آخر الأخبار
عيدروس الزبيدي في سقطرى.. تشتتت الأهداف والوهم واحد (تحليل)

عيدروس الزبيدي في سقطرى
الاربعاء, 19 مارس, 2025 - 01:27 مساءً
على متن طائرة الخطوط الجوية اليمنية التي ترفع العلم اليمني بشكل بارز، سافر عيدروس الزبيدي إلى أرخبيل سقطرى اليمني، في زيارة لرجل تائه ينادي بالانفصال عن هذا البلد العريق.
الرجل الذي يحمل أكثر من صفة وأكثر من وجه وصل يوم الاثنين إلى سقطرى بأهداف مشتتة ووهم واحد تحت لواء الاحتلال الجديد.
وصل الزبيدي - رئيس المجلس الانتقالي وعضو مجلس القيادة الرئاسي- برفقة وزراء في الحكومة اليمنية يتبعون المجلس الانفصالي أبرزهم وزير النقل عبدالسلام حميد.
بعد وصوله تحرك الزبيدي مع مجموعته مباشرة للإقامة في سكن شركة المثلث الشرقي الإماراتية، وكان إفطارهم ومصروفاتهم على نفقة الشركة التي أصبحت مثار نقد كبير في اليمن نتيجة دورها المشبوه في الأرخبيل.
وفي اليوم التالي قام عيدروس بزيارة مستشفى الشيخ خليفة التابع للإمارات ومقر شركة المثلث الشرقي، وكان نصف خطابه يشيد بما قال إنه تطور في الكهرباء وغيرها من المشاريع التابعة للمثلث الشرقي حسب زعمه.
وتحمل إشارات الكلمات وعبارات الخطاب دلالات توحي بأن من أتى به إلى سقطرى هي شركة المثلث الشرقي، وقدم إلى هناك لتدشين أعمالها وشرعنتها وشرعنة تسليم المطار لها كونه يحمل منصب عضو مجلس القيادة الرئاسي.
ولتحقيق شرعنة لمشاريع الإمارات في سقطرى، تم استقباله في مطار الأرخبيل وفرش السجاد الأحمر قرب الطائرة اليمنية التي أقلته، وكأنه زعيم عالمي وصل إلى المحافظة الحيوية، وهي تصرفات إماراتية تهدف إلى تغذية وتعزيز الوهم لدى الزبيدي لخلق مزيد من التواؤم في سبيل أهداف أبوظبي.
قام الزبيدي أيضا بزيارة إلى موقع إنشاء ميناء سقطرى في منطقة شاهب بمديرية ديحمض، تمهيدًا لتسليم الموقع إلى شركة المثلث الشرقي، لغرض تعطيل المنحة الكويتية المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية.
وسلم الزبيدي عدة مواقع في سقطرى لشركة المثلث الشرقي الإماراتية، وألقى كلمة أمام المواطنين في ملعب الفقيد سعد سالمين بحديبو، متحدثا عما أسماها الإعلام التابع له بأنها "زيارة تاريخية".
ممر دولي في لسان الزبيدي
ولعل أبرز ما تحدث به الزبيدي قوله إن سقطرى ممر للملاحة الدولية وأنها بحاجة إلى تكاتف الجهود المحلية والإقليمية لحماية هذا الممر الدولي.
وشدد في سياق كلمته على ما أسماه ضرورة التأمين الإقليمي، وهي إشارات ضمنية لخلق مبررات جديدة من أجل توطيد الحكم الإماراتي في السيطرة التامة على الجزيرة الأشهر والأكبر على مستوى الوطن العربي.
وفي حديثه للمهرية نت، قال مصدر مطلع في سقطرى إن" تسليم سقطرى ومسطحاتها المائية بدعوى حماية الممر الدولي هو جوهر زيارة الزبيدي" التي وصفها إعلام الانتقالي بالتاريخية.
وفي خطابه أيضا قال الزبيدي إن ما تتفقون حوله يا أبناء سقطرى نحن معه وندعم خياركم، وهذه رسالة مبطنة فيها تحميل لسالم عبد الله السقطري وزير الزراعة والري والثروة السمكية والمحافظ رأفت الثقلي مسؤولية تسليم المطار أو الحماية الإقليمية، وكأنها محاولات للتخلي أو الهروب والنأي بالنفس عن أي تبعات أو تداعيات قانونية مستقبلية حول هذا الأمر، وهي في المجمل تصرفات توحي بأن قرارة أنفسهم تبلغهم بأن ما يقومون به هي أفعال خاطئة.
ويأتي هذا الهروب رغم إن الزبيدي هو من يقبض الثمن، فلا شيء يأتي من الإمارات الثرية دون إغراءت سالت عليها لعاب البعض بينهم الزائر الجديد لسقطرى.
واللافت أيضا في زيارة الزبيدي أنها كشفت بأنه لا يملك أي حس سياسي أو دبلوماسية أو بروتوكول أو سيادة واستقلالية وانتماء وطني.
فكيف يأتي عضو مجلس رئاسة، وزعيم للجنوب ولشعب ودولة سابقة كما يدعي، يتبع خطوات ومسار واستضافة شركة المثلث الشرقي غير الشرعية وتستقبله الشركة وترتب إقامته وغذاءه ويدشن مشاريعها، ثم يعزمه الوزير سالم السقطري في اليوم الثاني لإفطار في مطعم تابع للشركة ذاتها، وهي دلالات توحي بانقلاب الموازين وتيه الشعارات وتشتت الأهداف.
ووفق المصدر فإن "هذا التصرف مهين بحق الزبيدي، حيث كان الأسلم بروتوكوليًا وسياسيًا وسياديًا أن ينزل في فندق ليشعر بالاستقلالية والوطنية والسيادة، ومن هناك يمكنه تدشين المشاريع التي يتحدث عنها ، ولكن أن يصبح مثل ضيف عادي نزيل لدى شركة وهمية ترتب تحركاته، فهو إذلال بعينه وغياب للحس السياسي والنزاهة والوطنية والاستقلالية، كما يدل على استهتار أو قلة وعي سياسي لدى مستشاريه".
عرقلة مشروع ميناء سقطرى
وبالنسبة لموضوع وضع حجر الأساس لميناء سقطرى، فقد جاء تحصيل حاصل ومسرحية إضافية ووهم جديد حتى لا يقال إن كل زيارته كانت للمثلث الشرقي أو تسليم المطار.
فلو كان الأمر جادًا في موضوع ميناء سقطرى، لرافقه طاقم كويتي أو الشركة الكويتية التي تعتزم تنفيد المشروع.
وكانت مصادر محلية، قد كشفت عن مساع إمارتية لعرقلة جهود دولة الكويت في القيام بتطوير وتوسعة ميناء سقطرى الرئيسي.
المصادر أوضحت للمهرية نت أن دولة الكويت عرضت للمرة الثانية استعدادها لتمويل مشروع تطوير وتوسعة ميناء حولاف الرئيسي بمحافظة أرخبيل سقطرى، غير أن الإمارات لا تزال تواصل عرقلة مشروع التوسعة الذي سبق أن تبنته الكويت قبل سنوات وأفشلته كغيره من المشاريع الخدمية من قبل عدد من الدول المانحة.
خلافات قيادات الانتقالي
تأتي زيارة الزبيدي وسط استمرار خلافات قيادات المجلس الانتقالي في سقطرى، دون ضبط أو رادع.
ومن المتوقع أن يشهد الأرخبيل فوضى وتوتر بين قيادات الانتقالي الساعين جميعهم لإزاحة المحافظ الحالي رأفت الثقلي والتنافس على منصبه.
وتأتي هذه الصراعات على تقاسم المناصب في الوقت الذي يسلمون قرارهم وقرار سقطرى لشركة المثلث الشرقي وسط رضا ومباركة من الزبيدي.
واللافت أيضا في زيارة الزبيدي أنها لم تلق أي تفاعل أو اهتمام من شريحة واسعة من السقطريين، وكأنها حدث عابر لا يستدعي الاهتمام.
يختم المصدر "من بين أسباب عدم اهتمام الشارع السقطري بهذه الزيارة هو مكان إقامة الزبيدي وكذلك تصغير ذاته وكأنه تابع للإمارات وضيف لأبوظبي وليس ضيفا سقطرى" .
