عاد مواطن تسعيني إلى أهله في منطقة الغرافي بمديرية موزع بمحافظة تعز، بعد غيام دام لأكثر من 40 عاماً، عاشها عاملاً مجهولاً لدى أحد بائعي السمك بمحافظة لحج المجاورة بعيداً عن أهله الذين فقدوا الأمل في العثور عليه. 

وتعود تفاصيل العثور عليه، التي ينفرد "المهرية نت" بنشرها، إلى مغادرة الرجل التسعيني منطقته في الغرافي بمديرية موزع بمحافظة تعز في العام1981 بسبب ظروفاً سياسية لم تكن ملائمة لبقائه في تلك المنطقة، لكنه لم يكن يعرف أنه الخروج الطويل الذي سيستمر لأكثر من 40 عاما دون رجعه، ذلك هو عبد الله الراعي 95 عاما الذي عاش في منطقة السبيل بمضاربة لحج مجهولاً عاملاً عند أحد باعة السمك قبل أن يطلق عليه اسم حزام بعد أن رفض الإفصاح عن اسمه وهويته.

ظل الراعي المجهول على مدى السنوات باسم "حزام" وشارك في الانتخابات بهذا الإسم مجهولاً صامتاً لا يتحدث كثيرا يقضي وقته بين البحر والمزارع ساكنا عند أحد الأشخاص في المنطقة الذي ألفوه واعتبروه واحدا من سكانها، وطوال هذه الفترة لم يتزوج حزام ولم يبح لأحد عن أي شيء من أسراره أو من أين أتى، يأكل ويشرب ويسكن عند أحد الأشخاص في المنطقة واستمرت حياته على هذا المنوال تحت الإسم المستعار "حزام" في الانتخابات وصرف الضمان الاجتماعي والمساعدات الإنسانية.

شاخ الرجل واحدودب ظهره وصار راعياً لغنم من يسكن لديهم يقضي صباحه ومساءه بين مزارع البصل الواسعة في المنطقة ولا يعود إلا في المساء للخلود للنوم وحتى عندما حاولنا نتحدث معه لم يبح لنا بشيء من الكلام غير الابتسامة التي بدأت من شفتاه.

الحقيقة تظهر بعد 40 عاماً من التخفي

أربعون عاما ظل ينادى باسم "حزام" فكيف تغير لاسم عبد الله ذلك قبل أشهر قليلة عندما قدم عاملون في مزارع البصل من مديرية موزع إلى منطقة السبيل حيث دار نقاش ودي بينهم وبين عدد من سكان السبيل عن المنطقة التي يسكنون فيها فأدلى حزام بدلوه عن المنطقة فأنبهر القادمون من موزع عن معلوماته الدقيقة فقالوا له هل أنت عبد الله الراعي الذي فقد قبل أربعون عاما فحاول النفي فاتصلوا للمنطقة فأخبروهم بشامة سوداء موجودة في قدمة بالإضافة لضربة فأس فوجدوا ذلك فوصل أولاده الأربعة الذي فقدوا الأمل في الوصول إليه وقد تزوجوا فيما تزوجت زوجته بعد أن يأسوا من عودته فغادر معهم باتجاه منطقته بالغرافي بمحافظة تعز لكنه لم يمكث طويلاً فطلب العودة لمنطقة السبيل مرة أخرى التي قضى فيها نصف عمره.

ويقول علي عباد وهو من سكان السبيل بمنطقة رأس العارة  في محافظة لحج الذي يسكن عنده عبد الله الراعي  أن الراعي سكن من قبل عند شخصين من سكان المنطقة قبل أن يحل مؤخراً عنده وأنه يقضي وقته في النهار بين المزارع هاويا للرعي وهي مهنة اعتادها منذ عقود وأنه عاد مؤخراً للمنطقة بعد زيارته لأهله والتعرف عليه بعد أن ظل تحت مسمى حزام حينا من الزمن ولا يعرف عما كان لديه من رغبه في العودة لدياره مرة أخرى.