آخر الأخبار

هربا من الفقر... يقامر اليمنيون بحياتهم في طريق حدودي قاتل إلى السعودية

نقطة حدودية بين اليمن والسعودية

نقطة حدودية بين اليمن والسعودية

المهرية نت - ترجمة خاصة
الثلاثاء, 15 أغسطس, 2023 - 12:00 صباحاً

أورد موقع ميدل إيست آي البريطاني قصصا محزنة للعشرات من الشباب اليمنيين الذين دفعت بهم ظروف الفقر التي خلفتها الحرب إلى قطع طرقات طويلة مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى المملكة العربية السعودية لطلب الرزق، على الرغم من معرفتهم أنها مخاطرة كبيرة قد تودي بهم نحو الموت في أي لحظة.

 

يبدأ الموقع بقصة الشاب هلال قائلا: كونه أبا لثلاثة أطفال في اليمن، اضطر هلال لسنوات إلى الإبحار في خيارات مستحيلة لإعالة أسرته، مع استمرار الحرب الأهلية التي تركت البلاد واقتصادها في حالة يرثى لها.

 

عمل هلال (44 عاما) في السعودية منذ عام 2006، ويزور عائلته في اليمن مرة واحدة فقط كل عامين، حتى عام 2022، عندما لم يعد قادرا على تحمل رسوم الإقامة الشهرية وتصريح العمل ورسوم الكفالة، التي زادت في السنوات الأخيرة، وقرر العودة إلى منزله في تعز، في جنوب غرب اليمن.

 

يقول هلال: "كنت رجلا عاطلا عن العمل لمدة عام تقريبا في اليمن، ولم أتمكن من العثور على أي وظيفة.. وقعت في الديون، وكنت مدينا بالمال لعدة أشخاص. لم يكن لدي خيار سوى العودة إلى المملكة العربية السعودية".

 

ويضيف: العودة بشكل قانوني كانت ستكلف مبلغا كبيرا للحصول على تأشيرة ودفع الرسوم المطلوبة. وبدلا من ذلك، قرر دخول المملكة بشكل غير قانوني والعيش تحت الرادار كعامل أجنبي غير موثق لتجنب دفع أموال السلطات.

 

يتابع: يطلب من الوافدين في المملكة العربية السعودية دفع رسوم تصريح عمل شهرية قدرها 800 ريال (211 دولارا). كما يتعين عليهم دفع رسوم إعالة شهرية قدرها 400 ريال لكل كفيل. يختلف المبلغ الذي يتعين عليهم دفعه لكفلائهم.

 

وفي الشهر الماضي، عقد هلال وبعض أصدقائه صفقة مع مهرب من محافظة صعدة لدفع مبالغ كبيرة له عند وصولهم إلى الرياض.

 

يقول: كنا 15 شخصا في سيارة تتسع ل 10 أشخاص، وقادنا المهرب عبر الصحراء. عندما وصلنا بالقرب من الحدود السعودية، سمعت إطلاق نار، وبدأ يقود سيارته بشكل أسرع. كان حرس الحدود السعوديين يطاردوننا، ويصرخون مطالبين السائق بالتوقف، لكنه لم يفعل ".

 

ويفيد:" قتل اثنان من الركاب بالرصاص وأصيب ثلاثة آخرون ثم توقف السائق. لم أكن أعرف أين نحن، لكن القوات السعودية كانت تصرخ علينا، وخاصة على السائق. أخذونا إلى سجن حيث كان هناك عشرات آخرون "."

 

رأيت الموت 

 

ظل هلال في السجن لمدة أسبوعين بينما كانت القوات السعودية تحقق معه ومع أصدقائه، وتلقوا اتهاما بالعمل مع المتمردين الحوثيين اليمنيين وتهريب القات، وهو مخدر خفيف، لكن هلال تمكن من إقناعهم بأنه كان يحاول دخول السعودية فقط للبحث عن وظيفة تساعده على سداد ديونه وإعالة أسرته.

 

تم ترحيل هلال وعاد إلى منزله في تعز، لكنه عاد هذه المرة بمفرده، وبدون الأصدقاء الذين قتلوا على الحدود. لديه الآن ديون أكثر من ذي قبل.

 

يقول هلال:" كيف يمكن لرجل مثلي أن يجد وظيفة في هذا العالم؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ كان الخيار الوحيد هو المملكة العربية السعودية، ويبدو أنه يتعذر الوصول إليها الآن. أنا محبط، وليس لدي ما أفعله. أدعو الله أن يساعدني.

 

ويضيف: "لا أستطيع أن أنسى اللحظات التي أطلقت فيها القوات السعودية النار على أصدقائنا في السيارة، ورأيت الموت أمامي. في ذلك الوقت فقدت الأمل في أن أبقى آمنا. هذه اللحظات كافية لإقناعي بعدم المحاولة مرة أخرى ودخول السعودية بشكل غير قانوني".

 

يتابع: ليست هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها اليمنيون عن مقتل أشخاص على الحدود مع المملكة العربية السعودية، لكن العديد من الشباب اليمني ليس لديهم خيار سوى المخاطرة بحياتهم والذهاب مع المهربين إلى المملكة.

 

لا يوجد خيار آخر

 

خليل البالغ 39 عاما هو الآخر قرر أن يدخل المملكة العربية السعودية بشكل غير قانوني منذ سبع سنوات. وقد تم ترحيله ثلاث مرات لكنه يستمر في العودة لأنه، كما يقول، يعرف كيف يتعامل بحذر مع القوات السعودية.

 

وقال: "أدخل السعودية مع مهربين على دراية بالطريق والتعامل مع القوات السعودية على الحدود، لذلك عادة ما تكون هذه الرحلة آمنة".

 

"بمجرد أن تصرخ القوات السعودية مطالبة السائق بالتوقف، يتوقف على الفور. ثم نشرح لهم أن لدينا عائلات نعولها ونبحث فقط عن عمل لمساعدتنا على البقاء على قيد الحياة. وعادة ما يسمحون لنا بالاستمرار أو ترحيلنا سلميا".

 

قال إن مئات اليمنيين يحاولون دخول السعودية كل يوم، ويلقي باللوم على المهربين في وفاة العديد منهم، لأن حرس الحدود، بحسب خليل، يطلقون النار فقط على الأشخاص الذين يحاولون الفرار.

 

وقال: "لا أحد سعيد بالذهاب في هذه الرحلة الصعبة". لكن لا توجد وظائف في اليمن، والخيار الوحيد بالنسبة لي هو العمل في السعودية ".

 

سامي هو شخص آخر يائس للمخاطرة بالرحلة للعثور على عمل، يقول:" عمري 37 عاما، وما زلت رجلا بلا عمل. لا يمكنني الزواج أو استئجار منزل، لذلك أخطط لدخول المملكة العربية السعودية بشكل غير قانوني ".

 

ويضيف: أحيانا أفكر في الانضمام إلى المعارك، لكنني أعتقد أن دخول السعودية أقل خطورة من القتال، لذلك سأفعل ذلك".

 

ومثل سامي ، يعتبر الكثير أن الانضمام إلى الحرب خيارهم الأخير، لكنهم يحاولون الدخول إلى المملكة العربية السعودية كونه خيارا أكثر أمانا. كما أن اليمنيين ليسوا وحدهم الذين يقومون بالرحلة الخطيرة ويدفعون مقابل ذلك الثمن بحياتهم.

 

يتم استهداف العمال الإثيوبيين بشكل منهجي، وقتل بعضهم، على أساس يومي أثناء محاولتهم عبور المملكة من اليمن، وفقا لتقرير نشره مركز الهجرة المختلطة الشهر الماضي.

 

"هناك عنف جسدي وتعذيب واحتجاز تعسفي- كلهم يتحدثون عن إطلاق النار عليهم، حيث يموت الناس من حولهم على الحدود الشمالية بين المملكة العربية السعودية واليمن". 

 

وكانت الأمم المتحدة قد سلطت الضوء في وقت سابق على هذه القضية، وأدانت "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين".

 

قالت رسالة صادرة عن العديد من الخبراء الحقوقيين نشرت في عام 2022 إن ما يصل إلى 430 شخصا، بمن فيهم لاجئون وطالبو طالبو، قتلوا وأصيب 650 بين يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان 2022، بعضهم بنيران عبر الحدود، في محافظة صداح ومحافظة جيزان الحدودية السعودية على أيدي قوات الأمن السعودية باستخدام القصف المدفعي والأسلحة الصغيرة.

 

المصدر الأصلي هنا




تعليقات
square-white المزيد في محلي