آخر الأخبار
هل يؤثر وصم الحوثيين بالإرهاب على الوضع الإنساني في اليمن؟( تقرير خاص)
السبت, 25 يناير, 2025 - 11:04 صباحاً
أعلن البيت الأبيض، فجر الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025م، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إدراج جماعة الحوثيين على قائمة “المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
وقال البيت الأبيض في بيان نشرته وكالة “رويترز” إن:" سياسة الولايات المتحدة “هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الحوثيين وحرمانهم من الموارد بهدف إنهاء هجماتهم”.
وأضاف البيان أن: “ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ستوجه لإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للحوثيين”، مشيرا إلى أن أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط.
وعقب هذا القرار نفذت جماعة الحوثيين - مساء الخميس- سلسلة اعتقالات لموظفي الأمم المتحدة العاملين في مناطق سيطرتها، بحسب ما أوضحته مصادر محلية.
وبالمقابل أعلنت الأمم المتحدة -يوم الجمعة- عن إغلاقها الشامل لكافة مكاتبها وأنشطتها الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، جراء حملة الاعتقالات الجديدة بحق موظفيها في صنعاء.
وقال مكتب الأمم المتحدة في اليمن في بيان صحفي إنَّ:" جماعة الحوثي في صنعاء احتجزت المزيد من موظفي الأمم المتحدة العاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، دون تحديد عدد المحتجزين الجدد".
وتابع: "لضمان أمن وسلامة جميع موظفيها، قامت الأمم المتحدة بتعليق جميع التحركات الرسمية ضمن وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع"، مؤكدًا أن هذا الإجراء سيظل قائمًا حتى إشعار آخر.
*يؤثر بشكل كبير*
وبسبب توقف العمل الإنساني يرى محللون أن هذا الأمر سيؤثر بشكل كبير على السكان في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين خاصة مع اعتمادهم الكلي على المنح والمساعدات الإنسانية.
بهذا الشأن، يقول المحلل السياسي "أحمد هزاع" إن:" قرار تصنيف جماعة الحوثي، سيؤثر بشكل كبير، على الجانب الإنساني بسبب توقف الحوالات الاقتصادية والمبالغ المالية التي تقدمها الأمم المتحدة لليمنيين في تلك المناطق".
وأضاف لـ" المهرية نت" أن" التقارير الأممية تتحدث بأنه ما يقارب 25 مليون يمني تحت خط الفقر، وهذا الأمر سيؤثر عليهم جراء اعتمادهم على المنح الإنسانية والأممية بشكل كبير".
واعتقد هزاع أن" الأمم المتحدة قد تحل هذا الوضع من خلال إنشاء قنوات خاصة لإيصال المساعدات للمواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين".
وأكد بأن" الأمم المتحدة إذا لم تستطع تقديم المساعدات الإنسانية، سيتأثر نحو 70% من السكان في تلك المناطق، والوضع سيصبح مأساويًا بشكل كبير جدا".
ولفت إلى أن" المواطنين في تلك المناطق يعتمدن بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، خاصة مع عدم صرف المرتبات و استمرار الجبايات من قبل الجماعة ".
في ذات السياق، يقول الصحفي والناشط الإعلامي" حمزة الجبيحي" إن" الوضع الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين سيتأثر بشكل كبير، نتيجة لإغلاق مكاتب منظمات الأمم المتحدة، بسبب الحوثيين".
وأضاف للمهرية نت" إن" على الحوثيين تحمل مسؤولية ما سيؤول إليه الوضع الإنساني في مناطق سيطرتهم".
وشدد على ضرورة أن " تنقل المنظمات الدولية والمحلية مقراتها من صنعاء إلى مناطق الحكومة الشرعية، والعمل على تمكينها من إيصال المساعدات إلى المواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين".
*وضع مأساوي*
بدوره، يقول المواطن " قاسم محمد". 45 عاما عامل بالأجر اليومي ومعيل لخمسة إفراد إن:" إغلاق المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين، سيخلف وضعا مأساويا كبيرا جدا، خاصة مع الركود الاقتصادي الذي تشهده تلك المناطق".
وأضاف لـ" المهرية نت" أن" الأعمال غير متوفرة، وتشهد حالة ركود، ورواتب الموظفين لم تصرف، وأغلب المواطنين يعتمدون على الدعم المالي من صندوق الضمان، ومن اليونيسف، ومنظمات أخرى، تقدم لهم بشكل شهري".
وتابع" مع الضربات الإسرائيلية والأمريكية، لمقدرات البلد، وحظر دخول الدقيق من قبل الحوثيين، وغياب فرص العمل، ومؤخرا إغلاق المساعدات الإنسانية، سيخلق مجاعة كبيرة لدى السكان بهذه المناطق".
ومضى قائلا:" نسأل الله تعالى أن يرحمنا وأن يوفقنا، في توفير متطلبات العيش لأسرنا، وأن يخرجنا من هذا الوضع الذي نحن فيه".