آخر الأخبار

عام على انقلاب مليشيا الانتقالي في سقطرى.. قفزة اقتصادية إلى الوراء(تقرير خاص)

مليشيا الانتقالي في سقطرى - إرشيف

مليشيا الانتقالي في سقطرى - إرشيف

المهرية نت - محمود السقطري
الجمعة, 18 يونيو, 2021 - 09:21 صباحاً

في صبيحة يوم الجمعة من تاريخ 19/ يونيو من العام المنصرم (2020م) زحفت مليشيات الانتقالي من معسكر اللواء الأول مشاه بحري - الذي يقع إلى الغرب من العاصمة حديبو، ويبعد عنها حوالي (25) ك.م - نحو العاصمة حديبو بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، لتقتحم العاصمة، وتعلن السيطرة عليها، وتسقط جميع مرافق الدولة بما فيها ديوان المحافظة ومبنى الأمن العام ومركز الشرطة وكتائب أخرى تتبع الشرعية، لترفع أعلام المليشيات عليها وصور عيدروس الزبيدي، وتنكس علم الجمهورية وصور الريئس عبد الربه منصور هادي وفرار المحافظ رمزي محروس عبر البحر إلى محافظة المهرة.

 


حينها أعلنت مليشيات الانتقالي عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أنها ستعمل نقلة نوعية ملموسة للمحافظة في كل الجوانب (المعيشية، والأمنية، والتنموية...).


 
مرَّ على هذا الحدث عام كامل، تكشفت خلاله نوايا تلك المليشيات، ومدى قدرتها على إدارة المحافظة اقتصاديا وعسكريا. ومن خلال ملامستنا للواقع وقربنا من المجتمع المحلي، والاستماع إلى أحكام الشارع، لمسنا المعاناة الحقيقية، والأزمات المتجسدة التي رزحت على الشعب السقطري عاما كاملا.
 


ففي الجانب الاقتصادي والمعيشي أخفقت المليشيات إخفاقا كبيرا في إدارة البلد، فلم تستطع المليشيات أن تفعل شيئا، وبقيت مكتوفة الأيدي، لتقف موقف المتفرج العاجز عن أي حل يذكر في هذا الجانب.


فقد ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، لتصل إلى أعلى مستوياتها في عهدهم، مثلا كيس الدقيق تباع حاليا بسعر (26000) ريال، وكيس السكر بسعر (29000) ريال، أما سوق السمك فيصل ما يعادل النصف كيلو من أنواع السمك الردي إلى (3000) ريال كحد أدنى، هذه بعض الأمثلة القليلة على الأسعار النارية التي اشتعلت في أسواق سقطرى، في ظل العجز التام من المليشيات في وضع حد لذلك.


 
كما عجزت المليشيات عن تأمين السوق بالمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها الإنسان، فقد صارت الكثير من المواد الغذائية شبه معدومة مثل الدقيق والقمح وغيرهما، علمنا أنه قد دخل فصل الخريف الذي يستمر لأربع أشهر (يونيو- سبتمبر) وتكون معه البحر مغلقة أمام السفن التي تجلب المؤن إلى سقطرى بسبب الرياح العاتية التي تصل إلى أكثر من (40) عقدة في أغلب الأحيان. ومن المعلوم سابقا أنه يتم تأمين السوق بالمواد الغذائية والزام التجار بكميات كافية، ليتم إدخالها قبل موسم الخريف، وهذا ما لم يحصل هذا العام في عهد المليشيات.


ناهيك عن أزمة المشتقات النفطية المتكررة. حاليا انعدم الغاز من السوق تماما، ونفدت كميتي البترول والديزل تماما، ودخل فصل الرياح ولم يتم تأمين المشتقات النفطية للأربع الأشهر القادمة. وفي حال وجود المشتقات النفطية في الشهور السابقة فإن الطوابير الطويلة تلازم المحطة، بسبب عدم كفاية تلك المشتقات، وعدم كفاءة الإدارة.
 


كما أن المستحقات المالية التي كانت تصرفها السعودية للجيش والأمن في عهد المحافظ محروس قد توقفت تماما مع تولي مليشيات الانتقالي سدة الحكم، فيما مرتبات الموظفين صارت تتأخر لأشهر عديدة وخاصة في الجيش والأمن، ولم تستطع المليشيات التحرك والبحث عن أسباب توقف المكرمة السعودية وتأخر المرتبات.
 


ومن الأزمات التي طفت على السطح في عام مليشيات الانتقالي أزمة ارتفاع أسعار التذاكر لتصل إلى سعر (160) دولار للخط الواحد، وتقليص الرحلات من رحلة أسبوعية إلى رحلة واحدة كل أسبوعين. والكل يعلم أن الطريق الوحيد لتنقل أبناء سقطرى من الجزيرة هو الجو فقط، عبره يذهب المريض للعلاج، والطالب للدراسة، والتاجر وصاحب الحاجة... ولم تبدي المليشيات أي حل ملموس أو تواصل معلوم مع الجهات العليا لحل هذه المعضلة.
 


وبهذه الأزمات الحقيقية والكارثية على الشعب السقطري فقد ضاق الشارع السقطري ذرعا من حكم تلك المليشيات، ونفذ صبره، وقد حصلنا على تصريحات من بعضهم، رغم التحفظ الشديد منهم بسبب القمع والتنكيل الذي تمارسه المليشيات في كل من تسول له نفسه بمعارضتها.


 يقول مصدر مسؤول في الشرعية فضل عدم ذكر اسمه إن هذا العام الذي مرَّ على سقطرى في ظل مليشيات الانتقالي هو أسوأ عام في تاريخ سقطرى، فقد حصل فيها ارتفاع  فاحش في الأسعار، وأزمات متكررة تصل إلى شهور في المشتقات النفطية، والمليشيات تتفرج على ما يحصل، وكأن الأمر لا يعنيهم، ونست تلك المليشيات أنها قد أخرج الشرعية بقوة السلاح، لتعلن سيطرتها على المحافظة، مما يجعلها هي المسؤولة عما يجري.

 


فيما أفاد مصدر طبي بأن أزمة ارتفاع أسعار التذاكر وتأخير الطيران لأسبوعين بدلا من أسبوع واحد قد فاقم من حالات المرضى التي يتحتم عليها العلاج خارج سقطرى، مما أدى إلى وفاة بعضهم، وتدهور حالات أخرى، وعدم وضع حل لهذه المشكلة وخاصة في هذا الفصل الذي تغلق فيه البحر، يزيد الأمر من معاناة المرضى، وتدهور حالاتهم الصحي.
 


وقال آخر:  هذا العام يمكن أن نسميه عام الطوابير، فالناس تتزاحم على كل شيء بسبب نقص التموين وسوء الإدارة، فتتزاحم الناس على شراء المواد، وشراء الوقود، وعلى كل شيء، حتى على شراء الثلج.
 


وقال أحد الضباط في الجهات الأمنية: أوهمتنا المليشيات بأنها تعمل على أن تعيش سقطرى في عيش رغيد، ليتضح بعد عام كامل أنهم يعملون على أن تعيش سقطرى في وضع جحيمي مأساوي لا يطاق.


بل حتى قادات الانقلاب قد علموا يقينا أنهم عاجزون عن إدارة البلد، فقد نقل أحدهم أن رأفت الثقلي رئيس المجلس حاليا قال صراحة: إننا خذلنا من قبل الجميع حتى ممن دعمونا قبل الانقلاب مثل رئاسة المجلس الانتقالي ودولة الإمارات، وأني على استعداد تام لتسليم السلطة لمن يتم تعيينه من قبل الرئيس عبد الربه منصور هادي.


 وأخيرا فإن حكم المليشيات لسقطرى خلال عام كامل قد اتضحت ملاحمه، فثمة فشل ذريع، وانصدام بالواقع، والعجز البين، مما انعكس سلبا على حياة الفرد السقطري المعيشية.
 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية