آخر الأخبار

التكافل الاجتماعي في اليمن.. مبادرات فردية رمضانية تخفف معاناة المواطنين! (تقرير خاص)

المهرية نت - رهيب هائل
الاربعاء, 27 مارس, 2024 - 01:53 مساءً

على الرغم من الصراع الدائر في اليمن وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية، شرع العديد من اليمنيين في إنشاء مبادرات فردية في شهر رمضان تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي وتساعد الأسر الفقيرة.

 

ويعد شهر رمضان من كل عام موسم للتكافل الاجتماعي وحصادا لتوزيع ما تم جمعه من تبرعات مالية طوال العام، توزع على هيئة إفطارات ومساعدات للأسر المتعففة والأشد فقرا.

 

وشهد هذا العام تدهورا كبيرا في الجانب الاقتصادي والمعيشي أثر على حياة العديد من الأسر؛ جراء قلة فرص الأعمال وتقلص المساعدات الإغاثية وانتشار المجاعة وتدهور العملة المحلية المتسببة بغلاء المواد الغذائية بشكل غير مسبوق.

 

وأشارت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة مطلع هذا العام إلى أن "هناك 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 6.1 ملايين شخص يعانون من المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي، تواجهه أسرة واحدة من بين كل خمسة أسرة فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات".

 

تخفف معاناة المواطنين

 

وتأتي هذه المبادرات الخيرية البسيطة في ظل هذه الأوضاع الصعبة؛ لتخفف ولو جزء بسيط من معاناة المواطنين خلال هذا الشهر الفضيل، ولتخلق جانب من المحبة والألفة والتراحم فيما بينهم، وترسم البسمة على وجوههم، وتشعرهم بالسعادة، والطمأنينة.

 

بهذا الشأن، يقول الصحفي والناشط المجتمعي "عامر دعكم" إن: "شهر رمضان، باعتباره موسما للطاعات والخير والعطاء، ففيه تشهد العديد من الأرياف والمدن اليمنية، مبادرات وجهود شبابية خيرية واسعة ومتنوعة، للتخفيف من معاناة بعض الأسر الأشد احتياجا، كالسعي لتوفير سلل غذائية أو تمور أو وجبات إفطار، من خلال التواصل بفاعلي الخير".

 

وأضاف ل "المهرية نت" مساعدة أبناء المجتمع لبعضهم من خلال جمع تبرعات مجتمعية لإسناد الأشخاص الأكثر معاناة في المجتمع، كنوع من التطبيب الذاتي، وتحقيقا للتكافل الاجتماعي...

 

وتابع "في مديرية سامع، هناك مبادرات شبابية ومجتمعية في العديد من قرى المديرية، تشمل سعي عدد من الشباب لتوفير التمور لبعض الأسر المستحقة، وأحيانا شراء دقيق لأسر أخرى، إضافة إلى وجود أكثر من مبادرة تتضمن فتح باب التبرعات من أول شهر رمضان حتى نهايته بهدف شراء كسوة العيد للمئات من الأيتام".

 

وأشار إلى أن "مختلف قرى المديرية تشهد مبادرات مجتمعية لمساندة المرضى الذين يحتاجون إجراءات جراحية وطبية تكاليفها فوق طاقاتهم، وهذا لا يحدث في رمضان فحسب، بل في مختلف أشهر السنة".

 

تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي

 

وأردف "من الأشياء الباعثة للسرور، التي تترجم مبدأ التكافل الاجتماعي، أن العديد من الأسر الميسورة تحرص على مساعدة جيرانها مما عندها من احتياجات رمضان، كالتمر واللحوح والحقين وغيرها من أساسيات مائدة الإفطار".

 

وبين "كما بدأت تظهر أنشطة الإفطارات الجماعية، التي يتشارك فيها العشرات من الشباب، وهي من الأنشطة الرائعة التي تعزز المحبة والألفة المجتمعية".

 

ومضى " دعكم " قائلا: "هذه المبادرات التي ينفذها شباب يتسمون بالإيجابية والفاعلية والنشاط، وتأثيرها واسع وإيجابي، فهي تعمق روح المحبة والتآزر بين أبناء المجتمع، وتنشر التآلف والإخاء رغما عن أنف الظروف القاسية التي يعيشها اليمنيون بفعل الحرب المستمرة منذ أواخر 2014 م".

 

مبادرات ذاتية

 

وعمل العديد من الشباب والشابات بإنشاء مبادرات ذاتية بسيطة تعزز مبدأ التكافل الاجتماعي وتساعد الأسر الفقيرة المتعففة، بمواد غذائية بسيطة طيلة شهر رمضان خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم المعاناة لدى المواطنين بشكل كبير.

 

في هذا السياق، تقول "حنان علي" مسؤولة ثلاث مبادرات خيرية "إن:" مبادرتها الأولى "المطبخ الرمضاني" والتي نشأت عام 2017 م بجهود ذاتية من قبل بعض الشباب والشابات قدم ما يقارب 100 وجبة رمضانية في بداية انطلاقة مكونة من رز ، شربة، طبيخ، زبادي ".

 

وأضافت ل" المهرية نت "بعد فترة توسعت مبادرة المطبخ الرمضاني بسبب فاعل خير" يساهم في تقديم كيسين رز "وبنك الطعام، وإشراف الشؤون الاجتماعية في صنعاء ومساندة العديد من فاعلين الخير عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم تقديم حاليا ما يقارب 600 وجبة رمضانية يوميا".

 

وتابعت "خلال هذا العام تمت إضافة مبادرة ذاتية بجهود الأسرة تحت اسم" هدايا رمضان "بجوار المطبخ الرمضاني، تقدم سلل غذائية مكونة من 10 كيلوات دقيق، 5 كيلوات أرز، 5 كيلوات سكر، ولتر ونصف من الزيت، وباكت تمر وتم توزيع ما يقارب 75 سلة غذائية منذ بداية رمضان".

 

وأردفت "من ناحية مبادرة توزيع مياه الخزانات للأسر المحتاجة أو الأشخاص الذين لا يصلهم مياه المشاريع بشكل منتظم، تم توزيع ما يقارب 20 وايت ماء منذ بداية شهر رمضان إلى الآن ويتم التواصل معهم عن طريق الواتساب".

 

وأشارت إلى أن "معاناة المواطنين تزداد كل عام يمر في كافة أنحاء الجمهورية اليمنية خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وتوقف العديد من الأعمال بسبب الحرب".

 

وأكدت بأن "المبادرات الخيرية تهدف إلى خلق التكافل الاجتماعي- وروح المساعدة- ومساعدة الأسر المتعففة التي لا تستطيع توفير مقومات العيش لأسرها".

 

ولفتت إلى أن "الكثير من الداعمين لم يقدموا التبرعات كالأعوام الماضية؛ بسبب الضغوطات التي يواجهونها من ضرائب وزكاة وغيرها".

 

بدورها، تقول "فاطمة الفخري" مسؤولة مبادرة "اذكرونا بدعوة" إن: "مبادرتها تستند منذ أربع سنوات على فاعلي خير يتم التواصل معهم عن طريق جهات اتصالها في الهاتف، وفريق عمل متطوع يقوم بتوزيع إفطار للصائمين المارين بالشارع والمتعففين بالمخيمات".

 

وأضافت ل "المهرية نت" في العام الماضي تم توزيع حوالي 2500 إفطار طوال شهر رمضان، وفي العشر الأواخر تم توزيع ما يقارب 205 وجبات، مكونة من ماء وتمر ورز وربع دجاج، وكسوة عيد لبعض الأسر المتعففة ".

 

وتابعت" خلال هذا العام المبادرة ستكون أفضل من الأعوام الماضية، وسيتم -إن شاء الله- توزيع أكثر من ثلاثة الأف إفطار وعشاء و 250 وجبة عشاء في العشر الأواخر مكونة من "ماء، تمر، رزق ، ربع دجاج، زبادي وخبز" وتوزيع سلل غذائية ومبالغ مالية وكسوة للأسر المتعففة .. .

 


كلمات مفتاحية: تعز رمضان السلال الغذائية
تعليقات
square-white المزيد في محلي