آخر الأخبار

موسم فرح في اليمن

الأحد, 09 أغسطس, 2020

هذه الأيام  بالتحديد ليست كغيرها من باقي أيام السنة، إنها أيامٌ جميلة، تحس فيها بنوع من السرور، تشعر بالفرح الكبير وهو يتخلل ثنايا جسدك ليصل إلى عضلات الوجه ويشدها عندما يحدث فيه ابتسامة كلها غبطة وأمل.


 يحاول الأسى وقتذاك  أن يغادر ولو قليلا من زوايا قلبك المتعب ليدع مجالًا للفرح أن يتوسط تلك الزوايا.


 لحظات جميلة تعيشها وأنت قابع في مكانك، داخل بيتك أو خارجه، تسمع لصوت أيوب يجوب الآفاق ذلك الصوت الذي لطالما هز وجدان السامعين له، تسمعه وهو يغني، يزف شيخ الشباب يبوح بما يختلج في صدر العريس من شوق لعروسه، يخاطب الصبايا أحيانًا بأن تقطف له المشاقر وتصفها إلى جانب المزاهر ويخاطب أحيانًا القمر والنجوم والشمس مستحلفًا إياها بالله بأن تغيب لأن العريس مستغنٍ بعروسه عنهم جميعًا، ثم عن ليلة الجمعة والسمر فيها مع الحبيب.

 هذا هو أيوب طارش بصوته العذب وهذا هو الموسم الخاص، بالأعراس عن غيره من الأوقات.


 عيد الأضحى  هو الموسم الأكبر للأعراس؛ يؤجل الناس خلال العام أعراسهم لهذا الموسم كي يكون لها لونها الفريد  فالأعراس بهذا الموسم تحديدًا لها  مذاق خاص  يختلف عن المواسم الأخرى؛ لهذا يبقى الناس منتظرين بفارغ الصبر شهر ذي الحجة ليكونوا فيه هم السعداء.

 فالمغتربون  يعودون لأرض الوطن والذين لم يروا أهلهم طوال العام بهذا الموسم يتركون مشاغلهم ويقمون بزيارتهم، والذين يقطنون المدن يشكلون رحلتهم للأرياف لزيارة الأهل والأصدقاء هناك، فتتم الفرحة وتتسع رقعة السرور، ولهذا تجد الناس حريصين كل الحرص على أن لا يأتي شهر ذي الحجة إلا وقد جهز الكل ما يمكن له أن يحتاجه في هذا الموسم الرائع، وما إن تبدأ أول أيام هذا الشهر حتى يبدأ الناس بالتهافت كلٌ إلى  حيث يحب أن يقضي هذه الأيام.

 ومن أول أيام ذي الحجة  تبدأ أصوات الزغاريد تأتيك من كل صوبٍ عبر مكبرات الصوت تتداخل أصوات الأغاني فيما بينها لتشكل ضجيجًا جميلًا نوعًا ما.

 تزين سطوح المنازل بالغمازات لتضي ليالي الأفراح بالإضافة إلى الألعاب النارية التي تراها كل يوم تضرب في مكان ما بألوانها المتنوعة  الزاهية التي تبعث الشجا في النفس الناظرة لها.

هذا هو موسم الأعراس لعله الوقت الوحيد الذي يجعل الناس  ينسون بعض العناء والتعب الذي يحل بهم  طوال العام.

المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده