آخر الأخبار
“الأورومتوسطي”: استهداف الاحتلال مدارس الإيواء سياسة ممنهجة لتهجير النازحين وتفريغ السكان
الجمعة, 09 أغسطس, 2024 - 07:35 مساءً
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الجيش الإسرائيلي كثف من سياسة قصف المدارس المستخدمة كمراكز إيواء للنازحين في مدينة غزة وقتل وإصابة المئات فيها، بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها، ضمن سياسة ممنهجة لطرد السكان من منازلهم وأماكن نزوحهم وحرمانهم من أي استقرار، لأسباب تبدو انتقامية.
وفي تقرير جديد للمرصد وثق قصف الطائرات الإسرائيلية المباشر لتسع مدارس تستخدم “مراكز إيواء” لآلاف النازحين في مدينة غزة خلال ثمانية أيام، وتدميرها على رؤوس من فيها، والتسبب بقتل 79 فلسطينيًّا وإصابة 143 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب فقدان آخرين تحت الأنقاض ويتعذر انتشالهم لعدم وجود معدات مناسبة لطواقم الإنقاذ.
وذكر المرصد أن أحدث هذه الاستهدافات تم الساعة الثالثة عصر الخميس 8 أغسطس/آب، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مدرستي “عبد الفتاح حمودة” و”الزهراء” في حي “التفاح” شرقي مدينة غزة، واللتين تؤويان آلاف الناحين، ما أدى إلى مقتل 17 مدنيًّا وفقدان 16 وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
وأشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت يوم الأحد الماضي 4 أغسطس/آب مدرستي “النصر” و”حسن سلامة” في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 30 فلسطينيًّا وإصابة 19 آخرين بجروح. وقبل ذلك بيوم، قصفت الطائرات الإسرائيلية تجمعًا من أربع مدارس تستخدم مراكز إيواء في حي “الشيخ رضوان”، ما أدى إلى مقتل 17 فلسطينيًّا وإصابة 60 آخرين بجروح، فيما قصفت في الأول من الشهر الجاري مدرسة “دلال المغربي” في حي “الشجاعية” شرقي غزة، ما أدى إلى مقتل 15 فلسطينيًّا، وإصابة 29 آخرين بجروح.
وأوضح الأورومتوسطي أن قصف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين فيها لم يكن له أي مبرر فعلي، وغابت عنه الضرورة الحربية، رغم أن الجيش الإسرائيلي في كل مرة حاول تبرير القصف باستهداف أحد النشطاء العسكريين أو السياسيين، دون أن تثبت صحة هذا الادعاء.
وأكد أن التحقيقات الأولية التي أجراها فريقه الميداني تشير إلى تعمد الجيش تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء لحرمان الفلسطينيين مما تبقى من أماكن قليلة تؤويهم بعد التدمير الممنهج للمنازل ومراكز الإيواء، بما فيها المدارس والمنشآت العامة طوال الأشهر العشرة الماضية.
وأوضح أن تتبع منهجية القصف الإسرائيلي يشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى نزع الأمان عن كل قطاع غزة وحرمان الفلسطينيين من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، من خلال استمرار القصف على امتداد القطاع والتركيز على استهداف مراكز الإيواء بما فيها تلك المقامة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وأكد أنه خلال الـ 10 أشهر من الهجمات العسكرية على قطاع غزة، لم تتوقف القوات الإسرائيلية عن عمليات قصف الأعيان المدنية والقتل الجماعي للمدنيين واستهداف مراكز اللجوء، والتي أغلبها مقام في منشآت للأمم المتحدة، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها، وهو ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان.
وأشار إلى أن تكثيف سياسة قصف مراكز الإيواء في مدينة غزة، جاء بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء قسري طالت عشرات آلاف السكان في شمال غزة، والمحافظة الوسطى وخان يونس، خلال الأيام الأربعة الماضية، ما يدلل على أن إسرائيل تتعمد تكثيف أوامر الإخلاء لإجبار الفلسطينيين على الترحال وعدم الاستقرار حتى في خيام قرب منازلهم المدمرة.
وأكد أن إسرائيل تتبنى سياسة منهجية باستهداف السكان والأفراد المدنيين في قطاع غزة المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني، أينما كانوا، وحرمانهم من أي استقرار ولو مؤقت في مراكز النزوح والإيواء، من خلال تكثيف قصف هذه المراكز على رؤوس النازحين داخلها، واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية؛ في إصرار على فرض التهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن المدنيين في قطاع غزة يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية.