شهدت الحملة الإلكترونية التي أطلقها ناشطون يمنيون، لإنقاذ جميع السجناء والمعتقلين في السجون اليمنية، تحسباً من تفشي وباء كورونا، تفاعلًا واسعًا وكبيرًا على مواقع التواصل "تويتر" و"فيسبوك".

وكشف العديد من النشطاء والمنظمات الحقوقية، في الحملة التي انطلقت مساء الثلاثاء، تحت وسم" #انقذوا سجناء اليمن، عن معاناة المعتقلين في سجون أطراف النزاع في اليمن، محذرين من تفاقم معاناتهم في ظل انتشار وباء كورونا.  

وشارك في الحملة العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية على المستوى المحلي والدولي، ونشطاء الرأي وحقوق الإنسان، وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين.

وطالب المتفاعلون في الحملة، من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ممارسة الضغط على كافة الأطراف اليمنية لإطلاق سراح المعتقلين والأسرى في هذا الظرف الصحي الذي يمر به العالم.

وقال الصحفي اليمني صدام الكمالي، إن المعتقلون في سجون جماعة الحوثي يعيشون أوضاعا مأساوية، مشيرة إلى أن استمرار هذا الوضع في ظل مخاوف تفشي كورونا يضاعف من مأساتهم ويعرضهم للموت.

الصحفي والناشط خالد العلواني، قال إن كثير من السجناء في اليمن مغيبون خلف القضبان بدون لأي مسوغ قانوني، معتبراً إطلاقهم واجب قانوني وليس مسألة إنسانية فحسب.

وحذر الكاتب والمحامي محمد المقبلي، من تحويل السجون في اليمن إلى مقابر جماعية حال انتشار الوباء، مؤكداً أن إطلاق السجناء أولوية لدى السلطات المعنية.

وطالب الكاتب الصحفي عباس الضالعي، كل من "جماعة الحوثي والحكومة الشرعية والانتقالي الجنوبي وكتائب المجاهدين والجماعات المسلحة والعصابات ووكلاء الامارات والسعودية وإيران"، إلى الإفراج عن السجناء والمختطفين لديهم.

الإعلامي بشير الحارثي، قال إن ‏مئات المعتقلين والمخفيين قسرًا يواجهون منذ 5 سنوات أصناف الانتهاكات من التعذيب والترهيب في سجون مليشيات الحوثي في (الشمال) وسجون الإمارات بـ (الجنوب).

من جانبه، دعا تحالف رصد المعني بتوثيق انتهاكات حوق الإنسان في اليمن، جميع أطراف النزاع في اليمن إلى إطلاق كافة المحتجزين والمعتقلين بطريقة تعسفية، والكشف عن مصير كل المختفين قسرياً في مناطق سيطرتها.

كما طالب بإغلاق السجون الخاصة، والسماح للقضاء بمباشرة دوره الدستوري والقانوني على السجون، مشيراً إلى أن العشرات يموتون تحت التعذيب والمعاملة اللاإنسانية في السجون اليمنية.

مسؤول الرصد والتوثيق في التحالف، رياض الدبعي، طالب هو الآخر أطراف الصراع في اليمن الى سرعة إطلاق سراح كافة المخفيين والمعتقلين وتعويضهم وجبر ضررهم ومحاكمة ومعاقبة المتسببين بهذه الجريمة، وعدم السماح للجناة من عدم الإفلات من العقاب.

الصحفي زكريا الكمالي، اعتبر الوقت الأنسب لتسجّل أطراف النزاع في اليمن أهم موقف إنساني، وذلك بإطلاق كافة المحتجزين خلف القضبان، دون شروط أو ابتزاز سياسي.

وقال الكمالي، إن الكارثة على أهالي السجناء مضاعفة هذه الأيام، خصوصاَ في ظل معتقلات أغلبها غير آدمية وتسبب كل علل الأرض، على حد تعبيره.

خليل العمري، قال هو الآخر "إن حياة الآلاف من المدنيين في سجون جماعة الحوثي والمجموعات المسلحة الأخرى في اليمن، حياتهم في خطر في ظل انتشار وباء ‎كورونا، ويجب أن تتحد أصواتنا جميعا للمطالبة بإطلاقهم وانقاذ حياتهم من الموت".

وجاءت الحملة، تزامناً مع القلق البالغ لفريق الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة البالغ إزاء المخاطر المحتملة لتفشي فيروس كورونا بين المحتجزين والسجناء باليمن.

وأشار فريق الخبراء في بيان له أصدر الإثنين، إلى أن الوضع الهش للسجناء والمحتجزين في اليمن يجعلهم بشكل خاص أكثر عرضة لخطرٍ كبير إذا ظهر فيروس كورونا في السجون وغيرها من مرافق الاحتجاز.

وحثّ فريق الخبراء جميع أطراف النزاع في اليمن على الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين والسجناء السياسيين المعتقلين في مرافق الاحتجاز السياسية والأمنية والعسكرية الرسمية منها والسرية على حد سواء من أجل منع وتخفيف مخاطر انتشار الفيروس.