وسط أجواء من الفرح والتقدير، عاد الفنان السوري سامر المصري إلى وطنه دمشق بعد غياب دام 14 عامًا، فرضها عليه النظام السوري بسبب مواقفه السياسية المعارضة. كان المصري قد غادر سوريا في عام 2012، بعد اندلاع الأزمة السورية، ليعيش في الإمارات العربية المتحدة مع عائلته، حيث تعرض لمنع تجديد جواز سفره نتيجة لمواقفه المعارضة للنظام.

استقبال جماهيري حافل

وصل الفنان السوري إلى مطار دمشق الدولي في مشهد حافل بالمشاعر، حيث لاقى استقبالاً جماهيرياً حاراً من قبل محبيه، الذين تجمعوا حوله بمجرد وصوله. أبرز اللحظات التي لاقت انتشارًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت لقائه مع والدته المسنّة، التي كانت في مقدمة المستقبلين. في لحظة مؤثرة، انحنى سامر المصري لمقابلة والدته على كرسيها المتحرك، وقبّل يديها، لترد الأخيرة بكلمات مؤثرة باللهجة السورية: “الحمد لله اللي شفتك”. وقد لاقى هذا المقطع تفاعلاً كبيرًا من السوريين على منصات التواصل الاجتماعي.

عودة إلى دمشق وسط الاحتفالات

بعد اللقاء العاطفي مع والدته، خرج المصري من المطار ليجد استقبالًا آخر من محبيه، حيث حملوه على الأكتاف مرددين العراضات الشامية الشهيرة، في تعبير عن حبهم وافتخارهم بعودته.

كلمات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

قبل عودته إلى دمشق، نشر سامر المصري عبر حسابه في إنستغرام في 8 ديسمبر/كانون الأول، مقطع فيديو مؤثرًا يعبر عن شوقه لوالدته وللوطن. وقال في الفيديو: “استنيني يا أمي، استنيني… أخيرًا رح أشوفك يا أمي. 14 سنة يا أمي! مبروك يا سوريا، مبروك لكل شاب اتغرب، مبروك لكل طفل، مبروك لكل بيت من سوريا. الرحمة للشهداء الذين ضحوا من أجل سوريا”.

مسيرة فنية حافلة

بدأ سامر المصري مشواره الفني في عام 1996 بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. وقد اشتهر بدوره في مسلسل “باب الحارة” الذي حقق نجاحًا كبيرًا في العالم العربي، حيث جسد شخصية “العقيد أبو شهاب” التي نالت إعجاب الجماهير. بالإضافة إلى “باب الحارة”، شارك في العديد من الأعمال الناجحة مثل “بقعة ضوء” و”أبو جانتي” و”جلسات نسائية”، وغيرها من المسلسلات التي أكسبته شهرة واسعة.

محطات صعبة بعد المعارضات السياسية

على الرغم من مسيرته الفنية الناجحة، إلا أن مواقف سامر المصري السياسية المعارضة للنظام السوري كانت السبب وراء منع تجديد جواز سفره من قبل السلطات السورية. ورغم صعوبة الظروف التي مر بها، إلا أن عودته إلى دمشق تُعتبر محطة هامة في مسيرته الشخصية والفنية، حيث تزامنت مع التغيرات السياسية في سوريا بعد سقوط النظام السابق.

عاد سامر المصري إلى وطنه ليعيش لحظة تاريخية مع محبيه وعائلته، في ظل أجواء من الفرح والتقدير.