آخر الأخبار
عيد الأضحى: كيف كان العيد وكيف صار في اليمن؟
طفلة يمنية نازحة
الجمعة, 24 يوليو, 2020 - 03:59 مساءً
عدّلت لوليا (29 عاما) بعض تقاليد العيد التي كانت تعيشها في مدينتها عدن، بعد أن انتقلت إلى لندن: إذ استبدلت كعك العيد بالبراونيز، واخترعت طبخة كتف خروف تعدّها مثل طبق الديك الرومي الذي يقدم في عيدالميلاد بدلا من الزربيان اليمني، كما أصبحت تحضّر الهدايا لبناتها وتغلفها بدلا من العيدية.
لكن عادات مثل إشعال البخور والاستماع إلى أغنية "أهلا بالعيد" بصوت صفاء أبو السعود، واستقبال الضيوف وشراء ثياب العيد ومعايدة الأهل لا تزال من بين طقوسها أيام العيد في بيتها وسط لندن.
مع فساتين العيد لهذا العام، اشترت لوليا لبناتها الثلاث كمامات ملوّنة لارتدائها في المواصلات العامة وفي مسجد الحي الذي يعيشون فيه وسط لندن، إذا أعيد افتتاحه.
وهذا ثاني عيد يمر على العائلة اليمنية-البريطانية أثناء وباء كورونا، لكن على عكس الحال في عيد الفطر، خُففت حاليا إجراءات الحظر في لندن.
تهتم لوليا أحمد عبدالله، ذات الـ29 عاما، بما سترتيده هي وبناتها صبيحة العيد ولا سيما أنها أصبحت معتادة على نشر صور عائلية على صفحتها على إنستغرام وعلى مجموعات العائلة على تطبيقات الموبايل، إذ هاجر كل أفراد عائلتها مع بداية عام 2011 إلى أكثر من بلد.
أما لوليا فكانت قد غادرت مدينتها عدن عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، ولا تزال تتذكر جيدا أيام العيد في حيهم المسمّى بالـ"بساتين" المتنوع ثقافيا؛ فإلى جانب اليمنيين عاشت هناك عائلات صومالية، من بينها أهل أم لوليا.
"كان الناس يصلّون بالملعب؛ الرجال يرتدون الأبيض أما النساء فيرتدين ثوبا يسمّى باتي - وكان يُصنع دائما من قماش ملوّن.. أصفر وأخضر وبرتقالي. أبحث أحيانا على الإنترنت لكنني لم أعد أرى مثل ذلك المنظر.. كنتُ أراقبهم وأنا صغيرة .. أختي كانت في العشرين وكانت تضحك وتقول إن ذاك التجمّع كان فرصة للقاء الفتيات والشباب.. على الأقل تبادل النظرات".
أما الأكلات الأساسية في عيد الأضحى - أو عيد الأكل كما تسميه لوليا - فكان "الزربيان" المكوّن من رز ولحمة كطبق البرياني والكرشة وغريبات العيد للتحلية.
لا تزال زوجة أخيها تعيش مع أولادها في عدن. تحدثها في اتصالاتهما الهاتفية كيف أصبح سعر كل شيء غال في البلد، وكيف أنها تخاف من فيروس كورونا حاليا، لكنها مع ذلك بدأت بالتحضّر للعيد من أجل الأولاد؛ فبدأت بدهن البيت وبغسل الستائر، واشترت ثياب الأولاد قبل فترة كي تتجنب ارتفاع أسعارها قبيل العيد.
أسألها عن تقرير أخير حذّر من خطر المجاعة في كل من اليمن وسوريا وليبيا. "طبعا الفقير ما حيقدر ياكل.. ولا يعيّد الناس الفقيرة تتعفف ولا تقول ما عندي شي آكله. طبعا هناك من يساعد الفقراء، خاصة بالعيد. لكني أيضا أسمع عن سرقات تحدث باسمهم".
قبل أن تصبح لوليا أما، كانت تذهب إلى بيت خالتها في لندن أو خالة أمها "بحثا عن العيد في بيتهم"، لكن الآن وقد أصبحت أما لبنات أكبرهن بعمر التاسعة، فقد أصبحت تحاول أن يصبح العيد عندها - أن تصبح هي "العيلة".
"كأني صرت أنا الجدة والكل يزورني في بيتي ويشتري الهدايا لبناتي .. وطبعا أخرج الستائر المخبأة والشراشف الخطيرة.. يعني حتى السراير تعيّد. أغير ترتيب الأثاث وقد أبدل الموكيت .. ولا أزال أضع أغنية أهلا بالعيد.. أبحث عنها على الإنترنت لأنها تذكرني بأمي.. لكن أمي تضحك وتقول لي إنني دقة قديمة وهي نفسها توقفت عن هذا".
تقول إنها تحب العيد في لندن، التي يسمح فيها بيوم عطلة للطلاب المسلمين ليحتفلوا، لكنها اضطرت إلى تغيير طريقة الاحتفال - بعد حديث مع ابنتها الصغرى.
"كانت ابنتي صغيرة وقالت لي يوما 'هل يمكن أن نغير ديننا؟ الكريسماس أحلى! ' فقررت أن أغير طريقة الاحتفال: صرت أزين البيت وأغلف الهدايا ليجدنها في صباح العيد، وصرت أشتري لهن بيجامات العيد".
تقول لوليا: "عاجبني هالجيل بشكل كبير.. متصالح ما حاله. لما كنا صغار كنا نخجل من لهجة أمهاتنا (أثناء التحدث بالإنكليزية) في اجتماع المدرسة من الأهل .. كثير من البنات من يلي أعرفهم كانوا يخجلوا شوي من العيد في لندن.. لأنه كان يظهر أننا مختلفون. اليوم صار الأمر عادي.. صار المختلف هو موضة.. وصار الأولاد يتحدثون عن كل هذه الأمور على السوشال ميديا".