عند التاجر الآخر حتى رفض أن يعطيه شيئا مما يريد ليصبح هذا الرجل قليل الحيلة لا يمتلك من يعينه على هذا الفقر الذي يعيشه هو وأسرته، الفقر الذي كلفهم الكثير بما في ذلك الكرامة والعزة. 

    أين نذهب بأنفسنا هكذا يبادر سعيد كل من يلاقيه، يبادره بهذا السؤال ثم يقول ما الذي يمكن أن نفعله لم يبقَ لدي شيء ذو ثمن إلا وبعته حتى أقضي بماله شيئا من أغراضي الضرورية، شيئا من حاجيات المطبخ؛ لكيلا يجوع أولادي، حتى البطانية أقسم بالله إني بعتها لكي أشتري بمالها نصف كيس من الدقيق، لكنه خذلني هو الآخر فلم يكمل معي أسبوعًا واحدًا حتى انتهى وعدنا إلى ما كنا عليه سابقًا، عدنا إلى الجري وراء لقمة العيش هذه التي أذلتنا ورمت بنا في الشوارع لا أحدًا يريد أن يرانا، ويتحاشى رؤيتنا الكثير؛ لأننا نعاني الفقر والحرمان. 

  سعيد هذا ليس الرجل الوحيد الذي وصل حاله إلى هذه الدرجة بل إنه مثال لكثير من الناس الذين ضربت بهم الحرب في غياهب الضياع والحرمان، والكثير من الناس من زج بهم في السجون لأنهم لم يسلموا ما عليهم من الديون وكيف لهم أن يسلموها وهم  داخل السجون لا قدرة لهم على فعل ذلك مطلقًا. 

  يعيش اليوم الكثير من الناس على الديون، فالدين وسيلة من وسائل البقاء على قيد الحياة أحيانًا وهو مصيبة أخرى من مصائب الحرب التي حلت على المواطنين، فمن هذا التاجر يأخذون شيئا ومن ذاك شيئا آخر، أضف إلى ذلك أن الكثير منهم قد باع كل ما لدية ابتداء بذهب الزوجة وانتهاء بأدوات البيت الصالحة للبيع. إلى متى سيظل الشعب هذا يعاني الفقر والجوع والحرمان؟!!

    المقال خاص بموقع المهرية نت     

المزيد من إفتخار عبده