آخر الأخبار

متى سنعود للحكمة؟!

الجمعة, 11 سبتمبر, 2020

 إذا أردنا أن نعيش بكرامة في حضن وطن، نحتاج أن نركز في هذه الأسئلة:    
 
 إلى متى سنبقى مبندقين بسلاح العنف؟ نقتل ونقهر ونتعسف؟ !!
 
  إلى متى سيبقى العنف مغيبا لعقولنا، ومسيطرا على اختياراتنا وقراراتنا؟
 
الا يكفي حال الناس وواقعهم المحبط، والخذلان الذي أصابهم لنصحو، و متى نصحو؟، ونتحرر من سلطة العنف، ونفوق من العناد والعنجهية التي جردتنا من إنسانيتنا وقيمنا وأخلاقياتنا في التعامل مع بعضنا البعض، مبررات إذا تأملنا بها بعقلانية، سنجد أنها سخيفة و حقرتنا، بالكم الهائل من الكراهية والخصومة الفاجرة والتناحر العقيم، والحروب العبثية التي جعلتنا مجرد وقود لنار تلتهم كل خير فينا، وتبرر كل شر.
 
العنف يغرقنا في الإشكالية، و يعيق أي حلول للخروج منها.
 
الفارق بين الحل والإشكالية دقيق جدا قد لا يدركه الكثير، وهو يمثل الحد الفاصل بين العيش في المشكلة والانطلاق نحو الحل، بين تجاوز عبء وثقل العنف، الذي يفقدنا البصر والبصيرة، والنظر للأمام، ويبقينا في زبالة الماضي، حيث مبررات العنف والصراع، بدعوى الثأر والانتقام.
 
نحن غارقون في الخصومة، وقهر الآخر، تائهون عن التصالح والتسامح، لم نستوعب بعد دروس وعبر الماضي، وأن العنف يولد عنفا أشد، والحٌر منا لا يقبل قهر الرجال، و لا ينهى عن خلقٍ ويأتي مثله …عارٌ عليه إذا فعل عظيم .
 
ويمكن للغباء أن يوفر لنا كما هائلا من مبررات الخصومة والتناحر، ودس السم في عسل محاربة تلك المبررات، كمحاربة الإرهاب اليوم، الذي جعل حياتنا إرهاب.
 
هل تركنا للعلم والبحث العلمي ليدلي بدلوه في فكرة محاربة الإرهاب؟
 
أم تركنا للجهل والعصبية والأصولية، توظف فكرة محاربة الإرهاب، وتسيطر على عقول وحماس قطيع لتصنع منهم إرهابيين ، ام تركنا لفكرة محاربة الإرهاب أن تسيطر على العقل لتصنع لنا إرهابيين، وتقدم لهم كل مبررات الانتهاكات والقهر للآخر.
 
الإرهاب.. بذرة زرعت في أرض خصبة، بالظلم والقهر، مشبعة بالكراهية والإقصاء ومعاداة الآخر المختلف، ترتوي بماء العصبية والأنانية والتمييز العرقي والطائفي والمناطقي، في مجتمع اتخذ من العنف وسيلة لحسم أموره.
 
كراهية تبحث عن مبرراتها في قمامات الماضي، من قهر وبؤس واضطهاد، بالسعي للانتقام من الحاضر ليعيق المستقبل، فتجد في الفكر المتطرف الأحمق ضالتها، إرهاب لا يحتكم لنطاق جغرافي، ولا لمدرسة دينية محددة، ولا عقيدة، هو وباء وجد أرضاً خصبة وهواء فاسداً واستفحل.
 
صارت فكرة محاربة الإرهاب اليوم، فكره جهنمية لتوظيف الغلو والأصولية، والتناقضات وتراكمات الماضي، واستغلالها استغلالا قذرا في الحاضر لإعاقة التصالح والتسامح والولوج لمستقبل أفضل. 
 
لمحاربة الإرهاب يكفي ترسيخ نسبة مقبولة من العدالة، ليتلاشى الإرهاب ، عدل ينهي كل مبررات العنف والقهر والتعسف والتهميش والإلغاء والاجتثاث، عدل يضبط ايقاع الحياة والعلاقات بقانون متفق عليه للتعايش في حضن وطن.
 
ما يحدث على الأرض اليوم، وخطاب القوى السياسية والنخب المثقفة، في تأجيج الصراع، واتهام الآخر، والتعزير والسخرية من الآخر، يعبر عن رداءة لا مثيل لها، وبذاءة لنفوس غير سوية، وعقول لا تفكر بجدية، ما يحدث ترفضه الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، ترفضه ثقافتنا الانسانية، يرفضه المنطق والعقل.
 
نحتاج لوقفة عقل جادة، والعودة لجادة الصواب، نحتاج نخب تتحمل المسؤولية، وتشعر بخطورة نتائج الفرز القائم، وثقافة العنف المسيطرة على الواقع، وتعيد توجيه الدفة نحو تصالح وتسامح، وثقافة إنسانية ووطنية، لتوجيه المسار لحلول ناجعة، وممارسة ديمقراطية عادلة، تفضي لحسم الخلاف بإرادة شعبية بعيدا عن العنف، وتلجم قواه العفنة.

المقال الخاص بموقع (المهرية نت)
 
 
 
 

اليمن ولقمة الخانوق
الاربعاء, 24 أبريل, 2024
معركتنا مع القوى العفنة
الإثنين, 15 أبريل, 2024