حصل موقع المهرية نت على تفاصيل الحادثة المأساوية للشاب اليمني معتصم الذي توفي بعد رميه في البحر من قبل الشرطة الإسبانية. 

وقال أحد أصدقاء الشاب اليمني معتصم كريم، إنه "يوم السبت الموافق 20/11/2021 في دولة المغرب تحديداً  ذهبنا الى شاطئ بني أنصار (بوقانه) أنا واثنين من أصدقائي بينهما معتصم وكان ذلك للمحاولة والعبور إلى مدينة مليلية الإسبانية، ودخلنا متسللين إلى الشاطئ بسبب وجود حراسات مغربية تمنع المهاجرين من العبور". 

وأضاف للمهرية نت" كان ذلك في قرابة الساعة السادسة والنصف مساءً، حيث مكثنا لساعة على الشاطئ لكي نوهمهم بأننا أتينا للتمشية، وكنا نرتدي بدلات السباحة والعوم من تحت الملابس لكي لا يرونها". 

وتابع" كانت لدينا شنطة ظهر كبيرة فيها زعانف للسباحه وأخرى صغيرة لكي نأخذها معنا عندما نسبح فيها قنينتي ماء وأربع قطع شوكولاتة ". 

ومضى قائلا" بعد ذلك بساعة واحدة حاولنا التسلل إلى البحر ولكن الأمن البحري أمسكوا بصديقي الثالث  وبقيت أنا ومعتصم رحمة الله عليه.. دخلنا الى البحر فوراً وارتدينا الزعانف داخل البحر بسرعه واتجهنا الى حلمنا بوابة اروبا التي هي مليلية ". 

وأضاف" الحلم تحول بعد ذلك إلى كابوس حيث قضينا ساعة ونصف في الظلام والبرد نصارع الأمواج لكي نصل إلى نهاية المرسى التي كانت هي نقطتنا الاولى..طلعنا إلى هناك وأخذنا قسطاً من الراحة وأكلنا بعض الشوكولاتة وشربنا الماء واستعدنا نشاطنا وكان الجو بارداً". 

وأردف "بعد ذلك نظرنا عن بعد ولم نر أي قارب أو حرس فنزلنا إلى البحر مرة أخرى وكانت المعنويات مرتفعه جداً والابتسامات تملأ وجهينا مستبشرين خيراً ". 

وتابع" سبحنا نصف ساعة وقطعنا قرابة ال 700 متر ونحن نتحدث ونضحك وكأننا نمشي على أقدامنا في بساتين خضراء والزهور من حولنا متناسين الأمواج والظلام وجميع المخاطر ". 

وواصل" فجأة رأينا القارب الذي على متنه الحرس الإسباني وإذا به يقترب منا.. كنا نظن بأنه سوف يحصل مثل كل مره يأخذوننا ويرجعونا، أو في بعض الأحيان كانو يضربونا ولكن بشكل خفيف.. توقفوا بجانبنا واطلعونا وانهالوا علينا بالضرب وكأنهم في حلبة ملاكمة أو في جولة كراتيه". 

وزاد" صديقي لم يحتمل فسقط ارضاً على متن القارب ومن ثم جردونا بالقوة من جميع أدوات النجاه وبدلات السباحة، حتى الملابس التي كان يرتديها صديقي وأرجعونا إلى قرب المرسى المغربي". 

ومضى قائلا" رمونا في البحر على بعد 50 متراً من المرسى تقريبا، وحينها كان صديقي فاقداً للوعي والأمواج كانت عاليه وأنا كنت منهكا ومتعبا وفي حالة حرجة". 

وقال" حاولت إنقاذ معتصم وسحبه ورفعه ولكن بلا جدوى وبدون أي فائدة، ورغم كل هذه المحاولات ورغم الصراخ مات صديقي غريقاً أمام عيني ولم أستطع فعل أي شيء سوى الصراخ وطلب النجدة والدعاء بصوت عال". 

وختم قائلا" بعد ذلك تسلقت الصخور وطلعت المرسى وكنت أجري وأنا كالمجنون ولم أكن مباليا بالصخور الحادة ولا بالبرد، ولايوجد علي سوا بوكسر وحالتي يرثى لها باحثاً عن المساعدة، وبعد ذلك تلقاني أحد افراد الشرطة المغربية وأخذوني للمركز وقاموا بالتحقيق معي وأخذ أقوالي".