آخر الأخبار
سوسن مطيع.. يمنية تتغلب على البطالة بصناعة الملابس
سوسن مطيع
الأحد, 05 فبراير, 2023 - 03:01 مساءً
في مجتمع يعاني معظم سكانه من الفقر والبطالة، تواصل الشابة اليمنية "سوسن مطيع " رحلة الكفاح في سبيل الاعتماد على الذات عن طريق مشروع صغير أسسته في العاصمة صنعاء، وسط أحلام مستمرة لا ترضخ لصعوبة الأوضاع القاسية التي تعاني منها البلاد.
وتعد سوسن واحدة من عدة يمنيات استطعن صنع واقع كفاحي ونضالي مستمر يوحي بصمود المرأة في هذا البلد الجريح بالحرب منذ نحو ثماني سنوات.
تخرجت سوسن من جامعة صنعاء قبل نحو خمس سنوات، حيث تخصصت في قسم إدارة الأعمال، في إشارة إلى رغبة جامحة بالخوض في عالم الأعمال والتجارة.
تقول سوسن في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "درست المرحلة الجامعية بشغف كبير جدا لأني انقطعت عن الدراسة لفترة طويلة، قبل أن يتم استئناف التعليم الجامعي من جديد".
وأضافت "بطبيعتي أحب الدراسة والعلم، وأرغب دائما في تطوير نفسي، إضافة إلى أن فرص الحصول على عمل تتطلب شهادة جامعية، وهو ما دفعني للدراسة الجامعية بكل طاقتي".
بعد تخرجها من الجامعة بعامين، وتحديدا في العام 2019، فكرت سوسن بإنشاء مشروع خاص للتغلب على ضعف الوظائف في بلادها جراء تداعيات الحرب المستمرة.
وتقول تقارير أممية ودولية أن نحو 80 % من اليمنيين يعانون من الفقر، فيما حوالي نصف السكان يواجهون البطالة.
وتفيد سوسن في سياق حديثها لـ (د. ب. أ)، بأنها نجحت في تأسيس معمل الشيماء للملابس، بدعم وإسناد كبير من أفراد عائلتها، خصوصا والدها الذي توفي في وقت لاحق من إنشاء مشروعها الخاص.
وقد كان لوالدتها أيضا نوع من الإسناد لها، وكذلك زميل لها في الجامعة يدعى "عمر" الذي شجعها على فتح المعمل، وشاركها في شراء الآلات والمعدات.
وجاء تأسيس معمل صناعة الملابس بعد أن خاضت سوسن تجربة متعلقة بهذا الجانب، حيث عملت مديرة معمل للخياطة لمدة عامين بعد تخرجها من الجامعة مباشرة، واكتسبت في هذا المجال خبرة الممارسة للأعمال الإدارية وأعمال الخياطة، وتعززت ثقتها بنفسها وبقدرتها على إنشاء مشروعها الخاص، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس "معمل الشيماء"، حسب ما تقول سوسن.
وتفيد سوسن بأن عملها في البداية "اقتصر على الطلبات الخاصة، مثل فساتين السهرة وفساتين الزفاف وفساتين للبنات الصغار، وبعد ذلك قمت بالنزول للمدارس وسوقت لمشغلي وإنتاج الزي المدرسي وزي احتفالات المدارس".
تطور المشروع
بدأ مشروع سوسن صغيرا قبل أن يتطور بتوسع الجمهور، حيث أنشأت حسابا للمعمل في مواقع التواصل الاجتماعي، يتم فيه نشر الأعمال الخاصة بها، وجاء ذلك بطلب من الزبائن لرؤية أعمالها، ثم تطور الأمر وبدأت تصنع ملابس ليتم بيعها في محلات تجارية.
ولفتت إلى أن" ابنتها "شيماء" تقوم بدور حيوي في التعامل مع الزبائن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مع اختيارها للموديلات والترويج والتسويق للمنتجات عبر شبكة الإنترنت ".
نجاح وصعوبات
على الرغم من النجاح الذي حققته سوسن، لا تزال ثمة صعوبات تؤثر على عملها، وتأمل في التغلب عليها باستمرار.
وحول هذا الأمر تقول سوسن "في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وما يمر به اليمن من تدني مستوي المعيشة، أدى إلى تراجع الطلب، وأصبح الشغل في مواسم محدودة".
وتحدثت بأنه من العوائق أيضا " منافسة المنتج الخارجي للمنتج المحلي، إضافة إلى أن التسويق للموديلات يحتاج إلى جودة في التصوير والعرض بموديل محدد؛ وهذا ماكنت ألاحظه في طريقة عرض منتجاتي".
طموح مستمر
وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجه سوسن، هناك طموحات لها تسعى لتحقيقها دون استسلام أو خنوع.
تضيف سوسن" أطمح لتحقيق أشياء كثيرة منها تطوير مشغلي بآلات أحدث، وإنشاء محل خاص بمنتجاتي، والدخول في عالم الأزياء والتصميم بأعلى جودة، وعلامة خاصة".
وحول تأثيرات الصراع على واقع المرأة اليمنية تشير سوسن إلى أن "الحرب وانقطاع رواتب الموظفين، أديا إلى اهتمام المرأة بإبراز مهاراتها اليدوية".
وأوضحت أنه" رغم ظروف الحرب ظهرت مشاريع صغيرة استطاعت بها المرأة أن تكسب لقمة عيشها".
واستدركت" لكن هذا لا يمنع أن قلة الحيلة المادية والمنافسة أدت إلى زيادة العرض وقلة الطلب على منتجات النساء".
وتحدثت بأن" واقع المجتمع اليمني ذكوري، لذلك زادت الصعوبات على المرأة ".
وتوجه سوسن رسالتها لكل يمني ويمنية بالسعي دائما لتحقيق ما يطمحون إليه مهما كانت الصعوبات.
وختمت سوسن بالقول" ينبغي منا جميعا ألا ننسى في طريقنا أن نساعد كل من يحتاج العون، فأنا كنت أحتاج من يساعدني ويساندني ولو بكلمة".