آخر الأخبار
سقطرى لم تعد يمنية!
منذ استيلاء مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا على عاصمة سقطرى مدينة حديبو في يوم الجمعة الموافق 19/ يونيو من هذا العام بقوة السلاح ما زالت سقطرى تبعد عن حضيرة الدولة اليمنية شيئا فشيئا، وما زالت الأحداث والوقائع تؤكد ذلك.
عندما تم إسقاط سقطرى ليس لأجل دولة الجنوب المزعومة، بل لأمر آخر تم التخطيط له ودراسته مسبقا، ألا وهو لغرض أن تكون للإمارات السيطرة الكاملة على سقطرى، وتكون هي الآمر الناهي هناك.
وإلا فدولة الجنوب التي يتم البحث عنها ليست موجودة في سقطرى وحدها، فالناظر في الواقع أن منبع انطلاق المناشدة بدولة الجنوب هو عدن، وها هي عدن تعود لحضيرة الدولة، وها هو المحافظ لملس يعمل تحت توجيهات الرئيس اليمني الشرعي بعد أدائه للقسم الجمهوري.
إذن لم تعد الأمور بيد الانتقالي الباحث عن دولته إلا في سقطرى النائية، وفي الحقيقة لا يريد الانتقالي من سقطرى أن تحقق له دولته المنشودة، وهو يعي ذلك، بل لم تعد له السيطرة على سقطرى.
وعودة على بدء فسقطرى لم تعد يمنية، لماذا؟ لحقائق ووقائع عدة.
من الدلائل على أن سقطرى لم تعد يمنية أن مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا أقدمت على خطوة غريبة عجيبة، وهو عمل قوانين وشرائع جديدة للمواطنين اليمنيين الذي يأتون إلى سقطرى بحثا عن العمل، فقد تم فتح مكتب خاص بهذا، وأطلق عليه مكتب العمالة الوافدة، ومن الإجراءات المتخذة أن الشخص اليمني الذي أتى من خارج سقطرى عليه بتعبئة استمارة خُصصت لهذا الغرض، والتوقيع عليها، كما أن عليه إيجاد من يكفله ويضمنه، هذا لمن هو داخل سقطرى، أما الوافدين حاليا فقد تم منعهم، بل تم إرجاع بعضهم من ميناء سقطرى بنفس السفن التي قدموا بها، في عمل استفزازي مشين، لم يتربى عليه السقطريون ولم يعرفوه من قبل.
في الوقت نفسه يلاحظ السقطريون توافد أشخاص عبر طيران الإمارات التي تقلع من أبو ظبي مباشرة، ففي كل رحلة يتوافد العشرات من الإماراتيين والهنود وغيرهم، ولا يُعرف عنهم شيئا، لماذا أتوا وكيف؟ بل هناك فريق من دول أجنبي قدموا سقطرى دون علم الجهات المختصة والجهات الحكومية اليمنية العليا، وكان عددهم كبيرا، وشاهدهم السقطريون وهو يجوبون سقطرى طولا وعرضا، ووصلوا إلى كل شبر فيها، حتى الأماكن التي لا يوجد إليها طريق السيارة وصلوها ركوبا على الجمال، وبإشراف مباشر من مندوبي الإمارات في سقطرى. هذا كله دون علم الجهات المختصة بذلك، ودون اتخاذ أي إجراءات قانونية بذلك، ودون تختيم جوازاتهم بختم الدخول إلى سقطرى.
يتم إرجاع اليمنيين وتشديد الخناق عليهم، في الوقت نفسه يتم استقدام أجانب دون قيد أو شرط. هل سقطرى يمنية بعد هذا؟
ومن البراهين على أن سقطرى ليست يمنية أن مليشيات الانتقالي تأخذ توجيهاتها مباشرة من الإمارات، فقد تم التوجيه لهم من هناك بفتح مواقع عسكرية جديدة في أماكن هامة في أطراف الجزيرة، وفي المحميات الطبيعية الهامة، علما أن تلك الأماكن لم تكن يوما ما مواقع عسكرية، وكل هذا على غير علم من الحكومة اليمنية، بل هناك من أكد لنا أنه تم ذلك بغير علم ولا تنسيق مع قيادة الانتقالي العليا.
كما تم التوجيه بشراء كيلوهات من الأرض في المحميات الطبيعية والسواحل الهامة والأماكن الاستراتيجية وتمليكها لمندوبي الإمارات في سقطرى، وهم بدورهم يملكونها لدولتهم.
ومن الدلائل على أن سقطرى لم تعد يمنية أن سفن الإمارات وطائراتها تأتي إلى سقطرى في أي وقت من ليل أو نهار دون رقيب أو عتيد، ودون اتخاذ أي إجراءات قانونية بحقها، دون معرفة ما الذي يتم جلبه إلى سقطرى، ويلاحظ أن كل البواخر التي ترسو يتم انزال منها كنتيرات عملاقة لا يُحصى عددها كثرة، ما الذي بداخلها؟ لا أحد يدري.
هذا غيض من فيض لبعض الدلائل والوقائع على أن سقطرى لم تعد تابعة للجمهورية اليمنية، ولا حتى للمجلس الانتقالي الجنوبي، بل هي تابعة لدولة الإمارات، فهي الآمر الناهي.
المقال خاص بموقع المهرية نت