آخر الأخبار

وسط حشد حوثي ومواجهات متكررة.. إلى أين يتجه الوضع العسكري في مارب؟

موقع استراتيجية وأهمية كبرى لمارب

موقع استراتيجية وأهمية كبرى لمارب

المهرية نت - مأرب_تقرير خاص
السبت, 25 يوليو, 2020 - 09:48 صباحاً

آخر حصون الجمهورية، أو العصية على الأعداء، هكذا يحبُ أبناء محافظة مارب أن يصفوا مدينتهم التي يستميت الحوثيون للسيطرة عليها، ويحشدون قواتهم منذ خمس سنوات لإسقاطها.

 

آخر هذه المحاولات قبل عدة أسابيع حينما اشتعلت المواجهات على حدود مديرية العبدية الواقعة بين محافظتي مارب والبيضاء إذ حاولت الميليشيا إحداث اختراق في تلك الجبهة التي فُتحت بعد سقوط منطقة قانية التابعة لمحافظة البيضاء لكن كل محاولات الميليشيا باءت بالفشل.

 

يُرجعُ الكاتب والمحلل السياسي، رائد الثابتي استماتة ميليشيا الحوثي للسيطرة على مارب لعدة اعتبارات منها الثقل الاقتصادي الذي تمثله المحافظة النفطية فيقول لـ "المهرية نت": "الصراع على مارب ليس بالجديد، فقد كانت هناك سياسات لتهميش هذه المحافظة وتغذية الثارات التي أدت بالمجمل إلى تخلفها في الجانب التنموي بشكل عام، ولذا جماعة الحوثي تريد أن تستولي على هذه المحافظة لثرواتها وحتى تتمكن من بسط نفوذها على كامل التراب اليمني، ولزيادة إيراداتها وبالتالي تعميق وترسيخ المشروع الإيراني في اليمن". 

 

ويضيف الثابتي: "مارب تمثل اليوم عاصمة المقاومة التي وقف أبناؤها أمام الانقلاب الحوثي منذ اليوم الأول بالسلاح الشخصي، لذا تسعى الميليشيا إلى كسر هذه الرمزية لكي تعلن للداخل والخارج بأنها سيطرت على هذه المحافظة بالقوة وبالتالي ليس أمام العالم إلا أن يتعامل مع الأمر الواقع المتمثل بقبول سلطتها".

 

وبالرغم من حشد الميليشيا لمقاتليها على مدى السنوات الماضية وفتحها أكثر من جبهة ووصولها منتصف العام 2015 إلى مركز المحافظة  إلا أن القوات القبلية وما تبقى حينها من قوات عسكرية تابعة للجيش أعادتها إلى أطراف المحافظة.

 

ويستعرض الثابتي جوانب من تاريخ مارب في مقاومة المشروع الإمامي فيقول: "على مدى التاريخ كانت مارب هي السباقة في النضال وكما هو معلوم فإن من قتل الإمام يحيى ومن قاومه باللسان والسنان هو الشهيد علي ناصر القردعي رحمه الله، فهذه المحافظة مازالت تمثل كابوساً على مشروع الأئمة المظلم بتاريخه الطويل".

 

ويتفق الضابط العسكري في الجيش الوطني والقيادي السابق في المقاومة نعمان القردعي مع ما ذهب إليه الثابتي فيقول لـ "المهرية نت": "مارب ما زالت المحافظة الشمالية الوحيدة التي لم يسيطر عليها الحوثي سيطرة كاملة، إذا تمكن من فرض سيطرته عليها سيكون الأقوى على الأرض وسوف يفرض شروطه في حال كانت هناك حلولا وتفاهمات، وسيكون الأقوى محليا وأمام المجتمع الدولي".

واجب مقدس

وحول خيارات مارب في كسر هجومات الميليشيا يقول القردعي: "لا يوجد خيار غير الحرب فإما أن ننتصر أو يجتاح الحوثي المحافظة ويذل الناس ويهينهم".

 

 أما رائد الثابتي فيعتقد أن "لدى مارب العديد من عوامل القوة أهمها وحدة الصف، سواء على المستوى القبلي أو الحزبي أو العسكري، فخلال خمس سنوات مازال أبناء المحافظة وسيظلون متوحدين في مواجهة أي مشروع خارجي يريد أن يقوض الجمهورية، الدفاع عن مارب اليوم يعتبر واجب مقدس لدى أبناء مارب ومن يعيشون فيها من أبناء الجمهورية".

 

وانتقد الثابتي دور القيادة الشرعية واصفاً إياه بالـ"سيء والسلبي في مارب"، "رغم أنه لم يتبق لها سوى هذه المحافظة كأرض وكقاعدة شعبية، فالمحافظات الجنوبية باتت تحت سيطرة ما يعرف بالمجلس الانتقالي المسلح التابع للإمارات وباقي المحافظات الشمالية تقبع تحت سيطرة الحوثي".

 

ويضيف: "للأسف هناك توجهات داخل مؤسسات الشرعية بعيدة عن المشروع الوطني الجامع، والدليل الوضع المزري الذي تعيشه الشرعية، والقرارات والتعيينات السلبية التي أثرت على أداء الجيش، وتسببت بنكسات متوالية بدأت بنهم ثم الجوف وانتهاء بمنطقة قانية، هذا فضلاً عن أداءها السلبي في القطاعات المدنية وإدارة الدولة خلال هذه المرحلة".

 

أما نعمان القردعي فيرى أن مواقف الشرعية وقيادتها تجاه مارب "رمادية ولا يمكن أن تصنع فرقاً أو تحقق شيء على الأرض فالشرعية مخترقة ومسيّرة، ومن هنا لابد للشرعية بقياداتها من عند رئيس الدولة الى عند أصغر ضابط أن يدافعوا عن مارب فالدفاع عن مارب هو دفاع عن أنفسهم وأبنائهم ومصالحهم".

وانتقد الثابتي تهميش وإقصاء أبناء المحافظة رغم ما قدموه من تضحيات جسيمة ومازالوا يقدمونه في هذه المرحلة مضيفا: "نحن لا ندافع عن الشرعية بل عن أرضنا وجمهوريتنا، الشرعية اليوم هي شرعية الجبهات وشرعية المقاتلين على الأرض".

 

ويضيف: "كل الخيارات مفتوحة لتأمين محافظة مارب، لن نسمح للحوثي ولا لأي مشروع دموي أن يدخل هذه المحافظة، لدينا خياران لا ثالث لهما إما الاستمرار حتى الحسم العسكري سواء عبر الجيش الوطني أو رجال القبائل، أو التوجه نحو سلام يضمن كرامة اليمنيين ويفرض على الحوثي العودة إلى جادة الصواب ويؤمن بالجمهورية وبالحوار الوطني، نحن مع الحلول التي تحفظ دماء اليمنيين لكن لابد أن تكون حلولا منصفة وعادلة وبضمانات بعدم الانقضاض على مقدرات الدولة أو الانقلاب عليها".

 

ومؤخراً أعلنت شخصيات اجتماعية وقبلية وسياسية عن تشكيل الهيئة الشعبية للدفاع عن مارب وبحسب رئيس اللجنة التحضيرية ناجي الحنيشي فإن الكيان الجديد عبارة عن هيئة مستقلة طوعية من مختلف المكونات السياسية لها أنشطة في مختلف الجوانب تهدف لدعم وإسناد جهود الدفاع عن مارب.

 

وينظر العديد من أبناء مارب للتجربة الحضرمية في توحد الكلمة وفرض حضورهم القوي بنظرة إعجاب، وعادة ما ينادون لتشكيل كيانات محلية  تهدف لمنح أبناء مارب حقوقهم التي يعتقدون أنهم حرموا منها كثيراً في الماضي.

التهديد من صرواح

ويعتقد أركان حرب الكتيبة الاولى بلواء الشدادي نعمان القردعي، في حديثه لـ "المهرية نت" أن الحوثي لا يفكر بدخول مارب من الجهة الجنوبية التي توجد بها قبيلة مراد والسبب "أنه يعرف هذه القبيلة ومقاتليها جيداً، وكذلك تضاريس البلاد الصعبة ووعورتها والمسافة البعيدة التي تفصلها عن قلب المحافظة، وإنما يهدف من فتح الجبهة في تلك المناطق إلى سحب المقاتلين وتشتيت الجهود، خصوصاً وهو يعرف أن الجيش الوطني ليس مؤهلاً كما يجب ويريد إرباك صفوفه، وسحب المقاتلين والألوية التابعة لقبيلة مراد، كون أفراد هذه القبيلة حاضرون في جميع الجبهات".

ويعتقد القردعي أن المنطقة التي يريد الحوثي الدخول منها الى مارب هي منطقة صرواح القريبة من مركز المحافظة أكثر من أي منطقة أخرى، "حيث ستكون كلفة اقتحام مارب عبرها أقل بكثير من غيرها من المناطق، كما يوجد كذلك في مديرية صرواح – التي يسيطر الحوثي على أجزاء كبيرة منها منذ 2015 - حاضنة مجتمعية تساعده على الأقل بالرأي والمشورة".

وحول ما إذا كانت القيادة العسكرية في الميدان وٲبناء مارب يدركون هذا المخطط يجيب القردعي: "لا أستطيع أن أجيبك إجابة مقنعة حول طريقة تفكير القيادة العسكرية وهل تعرف ذلك أم لا، ولكن بحسب خبرتي ومن خلال حرب خمس سنوات مع الحوثي بإمكان أي قائد عسكري أن يفهم هذه الأمور، يجب اليوم دعم الجبهات كلها ورفع جاهزيتها لكل المستجدات وإعدادها لكل الاحتمالات، جبهة صرواح - حسب معرفتي - هي أخطر جبهة تهدد من خلالها الميليشيا الحوثي محافظة مارب".


تعليقات
square-white المزيد في محلي