آخر الأخبار

كيف ساهم موقف قبائل المهرة الموحد في الحفاظ على أمن واستقرار محافظتهم؟

المهرية نت - خاص
الإثنين, 30 ديسمبر, 2024 - 03:17 صباحاً

تلعب قبائل المهرة، دوراً محوريًا في الحفاظ على أمن واستقرار محافظتهم في ظل الوضع السياسي والأمني المعقد الذي يعيشه اليمن، وبالرغم من المحاولات المستمرة لإدخال أهل المهرة في نفس درجة الصراع العنيف الذي عانت منه العديد من المناطق اليمنية الأخرى خلال سنوات الحرب، إلا أنها تنجو في كل مرة من تلك المحاولات، يرجع ذلك إلى دور قبائل المهرة الموحدة في المحافظة على الاستقرار المحلي المساند للدولة ومؤسساتها والرافض لكل ما يأتي من خارجها.

 

ما يميز قبائل المهرة، هو التزامها وتماسكها بوحدة الصف، وكذلك وحدتها في مواجهة التدخلات الخارجية، سواء كانت من القوات الأجنبية أو المليشيات المسلحة، وعلى الرغم من التوترات التي شهدتها بعض المناطق الجنوبية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، حافظت قبائل المهرة على موقف موحد يرفض التدخلات العسكرية الأجنبية أو فرض النفوذ الخارجي.

 

ومنذ بداية الحرب، كان للمهرة وقبائلها موقفا مغايرا للمناطق الجنوبية الأخرى التي شهدت تواجدًا عسكريًا كبيرًا من قبل القوات السعودية والإماراتية، إذ رفضت قبائل المهرة التواجد العسكري السعودي في المحافظة، الذي تمثل في إنشاء قواعد عسكرية على الأرض، معتبرة أن ذلك يمثل تجاوزًا لسيادة المحافظة ولسيادة اليمن.

 

إفشال لكل مشاريع التدخلات  الخارجية

 

وقد كان للقبائل في المهرة، موقف قوي ضد محاولات التقسيم السياسي للبلاد، بما في ذلك رفضها لمطالبات الانفصال، كما أن قبائل المهرة تتمتع بقدرة على تنظيم نفسها في إطار قوات دفاعية محلية لحماية أراضيها، من أي تدخلات خارجية، فهي بمثابة قوة ردع ضد أي تهديدات أمنية قد تطرأ من المليشيات المسلحة الحلية أو التهديدات الخارجية.

 

وبفضل تماسك قبائل المهرة، استطاعت طيلة السنوات الماضية، أن تحد أيضاُ من وجود بعض التهديدات من الجماعات المتشددة، مثل القاعدة و داعش، وبقيت المهرة بفضل قبائلها بعيدة عن هذه الجماعات، وشكلت حائط صد لمنع أي جماعات متطرفة من التغلغل في المحافظة، وهو ما تحقق لها ذلك في إفشال مشاريع ملشنة المحافظة .

 

فخلال الأسابيع القليلة الماضية، استطاعت قبائل المهرة، أن تفشل آخر مشاريع التقسيم والملشنة، عبر محاولات دعم تجنيد المتشددين وعمل معسكرات لهم داخل المهرة، بهدف إثارة الفوضى وتحويل المحافظة إلى نموذج آخر مشابه لما يجري في سقطرى وعدن وغيرها من المحافظات التي استسلمت للمليشيات المدعومة خارجيا وباتت رهينة تعيش واقع معيشي وإنساني معقد.

 

ولقد حافظ قبائل المهرة على علاقات جيدة، مع السلطة المحلية والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، على الرغم من التوترات التي تشهدها البلاد، ما ساعد في تعزيز الاستقرار داخل المحافظة، حيث دعمت القبائل جهود الحكومة في تعزيز الأمن وتوفير الخدمات الأساسية للسكان فضلاً عن إسنادها للسلطات المحلية بكافة مؤسساتها العسكرية والأمنية.

 

كل تلك العوامل، قادت في نهاية المطاف، إلى إفشال كل مشاريع التدخلات الخارجية، إذ أن الرفض الشعبي الواسع لمحاولة التجنيد الأخيرة، خارج مؤسسات الدولة، أجبر الجهات الممولة لهذه المشاريع على التراجع ولملمة أوراقها بعيداً عن هذه المحافظة التي جنب أهلها الدخول بها في صراعات داخلية لن يستفيد منها أحد سوى أصحاب النفوذ والأجندات الخارجية.

 

وفي كل مرة، تقدم المهرة وقبائلها دروسا، في النضال الوطني، وترفض أي محاولات للهيمنة من قبل أي طرف خارجي سواء كان إقليميًا أو دوليًا، مؤكدين أن أي محاولات لفرض سلطة خارجية على المهرة ستواجه بمعارضة شديدة ورفض شعبي ورسمي واسع.

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي