آخر الأخبار

التشكيلي شهاب المقرمي: الحرب دفعتنا إلى بيع لوحات بورتريه للزبائن حسب الطلب

الفنان شهاب: تبعات الحرب أثرت فينا كثيرا ماديا ومعنويا

الفنان شهاب: تبعات الحرب أثرت فينا كثيرا ماديا ومعنويا

المهرية نت - القدس العربي
الاربعاء, 24 يونيو, 2020 - 01:01 صباحاً

قال الفنان التشكيلي اليمني شهاب المقرمي، إن الحرب والأوضاع دفعت به إلى نشر إعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، عن تقديم خدمة رسم صور بورتريه للزبائن بمقابل مادي زهيد.

 

وأضاف في حوار مع صحيفة "القدس العربي"، أن إعلاناته لقيت تجاوبا لا بأس به من بعض زوار حساباتي في وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه تلقى منهم طلبات للرسم، من أجل تغطية بعض نفقات المعيشة.

 

وبشأن نجاح الفكرة، أوضح المقرمي، "إلى حد ما نعم، ولكن فقط لتغطية المتطلبات الأساسية والضرورية جدا التي تعيننا على البقاء على قيد الحياة، ولله الحمد مرت خمس سنوات من الحرب وما زلنا عايشين، وفي تقديري أن تعيش من مهنة الرسم في بلداننا العربية هذا يعد نجاحا كبيرا".

 

وحول مدى تأثير ظروف الحرب على المعيشة، أكد شهاب، أن "تبعات الحرب أثرت فينا كثيرا ماديا ومعنويا، ابتداء من القلق والخوف وانعدام الأمان، مرورا بالضائقة المالية الكبيرة التي خنقت معيشتنا، وانتهاء بعدم الاستقرار وانعدام الرؤية للمقبل، الذي يبدو أنه سيكون أسوأ، ما جعل من الصعوبة بمكان أن يمارس الفنان إبداعاته بشكل طبيعي في ظل هذه الظروف غير الطبيعية". 

 

وعن اهتماماته الفنية الحالية، أجاب شهاب، أنه يعكف، حاليا على خلق مسار إبداعي جديد لأعمالي الفنية، في محاولة مني للتجديد في أسلوبي الفني في الرسم، والابتعاد عن أسر رسومات البورتريه، التي استهوتني كثيرا طوال مشوار العقدين الماضيين من عملي الفني.

 

ورداً على سؤول حول مصير مشروع رسم لوحات الوجوه الجماعية للمشهورين من أعلام السياسة والفن والغناء والإعلام محليا وخارجيا، أجاب الفنان شهب بالقول" العقد الماضي كرّست ريشتي لرسم تلك اللوحات الفنية، لأنه في تقديري كانت مرحلة مهمة، خرجنا منها بنشر كتاب «وجوه رصاصية» الذي يحتوي كل لوحات الوجوه التي رسمتها خلال تلك الفترة، كما أنجزت عدة إصدارات من لوحة «الذاكرة الشهابية»، التي تحوي نحو 300 وجه لشخصيات المؤثرين حول العالم سلبا وإيجابا، خيرا وشرا".

 

وعن وجود دعم من أي جهة حكومية أو رعاية من أي جهة ثقافية أخرى، أعرب الفنان شهاب المقربي عن أسفه لذك قائلاً: " لم نجد أي شيء من ذلك وكل هذه الجهات مشغولة بأمور أخرى، ولا يوجد لديها أي اهتمام بالجوانب الثقافية أو الفنية والإبداعية، حيث تعد هذه الأمور آخر شيء تفكر فيها"

 

وحول أصداء أعمال الفنان على الصعيد المحلي والخارجي، أوضح شهاب أن "الجمهور قابل أعماله الفنية برضا وتجاوب كبيرين، محليا وخارجيا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، وحظيت باهتمام جيد من قبل الجمهور العام ولكنها لم تجد لها الصدى المطلوب من قبل الجهات المهتمة بالجوانب الفنية والثقافية.

 

وعن المشاريع المستقبلية لشهاب، قال الفنان اليمني "إن المشاريع المستقبلية والأمنيات كثيرة، لكن ضيق ذات اليد تحول دون ذلك، إلى حد كبير، ورغم ذلك ما زلت أشتغل على تجهيز لوحات لمعارض فنية مستقلة وخاصة لبعض الرموز والشخصيات اليمنية البارزة، بالإضافة إلى بعض الشخصيات العربية والعالمية"

 

ورداً على سؤال هل تعتقدون أنه بالإمكان تحقيق هذه الطموحات في ظل الظروف الراهنة التي تعصف بالبلد، والتي أصبح فيها الفن آخر اهتمامات الناس؟ أجاب شهاب "الأمر يعتمد على تحسن الظروف العامة وعلى صمودنا في هذا الطريق وعلى تغير نظرة اهتمام الجهات المعنية بالفن والإبداع ومنحها الرعاية المطلوبة.

 

وخلال العقد الماضي، برز الفنان شهاب برسوماته الفريدة ولوحاته الإبداعية التي تضم صور بورتريه للشخصيات المشهورة والمؤثرة محليا وعالميا، على كل الأصعدة السياسية والفنية والإعلامية والرياضية.

 

واستطاع المقرمي أن يخلق مدرسة خاصة به في الفن التشكيلي في اليمن، جمع في لوحاته بين المتناقضات من وجوه المشهورين والمؤثرين، من مختلف الاتجاهات الفكرية والتوجهات السياسية، محليا وعالميا، جمع فيها بين صورة السياسي والفنان والرياضي والتاجر والصحافي والمفكر والإرهابي والمؤثر، بمزج إبداعي نشرها في عدة إصدارات من لوحاته، كنوع من التوثيق الصوري لتلك الشخصيات للأجيال القادمة أطلق عليها تسمية (الذاكرة الشهابية).

 

وعاني شهاب المقرمي، كفنان معاناة شديدة جراء الحرب الراهنة، وما سبقها من أزمة سياسية قضت على الوضع المعيش للجميع، وفي مقدمتها المبدعين والفنانين، الذين لم يجدوا من يقف إلى جانبهم لإقالة عثرتهم، أو يدعمهم للاستمرار في مشوارهم الإبداعي، حتى لا تتوقف ريشتهم عن النبض بالحياة.

 




تعليقات
square-white المزيد في ثقافة وفنون