آخر الأخبار

غلاء الطاقة الشمسية يجبر العديد من الأسر اليمنية على البقاء في الظلام(تقرير خاص)

عمال يقومون بتركيب الطاقة الشمسية

عمال يقومون بتركيب الطاقة الشمسية

المهرية نت - رهيب هائل
الجمعة, 28 فبراير, 2025 - 09:03 صباحاً

مع اقتراب شهر رمضان المبارك من كل عام، يقبل اليمنيون بشكل كبير على شراء بطاريات جديدة أو منظومات طاقة شمسية، نتيجة غياب التيار الكهربائي الحكومي في العديد من المحافظات منذ عشر سنوات وارتفاع أسعار الكهرباء التجارية.

 

ويعتمد الكثير من اليمنيين على الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للإنارة، وتشغيل أجهزتهم الإلكترونية، ومشاهدة التلفاز، واستقبال الزوار، والسهر طوال ليالي رمضان.

 

لكن هذا العام، شهدت أسعار البطاريات والألواح الشمسية ارتفاعًا كبيرًا في المحال التجارية، بالتزامن مع استمرار انهيار العملة المحلية وغياب الدور الحكومي في الحد من هذا التدهور.

 

وبلغ سعر البطارية الصغيرة، القادرة على تشغيل شاشة صغيرة 18 بوصة لمدة خمس ساعات متواصلة في الليل بقوة 50 أمبير، نحو 115ألف ريال بالعملة الجديدة، أي ما يعادل 190 ريالًا سعوديًا، بينما تجاوز سعر الألواح الشمسية بقوة 100 وات 200ألف ريال في المحال التجارية بمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن وفق رصد المهرية نت. 

 

 

*البقاء في الظلام

 

 بهذا الشأن، يقول الناشط المجتمعي محمد الرميمة لـ"المهرية نت": مع اقتراب شهر رمضان المبارك كل عام، يتهافت اليمنيون على شراء الألواح الشمسية والبطاريات كمصدر للإنارة ولمتابعة البرامج التلفزيونية والمسلسلات، خاصة مع غياب التيار الكهربائي الحكومي منذ عشر سنوات وارتفاع أسعار التيار التجاري في المدن وانعدامه في الأرياف".

 

وأضاف الرميمة أن "هذا العام لم يعد كسابقه، فقد قلَّ إقبال المواطنين على محال بيع الطاقة الشمسية بسبب ارتفاع الأسعار الناتج عن انهيار العملة، وغياب فرص العمل، وانخفاض الأجور والمرتبات، مما يجبر مئات الأسر على البقاء في الظلام هذا العام".

 

وتابع: "اليمنيون باتوا يهتمون فقط بتوفير الاحتياجات الأساسية للحياة، خاصة مع تقلص المساعدات الإنسانية هذا العام في المدن، وغيابها منذ سنوات في الأرياف، بالإضافة إلى استمرار الغلاء بالتزامن مع انهيار العملة المحلية".

 

وأكد أن "السكان في محافظة تعز خرجوا في مظاهرات مستمرة مطالبين بتوفير الكهرباء وحصة تعز من المازوت والديزل، لكن دون استجابة من قبل الحكومة الشرعية أو السلطة المحلية".

 

وشدد على ضرورة "إيقاف انهيار العملة المحلية، والعمل على توفير محطات كهرباء حكومية لجميع المحافظات المحررة، سواء في الريف أو المدن، بأسعار تتناسب مع دخل السكان".

 

وأشار إلى أن "توفير محطات كهرباء حكومية أو منظومات طاقة شمسية يتطلب جهودًا مكثفة من قبل المنظمات الدولية والمحلية، والسلطات المحلية، والمجلس الرئاسي".

 

*الأسعار بالعملة الصعبة

 

من جانبه، يقول الشاب صلاح عبد الباقي، الذي يعمل في محل بيع أدوات الكهرباء والطاقة الشمسية إن:" تحديد أسعار البطاريات والألواح الشمسية يتم بالعملة الصعبة (الريال السعودي والدولار)، بغض النظر عن تقلبات أسعار الصرف، نظرًا لأن عملية الشراء والاستيراد تتم من خارج الجمهورية بالعملات الأجنبية".

 

وأضاف لـ" المهرية نت "في المحل، نبيع هذه المواد بالعملة المحلية (الطبعة الجديدة)، مع الأخذ في الاعتبار سعر الصرف اليومي، خاصة مع استمرار انهيار الريال اليمني".

 

وتابع "هناك فارق كبير في أسعار البطاريات والألواح الشمسية بين العام الماضي وهذا العام، بسبب انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، رغم وجود تراجع طفيف في أسعار الألواح والبطاريات بالعملات الصعبة بنسبة 30%".

 

وأردف: "لكن ارتفاع سعر الصرف بنسبة تصل إلى 70% عن العام الماضي، لا يجعل هذا التراجع الطفيف في الأسعار مؤثرًا، خاصة مع محدودية الأجور والرواتب المستمرة في التراجع".

 

وأشار إلى أن "كل فرد في المجتمع يمتلك على الأقل أجهزة إلكترونية تحتاج إلى التيار الكهربائي، سواء بنظام 12 فولت (تيار مستمر) أو 220 فولت (تيار متردد)، مما يستدعي الإقبال على منظومات الطاقة الشمسية كبديل أرخص بكثير من الكهرباء التجارية".

 

ولفت إلى أن "البطاريات بحجم 50 أمبير هي الأكثر طلبًا هذا العام، مما يعكس الظروف القاسية وشح السيولة المالية لدى المواطنين، واضطرارهم للاكتفاء بأبسط الاحتياجات تماشيًا مع الأوضاع المعيشية الصعبة".

 

 

ومضى قائلًا:" رمضان هذا العام أكثر قساوة من العام الماضي بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، واستمرار تراجع سعر الصرف بنسبة قد تتجاوز 70% أمام العملات الأجنبية، مما ينذر بواقع كارثي".

 

*الاهتمام بلقمة العيش فقط

 

بدوره، يقول المواطن علي عبده، من سكان ريف جبل حبشي بمحافظة تعز لـ" المهرية نت" إن:" ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغياب فرص العمل جعله غير مهتم كثيرًا بشراء بطارية ذات قوة كبيرة كما في الأعوام الماضية (70 أمبير)".

 

وأضاف"اشتريت فقط بطارية صغيرة بقوة 30 أمبير بسعر 70 ألف ريال بالعملة الجديد كمصدر للضوء في الليل، ولشحن الهاتف، أما اللوح الشمسي فقد اشتريته قبل ست سنوات بجودة جيدة وبقوة 100 وات بسعر 55ألف ريال يمني بالعملة الجديدة".

 

وتابع" حاليًا الأسعار مرتفعة جدًا، خاصة مع استمرار انهيار العملة المحلية، والأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وأصبحت الأسر اليمنية تبحث فقط عن لقمة العيش، بينما أصبح الضوء والطاقة الشمسية أشياء ثانوية".

 

وأردف" كنت أعمل في محل خياطة براتب محدود (60,000 ريال جديد)، لكن بسبب تدهور الأوضاع، اضطررت لتركه والبحث عن مصدر رزق آخر، والآن أعمل بأجر يومي في مجالات مختلفة مثل البناء، وأحيانًا الخياطة والنجارة".

 

ولفت إلى أن" العديد من الأسر ستضطر هذا العام إلى البقاء في الظلام بسبب عدم قدرتها على شراء منظومات طاقة شمسية، خصوصًا مع استمرار انهيار العملة وارتفاع الأسعار".

 

*تكلفة الكهرباء التجارية

 

من جهته، يقول المواطن منور الصلوي، من سكان مدينة تعز، إن:" العديد من الأسر في المدينة تعتمد على التيار الكهربائي التجاري، حيث يتراوح سعر الكيلو مابين 1,200 و1,500 ريال، بسبب ارتفاع أسعار المازوت والديزل".

 

وأضاف لـ" المهرية نت" تحاول الأسر الاقتصاد في استهلاك الكهرباء قدر الإمكان، خاصة وأنها وضعت عدادات لتنظيم حجم الاستهلاك، ومع ذلك تتراوح فاتورة الكهرباء بين 13 ألف ريال و15 ألف ريال شهريًا للمنزل المكون من ثلاث غرف وحمام".

 

وتابع"الطاقة الشمسية كانت أقل تكلفة مقارنة بالكهرباء التجارية طوال العام، خاصة عند شراء بطارية 70 أمبير، ولوح 100 أو 150 وات، لكن البطارية تدوم عامًا ونصف فقط، ثم تصبح غير قادرة على إضاءة المنزل لأكثر من ثلاث ساعات في الليل، مما يضطر الأسر إلى شراء بطارية جديدة مستقبلا".

 

وأشار إلى أن "أسعار الطاقة الشمسية حاليًا أصبحت مرتفعة جدًا بالريال اليمني، حيث تجاوز سعر اللوح 100 وات 200ألف ريال، فيما وصل سعر البطارية 70 أمبير إلى 180ألف ريال، مما أثر بشكل كبير على الأسر، خصوصًا في الأرياف التي تعتمد عليها بشكل أساسي".

 

واختتم حديثه قائلا:" نتمنى عودة التيار الكهربائي الحكومي، ووقف انهيار العملة المحلية، وتخفيض الأسعار، وتوفير كافة الخدمات الأخرى كالماء والغاز والصحة والتعليم بأشكالها المطلوبة".

 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية