آخر الأخبار

عامٌ دراسيٌ جديد.. همومٌ تثقل كاهل المواطنين ووضع اقتصادي لا يبشر بالخير! (تقرير خاص)

المهرية نت - إفتخار عبده
الاربعاء, 21 أغسطس, 2024 - 06:45 مساءً

بدأ يوم أمس الأول العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وجاء هذا الموسم التعليمي مواكبًا لظروف معيشية متدنية يعيشها المواطنون في ظل انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.

 

وتجاوز الدولار الواحد حاجز الـ1900 ريال في الوقت الذي يشكو فيه المواطنون من صعوبة توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم، وعدم مقدرة بعضهم على إلحاق أبناءهم بالمدرسة.

 

بهذا الشأن تقول، هبة الصبري": جاء العام الدراسي الجديد ونحن في حالة مادية صعبة للغاية، وبداية العام الدراسي- بلاشك- تحتاج إلى مبالغ كبيرة؛ من أجل أن يعود أبناؤنا إلى المدرسة كما يجب".

 

وأضافت الصبري لـ "المهرية نت" لديّ ثلاثة أبناء، كبيرهم في الصف التاسع وصغيرهم في الصف الثالث، وكنت بحاجة إلى الكثير من المال لشراء المستلزمات الدراسية فقمت برهن خاتم الذهب الذي أمتلكه من أجل سدّ هذه الثغرة وسأقوم - مستقبلًا - بتسديد الدين براتب ثلاثة أشهر أو أكثر".

 

وتعمل هبة في التدريس بمدرسة خاصة داخل مدينة تعز بمرتب شهري قدره (30 ألف ريال) ما يعادل (16 دولارًا)، وهو مبلغ لا يكفي لشراء كيس من الدقيق سعة 50 كيلو.

 

وتابعت "الزي المدرسي تجاوز سعره مبلغ (15 ألف ريال) للشخص الواحد علمًا بأني ذهبت لشرائه من محل التخفيضات؛ كما أن سعر الحقيبة المدرسية قد تجاوز الـ(12 ألف ريال) وهذه الحقيبة من النوع المتوسط وليست من النوعية الجيدة، بالإضافة إلى الأقلام والكراسات وشراء الكتاب المدرسي فهذا هم آخر ومعاناته وحدها مريرة ".

 

المدارس الحكومية

وأردفت "لم أستطع إلحاق أبنائي بمدرسة خاصة فالتسجيل فيها يحتاج مبالغ لا قدرة لي على سدادها خلال عام واحد، حتى أبوهم لا يمكنه ذلك؛ فهو عامل باليومية حيناً يحصل على فرصة عمل وأحياناً كثيرة لا يحصل عليها؛ لذا ألحقتهم بمدرسة حكومية رغم رداءة التعليم فيها. أن يحصلوا على القليل من العلم خيرٌ لي من أن يتركوا التعليم بالكامل".

وواصلت "موسم الدراسة أصبح مخيفًا لنا لما فيه من مسؤوليات كبيرة، ومتطلبات كثيرة يحتاجها الأبناء بشكل يومي، وأخرى يحتاجونها بشكل شبه أسبوعي وشهري كالكراسات والأقلام".

 

في السياق ذاته يقول الصحفي والناشط الإعلامي وليد الجبزي: "مع بداية كل عام دراسي جديد يطل القلق على الآباء أكثر من الأبناء في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تجعلهم عاجزين عن توفير كل المتطلبات اللازمة لهذا الموسم".

 

وأضاف الجبزي لـ"المهرية نت": اليوم بالكاد يستطيع الآباء توفير متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب؛ ليأتي لهم موسم التعليم ككابوس يؤرقهم ويقض مضاجعهم، خصوصًا مع ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية.. حتى الكتب المدرسية التي كان يفترض أن توزّع على الطلاب بالمجان أصبحت اليوم تباع بمبالغ كبيرة".

 

وأردف "المستلزمات المدرسية من حقائب وكراسات وزي مدرسي وغيره تحتاج إلى مبلغ كبير من المال لا يقدر على دفعه رب الأسرة العامل، الذي يعاني من قلة فرص العمل، أو الموظف الذي يتقاضى راتبًا لايزيد عن 50 دولارًا أو أقل، وأما الموظفون النازحون فلهم أكثر من خمسة أشهر بدون مرتبات".

 

المدارس الخاصة والاستغلال

وأشار الجبزي في حديثه لموقع "المهرية نت" إلى أن "مالكي المدارس الخاصة يستغلون وضع المواطن المعيشي بالمزيد من رفع رسوم الدراسة على الأبناء، وفي الوقت نفسه تجد المعلمين والمعلمات في تلك المدارس لا يحصلون على مرتبات مناسبة، وكل هذا يحدث في ظل غياب الرقابة من الجهات الحكومية والمتمثلة بوزارة التربية والتعليم في عدن وفروعها في المحافظات المحررة".

 

وواصل "اليوم الكثير من المدارس الخاصة أصبحت تنظر للطالب كأنه سلعة أمامها فرفعت رسوم الالتحاق في تلك المدارس أضعاف ما كان سابقًا لتزيد من معاناة أرباب الأسر الذين يضطرّون لدفع مبالغ تفوق قدراتهم المالية في ظل الانهيار المتواصل للعملة الوطنية".

 

واختتم بالقول: "نتمنى أن يكون التعليم في اليمن سهلًا على الجميع، وليس فقط لمن استطاع إليه سبيلا، كما هو حاصل اليوم.. لا أقول أن يكون التعليم مجانيًا ولكن- على الأقل- أن يكون مقدورًا عليه من قبل كافة المواطنين".

 

عزوف عن التعليم

بدوره يقول المواطن، عبد العزيز ثابت (50 عاما- يعمل بالأجر اليومي في محافظة تعز) إن: "الظروف المعيشية الصعبة، وتدهور الوضع الاقتصادي، وغلاء المستلزمات الدراسية كل ذلك أجبرني على توقيف أطفالي عن الالتحاق بالعملية التعليمية هذا العام".

 

وأضاف ثابت لـ"المهرية نت": اليوم سعر الدفتر 40 ورقة وصل لـ(500ريال)، والقلم وصل لـ(400 ريال)، وأنا لديَّ أربعة أبناء كل واحد منهم يحتاج إلى سبعة أو ثمانية دفاتر على حسب المواد الدراسية وهذا الأمر مكلف جدًا".

 

وتابع: "دخلي ضئيل جدا، بسبب شحة الأعمال، في البناء أو الزراعة أو نقل الأحجار في الأرياف، وإذا ما صادف وعملت يومًا كاملًا أحصل مقابل عملي في اليوم الواحد على (12 ألف ريال) بالعملة الجديدة، لا تكفي لشراء دبة زيت سعة أربعة لتر".

 

وأشار إلى أن "الكثير من الآباء أٌجبروا على حرمان أبناءهم من مواصلة التعليم، ودفعوا بهم في سوق العمل؛ بسبب غلاء المستلزمات الدراسية وتدهور الأوضاع المعيشية لديهم".

 

ومضى قائلًا: "أتمنى أن تتحسن الظروف المعيشية، وأن تتعافى العملة المحلية، وترخص الأسعار، حتى نوفر لأبنائنا لقمة العيش ونلحقهم بالعملية التعليمية".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية