آخر الأخبار
النازحون في لحج.. معاناة قاسية يفاقمها وجع البرد القارس (تقرير خاص)
مخيم في لحج
الثلاثاء, 28 ديسمبر, 2021 - 09:42 صباحاً
بين المخيمات ومساكن الإيجار يقضي آلاف النازحين يومياتهم في محافظة لحج في ظل شتاء قارس وانعدام للغذاء في مراكز الإيواء.
محمد علي، نازح يقضي يومياته في مخيم الرباط أحد أكبر المخيمات في لحج، حيث يقوم بالعمل في حمل بعض الأثقال في السوق عند أحد التجار.
يعمل علي في سوق السيلة مقابل توفير بعض المال ليعود به في المساء حاملا لأسرته بعض الأغراض والمستلزمات؛ بيد أن الأثقال التي يحملها ليست ثابته فمقدار مايتحصله غير ثابت فيكسب مبلغا زهيدا يوميا من خلال حمل بعض الأثقال على ظهره.
اضطر لهذا العمل رغم إنه معلم في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، فأسرته المكونة من تسعة أفراد تحتاج للانفاق كثيرا في ظل شحة الدعم المقدم لمخيم النزوح وغير المنتظم مقابل الالتزامات الضرورية للأسرة من غذاء وعلاج.
تصف المفوضية العامة للاجئين التابعة للأمم المتحدة الازمة في اليمن بأسوأ إنسانية في العالمية إذا تقدر المنظمة الدولية بأن 66% من سكان البلاد مايعادل 21 مليون يمني محتاجون للمساعدات الإنسانية بما في ذلك4 ملايين نازح داخليا.
ووفق المنظمة الدولية فإن واحدا من كل ثمانية يمنيين في عداد المهجرين، فيما اضطر نحو172 ألف شخص للنزوح حديثا وأغلبهم ضمن محافظة مأرب التي تستضيف إلى جانب حجة والحديدة وتعز 55% من السكان النازحين داخليا.
وتعد مديرية تبن أكبر المديريات إيواء النازحين إذ يوجد بها 14 مخيما للنزوح فيما تتوزع البقية بين ردفان والتي يوجد بها ثلاثة مخيمات والحوطة عاصمة المحافظة وطور الباحة التي يوجد بها مخيمان.
ومن بين2222 أسرة في المخيمات المذكورة تعيش 61 أسرة من النازحين في عشش فيما تقطن البقية في مخيمات خاصة بها.
ووفق الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في لحج بلغت الإحصائية الأخيرة لعدد النازحين في 19 مخيما للنزوح في لحج11532 شخصا منهم5785 من فئة الذكور و5747من فئة الأناث.
وأفاد عمر الصماتي رئيس الوحدة التنفيذية لادارة مخيمات النازحين في لحج أن أكبر صعوبة تواجه عمل الوحدة تتمثل في الجانب الأمني في مخيمات النزوح الذي يشكو منه الكثير من النازحين بالإضافة لانعدام الأمن الغذائي.
وأضاف للمهرية نت "جميع مايتم تقديمه من المانحين لا يتناسب مع الأعداد المتزايدة والحاجات الضرورية لفئة النازحين التي تعتمد أساسا على ما يقدم لها من دعم كمصدر للعيش من قبل الجهات المانحة".
ويشكو النازح أحمد سالم من خطابات عنصرية تجاههم من البعض في مخيمات النزوح وعدم تقدير الوضع الذي يعيشونه والذي لم يختاروه كما يقول بل جاء كنتاج الحرب المدمرة.
وأعرب عن أمله أن يكون هناك نهاية للحرب قريبة تعيدهم لمناطقهم التي خسروا معها كل شي بنوه لعقود، وفق حديثه للمهرية نت.
ووفق أحمد فإن الخطابات المناطقية والعنصرية تلاحقهم إلى أماكن عملهم حيث يعمل في البحر بالأجر اليومي مع مالكي أحد قوارب الصيد من أجل أن يسهم العمل في تحسين وضعه المعيشي الصعب.