آخر الأخبار
عن طمع التجار واستغلال الناس
غلاء الأسعار في اليمن أصبح الحديث اليومي لكل متحدث وهو الهم الأكبر، والعائق المحزن في الحصول على الحياة الطيبة والعيشة الكريمة التي تليق ببني الإنسان.
أصبح التسوق من المسائل المتعبة نفسيًا وجسديًا وماديًا أيضًا، بل إن التسوق قد يكون العامل الأساسي الذي يؤدي بكثير من الناس إلى الاكتئاب والتعب النفسي ، فالذاهب للسوق لا شك يتعب كثيرا عندما يصادف كل ذلك الجشع الذي يتصف به التجار وذلك الغرور الكبير الذي يظهرونه للناس حتى مع بداية تعافي الريال اليمني الذي كان ينبغي إزاء ذلك أن تخفض الأسعار على المواطنين وتظهر نتائج ذلك على البيع والشراء .
هذا الأمر أصبح شبه عادي لدى المواطنين فهم يتأقلمون مع الأوضاع كيفما كانت، بل إنهم قد يتوقعون ماهو أسوأ منها، فمن يرى هذا الغلاء الكبير يجعل من ذاته متجاهلًا لذلك كي يعفي نفسه شر الشتائم التي قد يلفظها دون قصد وقتما يرى هذه الهمجية الكبرى.
أن يعلن عن تخفيض في الأسعار في هذه الأوقات العصيبة فهذا الأمر هو الخارق للعادة في هذا الزمن الكئيب، وهناك من التجار من يستغل هذا الوضع الذي يعيشه الناس من حرمان كبير فيعلن عن تخفيض نسبي في الأسعار ولفترة قصيرة للغاية مما يؤدي إلى نزول الناس عليه كالسيل الجارف وفي هذه اللحظات وعن تلك المواقف تحدث.
حدث أن تم إعلان عن تخفيضات في بيع الأواني المنزلية وآخر في بيع المواد الغذائية وذلك بمناسبة نهاية العام وبداية العام الجديد في مدينة تعز الحبيبة، هذه المدينة المحاصرة التي عاشت الكثير من الحرمان وذاقت الويلات بسسب غلاء الأسعار فيها وهذا يعود إلى الحصار الخانق لهذه المدينة التي لا تصلها البضاعة إلا بعد عناء ومشقة إضافة إلى جشع التجار الكبير وتعنتهم المستمر، ولقد حدث هذا الاعلان بالتخفيض مما أدى إلى هطول الناس على تلك الأماكن كالسيل الجارف، منذ الصباح الباكر ووسط الزحام الكبير، تتزاحم النساء كأنهن سيحصلن على ماء الحياء ودواء للداء العصيب الذي يحل بهن وسرعان ما يتم الإعلان عن انتهاء البضاعة المحددة.
هنا ترى أن سياسة التجار تلك السياسة التي تتبعها المحلات والمولات التجارية هي سياسة مخادعة تمامًا قد لا تفيد المواطن بقدر ما تضره وتهينه في الجري والمتابعة، خصوصًا بالجري وراء تخفيضات تعلن في المواد الغذائية قريبة الانتهاء أو المنتهية تمامًا إن جاز التعبير.
إن الأسواق اليوم بما فيها من تجار يشنون حربًا باردة على المواطن الذي مل الحرب وحياته فيها لذا يجب أولًا أن يتم ضبط السوق التجارية وضبط الأسعار التي تبرز جشع التجار وطمعهم الكبير وتوحيد السعر بدلًا من هذا الاضطراب الذي يختلف فيه سعر البضاعة من محل إلى آخر.
المقال خاص بموقع المهرية نت