آخر الأخبار

السيول تجرف أجزاء من صنعاء القديمة وتحذيرات من كارثة تهدد المدينة المسجلة في التراث العالمي (صور)

انهيار منزل في صنعاء القديمة

انهيار منزل في صنعاء القديمة

المهرية نت - صنعاء - تقرير خاص
الخميس, 06 أغسطس, 2020 - 10:15 صباحاً

ظلت مدينة صنعاء التاريخية محط أنظار محبي التراث اليمني من باحثين وعلماء وزائرين، كونها مرتبطة بالنشاط السياحي الذي تواجد في فترات زمنية مع نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الواحد والعشرين الذي كان له بصمة واضحة في زيادة دور الاقتصاد السياحي والمساهمة في تحسين الناتج المحلي الإجمالي في حينه.


إلا أن "مدينة صنعاء التاريخية" تتساقط على ساكنيها ولن تصمد طويلاً أمام غزارة الأمطار المتواصلة وستشهد انهيارات كبيرة خلال الفترة القادمة، حسب مختصين تحدثوا لـ"المهرية نت" في هذا التقرير عن أخطر مرحلة تمر بها المدينة وسط تجاهل كبير للإنذارات الاستباقية المقدمة منهم إلى حكومة الحوثيين.


أمس الأربعاء انهارت مبانٍ شاهدة على أعرقِ الحضارات دون أن يكون هناك أي تدخل عاجل لإنقاذها، كشفت عن خلافات تضرب الهيئة العامة للآثار والمتاحف التي أصدرت البيان رقم (1) والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية بعد خروجها عن طاعة وزارة الثقافة (الواقعة تحت سيطرة الحوثيين) وأعلنت استقلالها الذاتي برئيسها الحالي المعين من الحوثيين لا تجد اهتمامهم المدينة بينما المدينة تخسر يومياً مبانيها الأثرية.

 

كارثة تاريخية


مراسل "المهرية نت" قام بالنزول إلى مدينة صنعاء القديمة لتغطية حدث سقوط أحد المنازل الأثرية، لنصل لغربي الجامع الكبير، وفوجئنا بسقوط بيت الحميدي في حارة صلاح الدين (أحد منازل صنعاء القديمة).
وقال مراسلنا: سلمت الأرواح بعد خروجها من المنزل وبعد سماعهم تصدعات في المنزل تمت مغادرته، لكن جميع الممتلكات داخل البيت انطمرت تحت الأنقاض ، إلا أنه لا وجود لفرق إنقاذ أو تواجد حكومي في حي صلاح الدين بعد انهيار المنزل الاربعاء قبل صلاة المغرب.


وقالت دعاء الواسعي، رئيس مؤسسة عرش بلقيس، (غير حكومية)، لـ"المهرية نت": إن المنازل القديمة الوقعة غربي الجامع الكبير مهددة بالانهيار مع غزارة الأمطار.
وأفادت أن المؤسسة اليوم وثقت انهيار بيت عصدة وانسداد الشارع وأن كارثة إنسانية وتاريخية ستحل بالمدينة بانهيار المباني المجاورة له والذي أمامه "بيت الدرم".
وأشارت بأن سقوط منزل تلو الآخر يعد بحاجة إلى توجه حكومي عاجل وحملة شعبية وسعي حثيث لدى المنظمات المعنية بالتراث.


 
المنازل تنهار


وتؤكد الواسعي،  أن عشرات المنازل ستشهد انهيارات كبيرة خلال الفترة القادمة، ولا وجود  لإحصائيات محددة عن الأضرار التي لحقت بالمباني الأثرية حتى هذه اللحظة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة على مدينة صنعاء.


ولم تجد المناشدات والمطالبات بإنقاذ المدينة آذانا صاغية، حيث تؤكد الواسعي قائلة: طالبنا الجهات الرسمية بالتدخل السريع لإنقاذ المنازل والمباني المتضررة بسبب سوء الأحوال الجوية وغزارة الأمطار وتدفق السيول، وقمنا بالمطالبات للجهات الرسمية والمنظمات الدولية والمحلية بالتدخل السريع.


ناقوس خطر


مساكن مدينة صنعاء القديمة والحارات المقسمة للمدينة، أصبحت في خطر حقيقي لعدد من الأسباب التي يشرحها المهندس المعماري فؤاد السروري، قائلاً لـ"المهرية نت": هناك العديد من الأسباب لاحتمال انهيار متزايد للمباني الأثرية بصنعاء القديمة تعود إلى زيادة تدفق المياه وطول فترة سقوط الأمطار على المدينة تصل لساعات بمجملها ما شكلت ضغطاً على البيوت التي تعاني من مشاكل مختلفة، فهي لم تحصل على الصيانة التي تعرضت لها المنازل نتيجة قصف الطيران في أكبر جريمة تتعرض لها المدينة التاريخية.


وأشار السروري إلى أن هناك مشاكل تضاف إلى ذلك منها تحديات البنية التحتية المتقادمة مثل شبكة المياه المتسربة على أساسات البيوت، وكذا الفترة المتباعدة لأعمال الصيانة للبيوت التاريخية.
واختتم  حديثه: أن جميع العوامل والظروف المجتمعة تشكل ناقوس خطر يهدد المدينة.

الخطر الحقيقي

 

ما نخشاه ليس انهيار المنازل وإنما ان تستمر الجهات المختصة بمشاهدة الانهيارات تلو الانهيارات، هكذا يقول رئيس الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني مطهر تقي، مشيرا إلى أن الأحوال البائسة لمدننا التاريخية دون أي حراك فعلي لإنقاذ مباني مدينة صنعاء.


وأضاف :نطالب بتسريع الإنقاذ من قبل الجهات المختصة بترميم ما تهدم وترميم وصيانة المنازل في ظل تعرض عشرات المنازل في مختلف حارات صنعاء لتهدم السقوف وتشقق الجدران والخوف أن تظل الدولة ممثلة بوزارة الثقافة وأمانة العاصمة وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية.


وأصدرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء بيانا عبرت فيه عن استعدادها الكامل لمساعدة  الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في ما يكلفوهم به.


وناشدت المنظمات الدولية والهيئات العاملة في مجال التراث أن تمد يد العون والمساعدة وعمل خطة استجابة عاجلة لتنفيذ إنقاذ ترميم المباني المتوقع انهيارها وإعادة المباني المنهارة وتقويتها والعمل مع الجهات ذات العلاقة على تصحيح مسارات السيول أو أي ظواهر تساعد على مضاعفة الانهيار.


وفي البيان الذي حصل "المهرية نت" على نسخة منه ناشد رجال المال والأعمال ومنظمات المجتمع المدني والخيرين مد يد العون والمساعدة في إنقاذ المدن والمعالم من الانهيار والمنظمات العاملة في المجال الإنساني لمساعدة المتضررين نتيجة تهدم منازلهم بإيجاد مقرات مؤقتة وتوفير احتياجاتهم من المواد الغذائية الضرورية.
ويأتي هذا البيان الصادر من الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء بعد خروج هيئة الحفاظ على المدن التاريخيه عن طاعة وزارة الثقافة (الواقعة تحت سيطرة الحوثيين) وأعلنت استقلالها الذاتي فرئيسها الحالي ومن كان قبله معينين من الحوثيين وتوجيهات وزير الثقافة في صنعاء وكذلك رئيس الوزراء لا تلقى اهتمامهم.


وقال جمال الحضرمي، المهتم بالآثار اليمنية إن المدن التاريخية والمعالم الأثرية تظل محل دعوة لكل الحكومتين(الحكومة الشرعية وحكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا) من أجل إنقاذ مدينة صنعاء التاريخية ودعمها ودعوة منظمة اليونسكو للتدخل من أجل ترميم ما تحطم من بيوت ومعالم وأجزاء من سور صنعاء وزبيد ووضع المشاريع العاجل للترميم والصيانة لها .
ودعا المختصين في وزارة الثقافة للقيام بدورهم من أجل حماية المعالم التاريخية والحفاظ على المدن والمواقع الأثرية والمعالم الطبيعية والبيئية التي دعت اليونسكو للحفاظ عليها في اليمن.


كما دعا منظمة اليونسكو للتدخل السريع من أجل حماية المدن التاريخية والحفاظ عليها.


واختتم حديثه: في ظل ظروف بيئية صعبة تمر بها بلادنا؛ فلا مجال للتأجيل لأن هذا المناخ  مؤثر على مباني وبنية المدن التاريخية الضعيفة والهشة.




تعليقات
square-white المزيد في محلي