قالت منظمة الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن حالات وباء شلل الأطفال المتحور التي تمّ تأكيدها مؤخرًا في اليمن ناتجة عن عواقب تدنّي مستويات المناعة المتزايد بين الأطفال.

وذكر بيان مشترك لمنظمتي الصحة العالمية واليونيسف أن كل موجة من تفشي المرض أدت إلى إصابة الأطفال بالشلل في المناطق التي كان من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تزويدهم فيها باللقاح الروتيني أو التكميلي ضد شلل الأطفال، وحرمانهم منه لفترات زمنية طويلة.

وأضاف البيان أن موجات تفشي المرض لم تكُن مفاجئًة تمامًا ففي اليمن، تتجمع الحالات بمحافظة صعدة التي مزقتها الحرب شمال غرب البلاد، والتي تعاني من مستويات منخفضة للغاية من حيث التلقيح الروتيني.

وتابع: كما أن برنامج القضاء على شلل الأطفال لم يصلها منذ أكثر من عامين، وأخر حملات التلقيح البيتية المتجولة في هذه المنطقة حدثت منذ ما يقرب من عامين، وذلك في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018.

يذكر أن شلل الأطفال مرض مُعدٍ بشكل مُدمِّر، وهو ينتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال القريب، والطريقة الوحيدة لإيقافه هي من خلال تلقيح الشخص بلقاح شلل الأطفال الفموي. تفشي وباء فيروس شلل الاطفال المتحور هو جرس إنذار ينبّه إلى أن مستويات المناعة في المجتمعات المتضررة أصبحت منخفضة بشكل غير مقبول.

وذهب بيان الوكالات الأممية إلى أن ضعف المناعة ضد جميع سلالات فيروس شلل الأطفال شكّل خطرًا متزايدًا في جميع أنحاء المنطقة، وذلك بسبب التحديات المستمرة في إيصال اللقاحات المنقذة للحياة للأطفال.

وبين أن جائحة "كوفيد-19" هي الأخرى أدت إلى المزيد من الانخفاض في معدلات التلقيح، مما أدى إلى تفاقم الصعوبات في تقديم الرعاية الصحية الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة.

وقال إن الأطفال في المناطق المتضررة من تفشي شلل الأطفال تحتاج إلى خدمات صحية وتغذوية أساسية أخرى بشكل جدّي.

وأكد البيان أن  منظمة الصحة العالمية واليونيسيف ملتزمتان بشكل كامل، وتشاركان في العمل لتخليص العالم من هذا المرض المُنهِك.

ودعا جميع المهتمين، ولا سيما أطراف النزاع ومن لهم تأثير عليهم، إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وبشكل مستدام، إلى العاملين في مجال الصحة لكي يتمكنوا من تزويد كل طفل بلقاح شلل الأطفال. إن شلل الأطفال في أي مكان كان هو تهديد للأطفال في كل مكان.