آخر الأخبار

العيد من مناسبة للفرح إلى موسم للوجع

الإثنين, 12 يوليو, 2021

يتحول العيد مع مرور الأيام من موسم للفرح والسرور والترويح عن النفس إلى موسم للاستغلال وكسب البعض للمال على حساب البعض الآخر، موسم لاستغلال المواطن المغلوب هذا  الذي جار عليه الزمن وتكالب عليه الصديق والعدو معًا حتى تحول إلى كتلة من المآسي والأوجاع.
  يزداد ارتفاع  الأسعار كثيرًا  مع اقتراب العيد  وخصوصًا الارتفاع في أسعار ملابس العيد وحلوياته، ليس هذا وحسب، بل كل ما يخص العيد وأفراحه تجده غاليًا إلى الدرجة التي يصبح بها صعب المنال على الكثير من الناس وحتى ميسوري الحال منهم.
  والان لقد  تطور هذا الغلاء  حتى وصل إلى  أجور المواصلات وهذا الارتفاع في أجور المواصلات قد  زاد الطين بلة والعناء تفاقمًا والوجع اتساعًا وعمقًا.
  هنا في بلادي، في وطني الذي إن بقيت فيه على قيد الحياة فأنت قد صنعت إنجازًا عظيمًا يوازي أكبر الإنجازات التي تحدث في الدول الأخرى، تلك التي تشهد نوعًا من الاستقرار والهدوء، هنا يعيش المواطن موتًا بطيئا للغاية لدرجة أن الموت نفسه قد مل من هؤلاء الناس الأكثر جلدًا وصلابة، الناس الذين يتلقون الصفعات تلو الصفعات ممن حولهم وممن يحكمونهم ويتولون أمرهم وكأن كل شيء حولهم قد أصبح ضدًا لهم.
  اليوم ترتفع أجور المواصلات  فجئة إلى الضعف وهذا ما يزيد في عناء هذا المواطن الذي  ربما أنه قد جمع القليل من المال استعدادًا للعيد ولكسوة العيد تجده اليوم  يخشى الخروج من بيته لشراء حاجيات العيد  لأن الغلاء قد ازداد إضافة إلى أن أجور المواصلات قد ارتفعت، فلا رب الأسرة  قادر على استقبال العيد بتجهيز حاجياته ولا المسافر بعيدًا عن بيته يقدر على العودة إليها لمشاركة أهله أجواء العيد.
  فتجد  المواطن هنا يسأل نفسه  ماذا يمكنه أن يفعل بالمبلغ الزهيد الذي تعب كثيرًا ليحصل عليه هل يقضيه كأجور لمواصلاته أم يشتري به أشياء العيد وإذا ما خرج للسوق وجد فيه التعب الكبير، وذلك المبلغ الزهيد الذي في جيبه قد أصيب بلعنة الزمن ينتهي سريعًا قبل أن يُقضى به  الغرض ليجعل من صاحبه محطة الحسرة والندامة.
  كل هذا حاصل على مرأى من الحكومة التي يعول عليها إخراج هذا  الشعب من أزمته الراهنة والرقي به، لكنها لم تحرك ساكنًا إلى الآن، فالريال ينهار كل يوم إلى الوراء والعملة الجديدة تتقلص قيمتها بين الحين والآخر على القديمة المهترئة.

وهذا ما يبعث في الأوساط أسئلة عن دور الحكومة، هل الحكومة ما تزال على قيد الحياة؟ وإذا كانت كذلك فلماذا لم نلمس لها أي تحرك إزاء هذا الانفلات والضياع، ما الذي تنتظره هذا الحكومة لتعمل كما ينبغي عليها أن تعمل لإنقاذ هذا الشعب الذي مل من التعب والعناء، بل مل من الانتظار غير المجدي، انتظار الرئيس حتى يعود لبلده وانتظار الحكومة لتأتي بجديد يخرجه إلى شاطئ النجاة.
  المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده