آخر الأخبار
في تعز.. جهاز تنفس صناعي لكل نصف مليون ومسؤول حكومي يحذر عبر"المهرية نت" من انتشار هائل لكورونا(حوار)
نشوان الحسامي مدير المستشفى الجمهوري في تعز _المهرية نت
الاربعاء, 03 يونيو, 2020 - 11:04 صباحاً
حذر الدكتور نشوان الحسامي مدير المستشفى الجمهوري في تعز، التي تحتوي على مركز العزل الصحي الحكومي الوحيد بالمدينة، من انتشار هائل لوباء كورونا، خصوصا في ظل تزايد حالات الإصابة التي وصلت لأكثر من 60 حالة.
وقال الحسامي في حوار خاص مع موقع:"المهرية نت" إن مركز العزل الصحي في المستشفى هو المركز الحكومي الوحيد بمدينة تعز، يصارع من أجل البقاء في ظل غياب الموازنة التشغيلية".
وأضاف:" لا يوجد في المركز سوى جهازي تنفس صناعي فقط، قدما من منظمة الصحة العالمية، وهو ما جعل المركز يواجه صعوبة وعجزا صحيا".
وتابع:" إذا ما وجدت أكثر من حالتين تتطلب أجهزة تنفس صناعي فتضطر المستشفى لإرسال الحالات إلى مركز "شفاك" وهو مركز عزل آخر (غير حكومي) في ضواحي مدينة تعز تابع لمؤسسة الشيخ حمود المخلافي الخيرية.
وكان مركز العزل بالمستشفى الجمهوري الذي افتتح قبل شهر رمضان المبارك بثلاثة أيام، عبارة عن مركز للوبائيات وأمراض الصدر".
فيما وصلت بعد شهر ونصف من الافتتاح أربعة أجهزة تنفس صناعي أمس الثلاثاء مقدمة من منظمة اليونيسف.
%85 من موازنة القطاع الصحي غائبة
وأكد الدكتور الحسامي أن هناك ثلاثة أسباب لضعف الخدمات الطبية في تعز، أهمها انعدام الموازنة التشغيلية، حيث غابت أكثر من 85 بالمائة من موازنة القطاع الصحي، إضافة الى غياب الكادر الطبي منذ خمس سنوات، وكذلك بسبب الحرب الذي أدت لتوقف وتدهور المرافق الصحية.
موازنة لا تكفي لمختبر واحد
وفيما يتعلق بظروف الموازنة التشغيلية، أضاف الحسامي أن موازنة المستشفى الجمهوري لا تتعدى 7 ملايين ريال شهريا، بعد أن كانت أكثر من 40 مليون ريال شهريا قبل الحرب".
موضحا:" هذا المبلغ لا يكفي حتى لتشغيل المختبر فقط ، فيما الحالات التي ترقد بمركز العزل تنقصها الأدوية كأكبر مشكلة نواجهها".
وأكد الحسامي أن هناك عدة وعود لدعم مركز العزل، غير أنه لم نحصل على شيء ملموس على أرض الواقع، سوى تنفيذ بسيط من قبل مجموعة هائل سعيد أنعم التي بدأت الترميمات فقط لا غير.
كما أن هناك وعودا من منظمة أطباء بلا حدود ومنظمات دولية، لكننا بانتظار تنفيذ هذا على الواقع، أردف الحسامي ل" المهرية نت".
معدل الشفاء من كورونا في تعز
وفيما يتعلق بنسبة الشفاء ومعدل الوفيات من وباء كورونا في تعز، أوضح المسؤول الحكومي أن:" نسبة الشفاء كبيرة، لكن هناك حالات كثيرة في المحافظة غير معلنة كونها لم تصل للمستشفيات.. لو كان هناك مسح للمخالطين والمشتبهين والمصابين في المدينة فسنعرف أن نسبة الشفاء كبيرة.
أما سبب ارتفاع حالات الوفاء فيرجعه الحسامي الى تأخر وصول الحالات الى المركز، حيث لا تصل للمستشفيات إلا بمراحل متأخرة وغالبها تعاني من عدة أمراض مزمنة بجانب كورونا وهي سبب رئيس للوفاة.
وأرجع الحسامي عودة الكثير من المصابين إلى المنازل للحجر المنزلي بدلا من البقاء في مراكز العزل إلى أن بعض الحالات تحتاج للتنويم بالمركز وبعضها تحتاج صحيا للحجر المنزلي والمتابعة فقط.
مصدر الحالات وأسباب الخوف
وعند تتبع الحالات المصابة بفيروس كورونا أفاد الحسامي بأن غالبية الحالات الأولى جاءت من عدن، وبعضها خالطت حالات قدمت أيضا من العاصمة المؤقتة.
وأرجع مدير المستشفى الجمهوري في تعز سبب تخوف المصابين من الوصول الى مراكز العزل، إلى عدم حصول المواطنين على توعية حقيقية وإيجابية.
ودعا الحسامي الإعلاميين والناشطين إلى التوقف عن النشر غير الصحيح حول كورونا والقيام بتوعية الناس.
كما دعا السلطة المحلية أن تترجم قراراتها على أرض الواقع، وكذلك إلزام كادر مستشفى الجمهوري العودة للعمل حيث غاب غالبية الكوادر من بداية الحرب.
كما دعا لرفد المركز بمستشارين من كلية الطب، كون هذه العوامل ستحسن من الخدمات الطبية.
إجراءات احترازية غائبة
واستغرب المسؤول الصحي الحكومي من عدم وجود إجراءات احترازية تذكر في المدينة، محملا الإعلام مسؤولية عدم القيام بدوره في التوعية، حيث أصبح المواطن بين مصدق ومكذب، حسب قوله.
وناشد المواطنين الالتزام بالوقاية والتعليمات وعدم الخروج الى الأسواق إلا للضرورة مع اتخاذ كل وسائل الوقائية والكمامات.
كما ناشد المنظمات الإنسانية والصليب الأحمر والسلطة المحلية توفير أجهزة تنفس صناعي وإمكانات لازمة وموازنة تشغيلية وأدوية لمواجهة الوباء ومعالجة المصابين.