آخر الأخبار

الأمة فقدت رجلا عظيما... هكذا علق اليمنيون بمواقع التواصل على وفاة الشيخ الزنداني

المهرية نت - خاص
الإثنين, 22 أبريل, 2024 - 09:46 مساءً

تفاعلت شبكات التواصل الاجتماعي في اليمن مع خبر وفاة العلامة الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي توفي الاثنين في أحد مستشفيات إسطنبول، عن 82 عاما.

 

ويعد الزنداني- المولود سنة 1942- من رموز التيار الإسلامي في اليمن، وقد أسس جامعة الإيمان، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وانشغل بتأصيل الإعجاز العلمي في النصوص الشرعية، فضلا عن إسهاماته في ميادين الدعوة والسياسة.

 

وكتب نجله محمد بن عبد المجيد الزنداني، في منشور على منصة إكس، "إنا لله وإنا إليه راجعون".

 

وقالت أسرة الشيخ في بيان "ببالغ الحزن والأسى وبقلوب راضية بقضاء الله وقدره، ننعى وفاة والدنا الشيخ العلامة عبد المجيد بن عزيز الزنداني، الذي توفاه الله -عز وجل- إليه يومنا هذا الإثنين".

 

وتوالت بيانات النعي ومنشورات التعازي في وفاة الشيخ الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن سابقا، من جانب العلماء والسياسيين والإعلاميين.

 

وقال الكاتب مروان الغفوري إن الشيخ عبد المجيد الزنداني -رحمه الله- كان أكثر الأسماء تداولا في اليمن على مدى نصف قرن من الزمان.

 

وأضاف: أحبه أناس وبغضه آخرون، رفعه كثيرون إلى درجة المعلم المعجزة ونزل به آخرون إلى درك الدجالين، كان داعية وسياسيا ومعالجا ومحاربا وشيخا ومصلحا، ذهب في كل اتجاه حتى أنه بات من العسير تخيل تاريخ اليمن الحديث من دونه.

 

وتابع: رحل في وقت يرحل فيه رفاقه من كبارات اليمن في السياسة والمال والقبيلة، يغادرون الواحد تلو الآخر، وعما قريب لن يبقى من الأسماء التي لمعت في طفولتنا من أحد.

 

وأكد أن الزنداني رحل تاركا خلفه اسما يصعب نسيانه، وإرثا سيصاحب اليمنيون لزمن، جامعة الإيمان، كتاب التوحيد، الإعجاز العلمي في القرآن، علاج الإيدز، الطب النووي، الجهاد الأفغاني، حروب التسعينيات، وغيرها من القضايا الكبرى التي شغلت الناس، وكان الزنداني في قلبها أو صانعها.

 

واختتم منشور بالقول: رحل الزنداني، اليمني العنيد الذي لا يكل ولا يهاب ولا يسلك طريقا حتى منتهاه، "ألف رحمة ونور".

 

دافع عن صنعاء بمفرده

 

من جانبه كتب أمين عام حزب اتحاد الرشاد اليمني الشيخ عبد الوهاب الحميقاني قائلا: شهادة لله ثم للتاريخ قبل سقوط صنعاء عندما كان كثير من الساسة والنخب يرحب بالحوثي لدخول صنعاء، كان الشيخ الزنداني -رحمه الله- بأبنائه ومرافقيه وطلابه يدافعون عن صنعاء بأنفسهم، ويقاتلون ويجابهون بالسلاح مليشيات الظلام لعدة أيام وكان ذلك في محيط شارع الثلاثين وجامعة الإيمان وسقط كثير من طلابه ومرافقيه شهداء.

 

وتابع: قصفت جامعته بالطيران والمدافع والصواريخ حتى أصيبت غرفته الخاصة بالقصف، وبسقوط هذه المقاومة وأخواتها في صنعاء وفي ظل خيانة وترحيب تحالف الحقد مع الإمامة وترسانتهم سقطت صنعاء في يد الكهنوت واقتحم بيت الزنداني ونهبت ممتلكاته.

 

وأوضح أن الزنداني تنقل مطاردا والكهنوت من ورائه حتى أستقر في تعز وشارك بمرافقيه في مقاومة تعز حتى تم استضافته في المملكة العربية السعودية لظروف خاصة من مرض وغيره.

 

وأفاد: لن أتكلم عن دور الزنداني في ثورة 26 سبتمبر وتحرير اليمن من الإمامة، فهذا يحتاج له تدوين لا يتسع له المقام.

 

وتابع: أما كلمته العارضة في الخمس والتي أخالفه فيها، فهي كلمة كانت ضمن سياق تلقي العلماء للموروث الفقهي الدخيل على أهل السنة والذي ردده كثير من الفقهاء ودونوه في كتبهم، والشيخ ليس بدعا من العلماء في التأثر بهذا الموروث الدخيل، مشيرا إلى أن ذلك خطأ مغمور في بحور جهاده ووطنيته وعلمه وفضله، ثم يأتي من يزعم أن الزنداني كان مع الإمامة، سبحانك هذا بهتان عظيم...

 

أحد علماء اليمن الكبار

 

من جانبه علق الرئيس الأسبق علي ناصر محمد على خبر وفاة الزنداني قائلا: ببالغ الحزن والأسى بلغنا نبأ وفاة الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الإثنين.

 

وأفاد: لقد كان الفقيد أحد مشايخ اليمن الكبار والأمة العربية والإسلامية، الذين أثروا بعلمهم ونشاطهم الروحي والسياسي في الحياة اليمنية خاصة في العقود الأخيرة، وتركوا بصمة واضحة فيها من خلال جامعة الإيمان التي أسسها في صنعاء، أو من خلال نشاط ومواقف حزب الإصلاح الذي كان من مؤسسه وقياداته البارزين سواء في السلطة أو المعارضة، ومن خلال موقفه هذا ساهم في التغييرات التي شهدتها اليمن في سنواته الأخيرة.

 

وقال لقد تعرفت عليه في عدن وصنعاء وجرت أحاديث مهمة معه حول الحاضر والمستقبل آنذاك. وفي بداية عام 1994 كان الفقيد عضوا في مجلس الرئاسة وأتذكر أن الرئيس علي عبد الله صالح حدثني في عمان عندما جاء لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق مع نائبه علي سالم البيض ومعظم الأحزاب والشخصيات اليمنية وقال إننا كلفنا الشيخ عبد المجيد الزنداني بقيادة الدولة أثناء غيابنا إلى عمان لتوقيع وثيقة العهد والاتفاق.

 

واختتم منشوره قائلا: بهذا المصاب الجلل نسأل المولى العزيز القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

 

عالم الفقه والفكر والسياسة

 

من جانبه أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي إن اليمن والأمة والإسلامية فقدت جميعها واحدا من أبرز رجال الفقه والعلم والفكر والسياسة، الشيخ العلامة عبد المجيد بن عزيز الزنداني.

 

وأضاف: بعد مسيرة حافلة بالعطاء ترك الفقيد الوطني الراحل فيها بصمات لا تمحى وأثرا لا ينكر.

 

وتابع: خالص التعازي والمواساة لأولاده وأهله ومحبيه وللتجمع اليمني للإصلاح قيادة وقواعد وللأمتين العربية والإسلامية، تغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

 

حملات مزيفة ودعاية سوداء

 

ويذهب الصحفي عامر الدميني إلى أن أي كلمات لن تف الرجل حقه، ودوره وتأثيره، والأثر الذي خلفه.

 

وقال: شخصيا وأنا المشتغل بمهنة الصحافة كنتٌ أتابع كثير من الانتقادات للشيخ، والتي تجعلك تنفر منه، وهذه جناية الإعلام المضاد، وتلقفها البعض وسقط أسيرا لها.

 

وأضاف: تلك الهجمات والانتقادات ربما ساهمت فيها الصف القريب منه، والذي بدأ يشعر ببعض العبئ والضغوطات، وأسهم كثيرا في عزل الشيخ، وتحجيم دوره وتأثيره.

 

وتابع: في عام 2007 تقريبا أجريتٌ حوارا موسعا مع الشيخ الزنداني في مقره بجامعة الإيمان لصالح مجلة الإسلام اليوم السعودية التابعة للشيخ سلمان العودة فرج الله عنه، والتي كانت رائجة وقتها بشكل واسع.

 

وأوضح: كان للحوار أصداء واسعة، وتصدر غلاف العدد، بصورة الشيخ والعنوان الرئيسي للمجلة، وأفصح فيه الشيخ عن مواقف كثيرة من حياته، خاصة مع الجانب الأمريكي، والعلاقة مع الرئيس السابق صالح رحمه الله.

 

وأوضح أن الحوار الذي أجراه مع الشيخ لم يكن عمل صحفي مسبوق فقط بالنسبة له، بل كان فرصة لاستكشاف الشيخ، والاستماع إليه عن قرب، ومعرفة كيف يفكر، ومن هو الزنداني بالضبط؟

 

وقال: من يومها أدركت حجم المغالطات والتزييف والدعاية السوداء، فالرجل كان له كاريزما تجعله حاضرا ومؤثرا، وبنفس الوقت بسيطا ومتواضعا، وكرهه خصومه، كما يقول مروان الغفوري لأنه كان يهزمهم في كل نزال.

 

وبين أن الزنداني رجل بقصة نضال تستحق أن تروى، وشخصية جاءت للحياة السياسية والدعوية في اليمن ببناء ذاتي، لا يستند لأي جاه قبلي، أو بيت سياسي، أو أسرة تجارية، بل لرحلة كفاح ذاتية فيها من النجاح والصمود والألم والمعاناة الكثير.

 

وأكد الدميني أن للزنداني دور نضالي منذ ثورة سبتمبر 1962م، وكان رفيقا للزبيري، وشاهدا على عملية اغتياله، وحضر بمختلف مراحل الصراع والاستقرار في اليمن، وأثار الجدل في كل مرحلة، ومع كل تصريح، وواجه آلة إعلامية محلية وخارجية تكفي لإسكات دول وأحزاب، ولكنه وواجهها بثبات، محتفظا بعلاقات واسعة مع السياسيين ورجال الحكومة، ومشائخ القبائل، وشخصيات عربية ودولية.

 

وقال اليوم يرحل كواحد منا خارج بلاده، التي ضاقت بفعل عصابة انقلابية قلبت كل شيء في اليمن، يرحل بما قدم، وبما ترك ورائه، وكل نفس ذائقة الموت.

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية