آخر الأخبار
الجزائر لممثل حركة حماس: عازمون على دعم القضية الفلسطينية في مجلس الأمن
الجمعة, 02 فبراير, 2024 - 04:48 مساءً
وجّه صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة والرجل الثاني بروتوكوليا في الجزائر، التحية لصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الجزائر عازمة على دعم القضية الفلسطينية في مجلس الأمن وتسريع وتيرة تصفية الاستعمار في العالم.
وخلال استقباله باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في غزة ورئيس دائرتها السياسية بمعية يوسف حمدان، ممثل حركة حماس بالجزائر، جدد رئيس مجلس الأمة التنديد بالمجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين أمام مرأى ومسمع منظمات دولية متقاعسة، ومجتمع دولي متخاذل يستند إلى تحالفات مخزية على حساب القيم الإنسانية والمبادئ العالمية والمواثيق الدولية.
وأكد قوجيل حق الشعب الفلسطيني المشروع في المقاومة، مجددا موقف الجزائر الثابت واللامشروط، المساند له في كافة الظروف، والداعم لحقه غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وهو الموقف الذي قال إن “الرئيس عبد المجيد تبون عبّر عنه في مداخلاته على كافة المنابر الدبلوماسية، وتجسد في عديد تعليماته آخرها توجيهه بعثة الجزائر الدائمة لدى الأمم المتحدة، بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، من أجل إعطاء قوة إلزامية للحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية حول الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة”.
كما حرص رئيس مجلس الأمة، على توجيه التحية لصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، معبرا عن يقينه بأن النصر قادم لا محالة. وضرب قوجيل وهو أحد ضباط جيش التحرير زمن الاستعمار، مثالا بثورة نوفمبر في الجزائر، مشيرا إلى أن من عوامل نجاحها أنها كانت بلا قيادة فردية أو ريادة حزبية، وأنها حققت النصر بفضل وحدة الجزائريين وتنازلهم عن انتماءاتهم السياسية، داعيا الفلسطينيين إلى التمسك بالوحدة والمصالحة الوطنية، وإحباط كل دعوة إلى التفرقة التي يتغذى عليها الاحتلال.
وتحدث قوجيل عن مجازر الثامن أيار/مايو 1945 في الجزائر والتي راح ضحيتها 45 ألف شهيد، وهي مجازر تلت مظاهرات جزائريين طالبوا فرنسا بتحقيق وعودها بالاستقلال بعد مساعدتهم لها في دحر الاحتلال النازي على أرضها في الحرب العالمية الثانية، لكنها قابلت ذلك بوحشية ودموية. ولفت رئيس مجلس الأمة إلى أنه سرد هذا المثال، ليبين أن وحشية الاحتلال تتناسب طرديا مع قرب هزيمته.
وبخصوص مساندة القضية المركزية، أكد قوجيل أن الجزائر عازمة على العمل من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي للفترة 2024-2025 من أجل دعم القضية الفلسطينية وتسريع وتيرة تصفية الاستعمار في العالم.
وقابل رئيس الدائرة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية، كلام قوجيل بالإشادة بمواقف الجزائر الداعمة لفلسطين، ووفائها لمبادئها، واستماتتها في الدفاع عنها من منبر مجلس الأمن الدولي، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل وقف شامل لإطلاق النار في غزة وإيقاف جريمة الإبادة الجماعية، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية.
وبخصوص المطالب المرفوعة، أكدّ أن حركة “حماس” والمقاومة تطالب بوقف إطلاق نار شامل ومعلن يفضي إلى تحرير الأسرى من مختلف الفصائل ويفتح الباب واسعا على الأعمال الإغاثية من أجل توصيلها لأهالينا ومباشرة إعمار المناطق المدمرة والعمل قدما على بناء وحدة وطنية متينة تتأسس على التوافق التمثيلي وفق رؤية فلسطينية جامعة.
كما تطرق القيادي البارز في حماس إلى فداحة الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون من أجل استعادة أرضهم المحتلة، مشفوعا بإيمان قوي بعدالة القضية الفلسطينية ونهاية الاحتلال الإسرائيلي، مشيدا بصمودهم الجبار أمام هول الجرائم الإسرائيلية، وتمسكهم الإرادي بخيار المقاومة الذي لا رجعة فيه.
وفي السياق، استعرض باسم نعيم، آخر التطورات الحاصلة في قطاع غزة، وحصيلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي بلغت عشرات الآلاف من الشهداء ودمارا كاملا للمباني والمستشفيات ومنشآت الحياة في جريمة متكاملة ضد الإنسانية.
كما أشار إلى الوجه الآخر للمأساة من خلال نجاح المقاومة الفلسطينية في كشف السرديات الكاذبة للمحتل الإسرائيلي، وكذا، فضح المخططات الخفية لطمس القضية والهوية الفلسطينية وتكريس اغتصاب حق الشعب الفلسطيني في الأرض والعودة، من خلال ترتيبات مجحفة وتحالفات إقليمية ودولية انتهازية، تتجاوز الفلسطينيين وترجو حسم الصراع لصالح المحتل.