آخر الأخبار
"ذا انترسبت": أمريكا أمام حصار جيوسياسي وضعه الحوثيون باليمن
السبت, 20 يناير, 2024 - 11:39 مساءً
قالت صحيفة ذا انترسبت الأمريكية، السبت، إن الولايات المتحدة، وضعت نفسها بالعدوان على اليمن أمام كماشة حصار جيوسياسي وضعه الحوثيون.
وأضافت الصحيفة، في مقال للكاتب مرتضى حسين، الباحث في الشؤون الخارجية، إنه ربما يكون الحوثيون قد انتصروا على بايدن في مواجهة البحر الأحمر.
وأشار الكاتب، إلى أن الحوثيون في اليمن بروزا خلال الحرب على غزة كلاعب فاعل غير متوقع في المنطقة، حيث نجحوا في تعطيل الشحن حركة العالمي باسم الفلسطينيين في غزة، واستفزوا الولايات المتحدة لتشن سلسلة من الغارات الجوية في محاولة بائسة وفاشلة لردعهم.
وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، هاجم الحوثيون السفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر،في تدخل عسكري مفاجئ هدفه الاساسي إجبار إسرائيل على إنهاء هجومها المدعوم من الولايات المتحدة في غزة والسماح بدخول المساعدات إلى اراضي القطاع المحاصرة.
ووفقاً للكاتب، فإن تطويق الحوثيين لهذا الممر التجاري يؤثر على الاقتصاد العالم، فقد قامت شركات الشحن المذعورة بتحويل سفنها نحو طرق أكثر تكلفة، مع ارتفاع أقساط التأمين على المخاطر وأسعار الشحن العالمية. ستظهر آثار هذا الحصار قريباً في أسعار النفط والسلع الاستهلاكية في جميع أنحاء العالم.
الكاتب، أشار إلى أن تصعيد الهجمات ضد الحوثيين من المحتمل أن يؤدي إلى المزيد من تعطل حركة الشحن - وهو أمر قد يكون ضارًا بمحاولات تخفيف الآثار الاقتصادية - ويخاطر بحرب إقليمية شاملة .
كما أن التفاوض أو الخضوع لمطالب جماعة مسلحة غير حكومية من واحدة من أفقر دول العالم، سينظر اليه من قبل الكثيرين على أنه استسلام أمريكي من شأنه تعزيز شعبية الحوثيين المكتسبة حديثاً.
ونوه الكاتب، إلى أن الحوثيون، الذين استفادوا بلا شك من دروس الحرب الاهلية القاسية مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في المنفى، يبدو أنهم غير مستعدين للتراجع، بل ويرحبون بتوسيع نطاق الصراع.
كما تقول الصحفية والخبيرة السياسية المتخصصة باليمن يونا كريج: "الحوثيون يريدون هذا الصراع، إنه جزء من أيديولوجيتهم،التي تكونت أدبياتها المعادية لأمريكا خلال فترة غزو الولايات المتحدة للعراق. وهم يعتبرون أنفسهم الآن المدافعين عن حق الفلسطينيين وأهالي غزة."
لم تردع الغارات الجوية الأمريكية هجمات الحوثيين، مما دفع مسؤولين أمريكيين لمحاولة نهجٍ مختلف. ففي يوم الأربعاء، قررت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية عالمية بشكل خاص، في تراجع جزئي عن قرار عام 2021 بإزالة الحوثيين من قائمة أكثر صرامة وهي قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. يفرض التصنيف الجديد عقوبات اقتصادية وسياسية على الحوثيين، لكنه يتجنب القواعد الاكثر صرامة لقائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
دخل الحوثيون في قلب المعركة. في الأيام التي أعقبت شن إسرائيل هجومها الانتقامي، أرسل الحوثيون صواريخ باليستية نحو إسرائيل وبدأوا هجماتهم على خطوط الشحن البحري في البحر الأحمر.
لطالما كان الحوثيون قوة مثيرة للجدل في السياسة اليمنية، لكنهم استغلوا المشاعر المعادية لأمريكا في العالم العربي واللامبالاة الظاهرة للأنظمة المؤيدة لأمريكا تجاه معاناة غزة لتعزيز مكانتهم الجيوسياسية.
لا يعرف الحوثيون أنفسهم كمناصرين للقضية الفلسطينية فحسب، بل يعيدون أيضًا تحسين سمعتهم في الداخل، حيث واجهوا صعوبات في تشكيل حكومة فعالة وسط الحرب الأهلية.
وأصبح المتحدثون باسم الحوثيين وجوها مألوفة على القنوات الفضائية العربية، حيث يستمتعون بدورهم في تحدي الغرب بشأن قضية الفلسطينيين.
من المحتمل أن يزداد الغضب تجاه الولايات المتحدة في المنطقة، حيث يبدو أن إدارة بايدن تضع الاقتصاد العالمي فوق حياة الفلسطينيين في ضرباتها على الحوثيين.
استراتيجية الحوثيين ناجحة:
وبدلاً من إضعاف الحوثيين، يبدو أن الغارات الجوية الأمريكية تعزز مكانتهم السياسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يقول المحللون إن الرأي العام حول الولايات المتحدة وصل إلى أدنى مستوى له منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وتظهر استطلاعات الرأي التي أجريت بين العرب في المنطقة غضباً واسعًا وخيبة أمل تجاه الولايات المتحدة منذ بداية حرب غزة، مع وجود آراء أكثر إيجابية تجاه دول منافسة مثل الصين وروسيا.
ومع تعثر الجيش الأمريكي الآن في تبادل الهجمات مع الحوثيين، يقول الخبراء إن إدارة بايدن لا تملك خيارات جيدة.
ويختم دانيل ديبيتريس، الباحث في معهد Defense Priorities: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة تحاول الانخراط في اي تغيير في النظام في اليمن، لكن إذا استمر هذا في التصعيد، فقد ينتهي الأمر إلى شيء أكبر قد تحاول الإدارة النظر فيه لاحقاً ."