آخر الأخبار
شابة يمنية تصنع من لوحاتها الفنية مزادات خيرية لعون المحتاجين
سبأ جلاس
السبت, 20 أغسطس, 2022 - 08:23 صباحاً
في اليمن الذي يعاني غالبية سكانه من الفقر والبطالة، لا يزال ثمة أمل ينسجه شبان وشابات يصنعون الفن ويزرعون الكفاح في أرض تكسوها صراعات مستمرة حتى اليوم.
وخلال فترة الحرب المستمرة باليمن منذ نحو ثماني سنوات، برزت شابات ناشطات في مجالات متعددة، بينها الفن التشكيلي الذي بات من أركان مقاومة أوجاع الصراع وآلام الحرب المريرة.
ومن الناشطات اليمنيات البارزات، الشابة "سبأ جلاس"، التي تعد واحدة من أبرز مبدعات الفن التشكيلي في البلاد العربي الفقير.
ومنذ سنوات عديدة، تواصل الفنانة سبأ فن الرسم، لتحكي عبر لوحاتها عددا من القصص التي تلخص الواقع العام الذي تعيشه اليمن.
وتقول سبأ: " أحب الرسم منذ طفولتي، حيث أستطيع أن أرسم عن أي شيء، وبعد دخولي المدرسة كنت أرسم على دفاتري وكتبي، وكانت هواية الرسم ترافقني في كل مراحل عمري".
حظيت سبأ باهتمام وتشجيع من المحيطين بها خصوصا أسرتها، وبعد نشر أعمالها على مواقع التواصل الاجتماعي، وجدت تفاعلا جميلا دفعها للاستمرار في فنها.
وأضافت سبأ التي تخرجت من جامعة صنعاء قسم الأدب الفرنسي"عند بداية الحرب في عام 2015، كنت أرسم صور أعمدة الدخان الناجمة عن القصف والانفجارات... أرسم على الدخان أشكالا وصورا تبعث التفاؤل، مع بث رسائل مناهضة للحرب عن طريق الرسومات التي قمت بها ".
وواصلت سبأ مشوارها الفني، حتى بدأت في 2017 الرسم بالألوان الزيتية، ونجحت في إقامة معرضها الفني الأول في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة عام 2021.
وقبل سنوات بدأت سبأ في الترويج للوحاتها وبيعها في مزادات علنية خيرية يتم تحويل حصادها المالي لصالح الفقراء والمحتاجين في بلادها التي تصنف بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، حيث معظم السكان البالغ عددهم 30 مليونا يعتمدون على المساعدات.
وتقول سبأ " نجحت في إقامة 12 مزادا خيريا على 12لوحة من أعمالي، كان آخرها في شهر أغسطس الجاري".
وأضافت أن المزاد الأخير تم تخصيص المبلغ المتوفر منه لتأمين وجبات الفطور لطلاب مدرسة حكومية.
وتفيد بأنها بدأت المزادات الخيرية في العام 2018، وكان أغلبها لصالح المدارس، حيث يتم شراء مستلزمات مدرسية، وترميم مدارس تضررت من الحرب، وكذلك إنشاء مخبز خيري ودعمه.
وتابعت" أبدو سعيدة بمستوى تفاعل الناس مع المزادات الخيرية مهما كانت متواضعة، حيث بلغ سعر أغلى لوحة في المزاد 1300 دولار، وتفاوتت أسعار البقية وكان أقلها 200 دولار".
وتعرب عن أملها في أن تستمر المزادات، وأن يكون لها أثر أكبر في المستقبل.
وفي بلد يعاني من ضعف كبير في الخدمات والأمن جراء الحرب، تواجه حتى الأعمال الفنية صعوبات كبيرة من نواح شتى.
وفي هذا السياق، تقول الفنانة سبأ، إن"الفنان التشكيلي اليمني يواجه واقعا صعبا، ويبذل الجهد كي يستمر في ظل عدم الاهتمام المُرضي للفن، مع اشتعال الحرب والأزمات المتكررة".
وأفادت بأن "هناك فنانين غادروا اليمن ليجدوا متنفسا لهم ولأعمالهم".
وفي نظرتها لمستقبل عملية السلام في بلادها تشير سبأ إلى أن" السلام يحتاج إلى قرار سياسي، غير أن الفن لا ينبغي أن يغيب في الحروب وأن يستمر في تقديم رسائل السلام ".
ولفتت إلى أنه "قد لا يصنع الفن السلام لكن من الممكن أن نساهم في صنع الوعي بضرورة التعايش والسلام ونبذ العنف ".
وتوجه رسالتها لجميع اليمنيين قائلة" لو أننا استطعنا فعلاً العيش معاً دون رفض الآخر لما وصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه".
وأضافت" نتمنى أن نعود كما كنا، نحيا معاً كشعب واحد في وطن واحد لا يفرقنا مذهب ولا حزب ولا طائفة وأن ندرك أهمية السلام لنحيا حياه كريمة كسائردول العالم، ونبقى دائماً نتفائل بأن القادم أجمل بإذن الله تعالى".