آخر الأخبار

هيئة الإسناد الشعبي وقوات المهام الخاصة وتصفير معركة مأرب 

الثلاثاء, 31 مارس, 2020

على مسافة 40 كيلو متر سيطر الحوثيون أمس الأحد على معسكر رئيسيٍ هو معسكر اللبنات التدريبي جنوب مدينة الحزم، ليصبح آخر المعسكرات التي تفقدها الشرعية في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة الجوف.

تطور خطير للغاية بالحسابات العسكرية، فليس بين هذا المعسكر ومدينة مأرب سوى مساحة مفتوحة لا تتوفر على حاجز عسكري ذي أهمية يمكن أن يشكل تحدياً حقيقياً فيما لو فكر الحوثيون بالتقدم باتجاه المدينة أو باتجاه الحقول النفطية والغازية الرئيسية في صافر الواقعة إلى الجنوب الشرقي منها.

ليس هذا فسحب بل إن معسكر تداوين وهو أحد المعسكرات الذي تتواجد فيه قوات ومعدات عسكرية للتحالف لا يبعد سوى بضعة كيلو مترات عن معسكر اللبنات الذي بات بحكم المؤكد بأيدي الحوثيين رغم وجود أنباء تشير إلى استعادته من قبل القوات الحكومية معززة بمعلومات مقصودة لذاتها تفيد بأن تحالف من أبناء القبائل هبوا لاستعادة المعسكر بما يشير فعلياً إلى رغبة في تحييد القوات التي قدمت تضحيات كبيرة في الجوف واستعادتها من أيدي الحوثيين قبل عدة أعوام.

ينوع التحالف تدخلاته في الجبهات المشتعلة حول مأرب، فهو يقدم إسناداً يأتي في صورة إسقاط واجب كما رأيناه في الجوف، فيما يكثف تدخله لمنع تقدم الحوثيين من جهة صرواح وهو طريق اختاره الحوثيون بعناية للصول إلى مأرب من الجهة الغربية، لأن مواقع القوات المتحاربة تتقارب وتتداخل بحيث تقل فعالية التدخل الجوي للتحالف، فيما تتفرغ القوات في المسار الآخر من جهة الجوف بالتقدم صوب المنشآت الحيوية.

ثمة رغبة باتت أكيدة من جانب التحالف لتصفير المعركة مع الحوثيين في منطقة النفوذ العسكري لقوى ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 والتي باتت تنحصر اليوم في مأرب وأجزاء من شبوة وفي تعز، والتضحية بكل الإنجازات والمكاسب العسكرية التي تحققت طيلة السنوات الخمس الماضية بفضل تضحيات المناضلين من أبناء اليمني والجيش الوطني.

هذه القوى رغم طيفها الوطني الواسع، إلا أنه يجري تصنيفها على أنها قوى إخوانية، من جانب ما يسمى "تحالف دعم الشرعية" الذي تطغى عليه إيديولوجية إعلامية وسياسية يغذيها محمد بن زايد وآلته الإعلامية وامتداداته داخل النظام السعودي الجديد بقيادة بن سلمان.

لست أدري كيف ستتجاوز الرياض التحالف الذي تشكل عام 2015 وشكل طرفه المحلي هذا الطيف الواسع من القوى الوطنية، والذي يضم أطرافاً سياسية ووطنية وقبلية وجهوية الإصلاح واحد منها، وكله اختار القتال تحت مظلة الشرعية، وبه استعانت السعودية في دعم تدخلها العسكري في اليمن وتخفيف الضغط المحتمل على حدودها الصحراوية مع اليمن من جهة مأرب وحضرموت والجوف.

لا شيء يفسر الانهيارات المتوالية للجيش الوطني دون خسائر سوى هذه الترتيبات التي كشف عنها بشكل صريح وواضح اجتماع ترأسه في مأرب الاثنين الماضي وزير الدفاع محمد علي المقدشي، وبحضور رئيس هيئة الأركان الجديد صغير بن عزيز، شاركت هيئة الإسناد الشعبي للجيش الوطني.

الاجتماع ارتكز على الدور المستقبلي لهذه الهيئة التي يبدو أنها منذ الآن ستشكل مظلة لتموضع قوى عسكرية جديدة مرتبطة بالنظام السابق، وتأخذ طابعاً قبلياً فضفاضاً أدخله منذ السابع من هذا الشهر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى قاموسه السياسي عندما طرح مسألة الدور القبلي في حسم مستقبل الصراع خلال زيارته لمدينة مأرب.

الجديد في التحركات السعودية في مأرب يتمثل في الاستعدادات الجارية لاستقبال الفوج الأول من قوات المهام الخاصة التي تلقت تدريباتها في معسكرات تشرف عليها السعودية في محافظة المهرة جنوب شرق اليمن والتي باتت تحت السيطرة الكاملة للقوات السعودية.

تتشكل هذه القوات من نواة الميلشيات المسلحة التي كلف محافظ المهرة السابق راجح باكريت بتشكيلها لمواجهة الحراك العشائري الواسع في المهرة ضد التواجد العسكري السعودي المفاجئ وغير الضروري في المحافظة.
 
تم استجلاب عناصر هذه المليشيات من عدة محافظات خصوصا الجنوبية، والقاسم المشترك فيما بينها هي الأجندة الاماراتية والمخطط الخبيث الذي يواصل تحالف الرياض-ابوظبي تنفيذه على الساحة اليمنية.

السعودية في الرمق الأخير لمعاركها في اليمن يبدو أنها تتحلل من ارتباطها الوثيقة مع تحالف مارس 2015 قداما وتضع حملها كله على حلفاء أفرزتهم معكرة الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2017 بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح، وهؤلاء يبدو أن ابوظبي هياتهم لقبول التسوية المقبلة التي تنفتح على سيناريوهات كارثية أقلها نجاحاً سيناريو استعادة صنعاء ودحر الانقلاب الحوثي.

#المقال خاص بموقع "المهرية نت"

المزيد من ياسين التميمي