قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلاده حثت المملكة العربية السعودية على إجراء تحقيق عاجل وشفاف حول جرائم القتل التي طالت المهاجرين الأفارقة في حدودها مع اليمن.

وأفاد المتحدث أن بلاده أثارت مخاوف بشأن المزاعم الواردة في التقرير مع الحكومة السعودية وحثتها على إجراء تحقيق شامل وشفاف.

وكان مسؤول سعودي قد علق على تقرير رايتس ووتش قائلا: مزاعم "لا أساس لها ولا تستند إلى مصادر موثوقة". كما نفت السلطات السعودية بشدة مزاعم مسؤولي الأمم المتحدة في عام 2022 بأن حرس الحدود قتلوا المهاجرين بشكل منهجي العام الماضي.

وتقول تقارير سابقة للأمم المتحدة: إن هناك ما يقدر بنحو 750 ألف إثيوبي في المملكة العربية السعودية، وفر الكثيرون من الصعوبات الاقتصادية في إثيوبيا، التي شهدت أيضًا مقاطعة تيغراي الشمالية التي مزقتها صراع وحشي في السنوات الأخيرة.

وتشير إلى أن طريق الهجرة من القرن الأفريقي، عبر خليج عدن، عبر اليمن وإلى المملكة العربية السعودية - إحدى أغنى البلدان في العالم العربي - ممر راسخ للمهاجرين الإثيوبيين.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد قالت يوم الاثنين إن حرس الحدود السعوديين قتلوا مئات المهاجرين الإثيوبيين بينهم نساء وأطفال حاولوا دخول المملكة على طول حدودها الجبلية مع اليمن.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير من 73 صفحة إن الحراس السعوديين استخدموا أسلحة متفجرة لقتل بعض المهاجرين وأطلقوا النار على آخرين من مسافة قريبة. وجمعت شهادات 38 إثيوبيًا حاولوا عبور الحدود اليمنية السعودية بين مارس 2022 ويونيو 2023 ، بالإضافة إلى أربعة أقارب أو أصدقاء مهاجرين.

وأفادت أنها استندت في تقريرها إلى شهادات الشهود بالإضافة إلى 350 مقطع فيديو وصورًا للمهاجرين الجرحى والقتلى ، وصور الأقمار الصناعية التي تُظهر مواقع نقاط الحرس السعودي. قالت المنظمة المناصرة ، مع ذلك ، إن باحثيها لم يتمكنوا من الوصول إلى امتداد الحدود اليمنية السعودية حيث وقعت عمليات القتل المزعومة.

وقالت نادية هاردمان ، مؤلفة التقرير ، في مقابلة مع رويترز: "أخبرني الناس أنهم شهدوا ميادين قتل: تناثرت الجثث في جميع أنحاء المنطقة الجبلية ... الناس تنفجر إلى النصف".

وأوضحت هاردمان إنه منذ عام 2022، كان هناك "تصعيد متعمد في عدد وطريقة عمليات القتل المستهدف".

وأكدت رويترز أنه حللت بشكل مستقل مقاطع فيديو قدمتها هيومان رايتس ووتش تظهر جثثا ومصابين وحفر قبور ومجموعات من الناس تعبر ممرات جبلية.

وتتوافق الطرق والمباني وشكل الجبال مع صور الأقمار الصناعية والتضاريس ، مما مكّن رويترز من التحقق من أن مقاطع الفيديو تم التقاطها على الحدود اليمنية السعودية. ولم تتمكن وكالة الأنباء من التحقق من وقت تصويرهم.

قال المجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب (IRCT) ، وهو شبكة عالمية من منظمات المجتمع المدني والخبراء المستقلين الذين يدعمون الناجين من التعذيب ، إنه حلل مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية للمهاجرين القتلى أو الجرحى التي جمعتها هيومن رايتس ووتش ووجدت أن هناك "أنماطًا واضحة" "انفجارات ذخائر وجروح ناجمة عن طلقات نارية.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الاثنين إنها تلقت معلومات تشير إلى تأثير العمليات العسكرية على الحدود على المدنيين وإنها تراقب الوضع "منذ بعض الوقت". ودعت إلى إجراء تحقيق كامل في ادعاءات هيومن رايتس ووتش ومحاسبة المسؤولين عنها.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إفادة صحفية في نيويورك "محاولة وقف الهجرة باستخدام فوهة البندقية أمر لا يطاق" ، مضيفًا أن التقرير أثار "مزاعم خطيرة للغاية".