آخر الأخبار

مشاهد جديدة من الإذلال المتعمد لشباب سقطرى

السبت, 26 ديسمبر, 2020

  يتكرر مسلسل الإهانات المقصودة من الجانب الإماراتي للمجتمع السقطري، وفي كل مرة تظهر صور جديدة ويختلق القائمون على السياسية الإماراتية تجاه الشعب السقطري فنونا متطورة من الإهانات والكذب بواسطة بث الدعايات التي تجعل الناس يتدافعون نحو أمل هو في حقيقته كالسراب البقيعة التي يحسبها الضمآن ماء.


يقول أحد المسؤولين الإماراتيين مخاطبا بعض الشباب "عادكم ما شفتوا شيء الأيام القادمة سنأتيكم بأشياء تجعلكم تطاحنوا فيما بينكم"  رد عليه بعض الشباب فقال له: "الله لا يبشرك بخير" فغضب وفصل الشاب من عمله، وهذا الشاب لم يكن منطقيا في رده بخلاف كلام أبو راشد فهو منطقي مكنته الدولة من تنفيذ كلامه وتفعيل مخططه من غير معوقات فنحن فعلا نتصارع ونتباغض ونتقاتل وكل طرف يخون الآخر ويتهمه.


   هذه الأيام نشرت الكثير من الدعايات التي يراد منها تصوير المجتمع السقطري وكأنه قطيع من البقر يوجهها السائس وفق ما يريد ففي مطلع هذا الأسبوع نشرت بعض وسائل التواصل الاجتماعي أسماء الشباب المطلوبين للسفر إلى دولة الإمارات العربية للعمل.


   وهذا الاعلان وهمي غير حقيقي ونشرت فيه مجموعة من الامتيازات التي يحلم بها الشباب وقد تسربت من خلال هذا الإعلان مجموعة من الدعايات مثل موعد قدوم الطائرة والسفر المجاني وعدم الحاجة إلى الوثائق والجوازات ومدة العمل وتخصيص العمل لمن يحملون فكر الانتقالي وغير ذلك كثير.


ومنذ لحظة الإعلان تدافع الكثير من الشباب على بوابة مطار سقطرى يواصلون الانتظار منذ ساعات الصباح الأولى إلى ساعات متأخرة من الليل ليعودوا إلى ديارهم في كل ليلة مجهدين أنهكهم الجوع والتعب خاصة وأن المطار في منطقة صحراوية سيئة المناخ وهو بعيد عن الأسواق والمطاعم ، فلا سامح الله هؤلاء الساسة الذين يبنون سياستهم على إجهاد الناس في الانتظار وتحمل الجوع والبرد والخسائر المادية وتعطيل أعمالهم الخاصة والعامة.


استطاع الإماراتيون الاستمتاع بمشهد التدافع اليومي من بعيد يمرون بسياراتهم الفارهة عليهم غدوا وعشيا ورواحا ورجوعا ويرسلون سماسرتهم إلى بوابات المطار يطرحون شائعات جديدة ولا يزال الحال على هذا المنوال إلى اليوم ولا نعلم إلى متى فالشباب لا هم بالذين راحوا ولا بالذين استراحوا، هذا المشهد مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو يجمع بين ميوعة القائمين على السلطات الشرعية أو الانقلابية واستفحال الإماراتيون في اذلال الشباب دون أي رداع.


 وما أثار إعجابي أنه حتى المسؤولين صدقوا الشائعة رغم نفي المقربين من الإماراتيين في وسائل التواصل الاعلامي كما استغل بعض المندوبين من الجانب الإماراتي في المناطق والقرى هذه الشائعة ليحضوا بالقبول في قراهم ومناطقهم فجعلوا يسجلون أشخاصا ويحذفون آخرون بحسب ولائهم لهم.


  في مطلع الشهر الماضي ثم تقليع حوالي 150 شابا من أعمالهم في دولة الإمارات ورغم أنهم وعدوا باستمرار مرتباتهم لكن الكثير منهم يرى أن ذلك مجرد مخاتلة وتعليل لبضعة أشهر ثم يتم الاستغناء عنهم ولذلك وجد البعض من هؤلاء ضمن المتدافعين على بوابة المطار في انتظار الطائرة الاماراتية.


   الكثير من الشباب يرى أن العمل مع الجانب الإماراتي لا توجد عليه أي ضمانات وخاصة في سقطرى وما زاد من ضعف الثقة سرقة مستحقات العامل المدني والعسكري والتلاعب فيها من قبل المسؤولين المحليين والتأخير في  تسليم المستحقات فترة طويلة، وهذا الأجر لا يكاد يختلف وخاصة في القطاع العسكري عن الأجور التي تمنحها الدولة بل قد يقل أحيانا بأضعاف كثيرة وما يميز الأجور المقدمة من الدولة أنها تسلم للفرد عبر حسابه الخاص في الوكالات الخاصة.


   وعلى الرغم من تلك الإهانات المتعمدة والمتكررة يتدافع الكثير من الشباب كي يحظى بفرصة عمل مع الجانب الإماراتي سواء في سقطرى أو في الإمارات وذلك لأن الدولة اليمنية لم تكسب الشاب مناعة مالية تجعله يأبى الذل والإهانة وقد اتخذ الشاب سياسية الآنية الوقتية في العمل فيستفيد منهم بالقدر الذي يمكنوه من العمل وهنا ينتشر مثل شعبي يشبه المثل القائل:" هات من الظالم حجر" وهو باللغة السقطرية" دي شرقح من مار دي جربج" ومعناها أقبل أي شيء خرج من بطن القط.

فهم يرون أن التوظيف الإماراتي آني محدود الزمن وقد حصلت الكثير من النماذج فهناك شباب تم الاستغناء عنهم ولم يخلوا في الأعمال المناطة بهم وآخرين لم يحظوا بعمل رغم قربهم من المندوبين الإماراتيين لكن ربما سياسية التوظيف تتطلب بعض المزايا الخاصة لكسب الرضى.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من محمود السقطري