واصلت الضفة الغربية انتفاضتها ضد الاحتلال الإسرائيلي تضامنا مع قطاع غزة، حيث انطلقت المسيرات من مراكز المدن الرئيسة بعد صلاة الجمعة مباشرة، فيما شيعت جماهير حاشدة جثامين 5 شهداء سقطوا برصاص الاحتلال خلال مواجهات وفي الاثناء واصل جيش الاحتلال عقابه الجماعي عبر سياسة الاعتقال اليومية التي وصلت أرقاما غير مسبوقة.

وفي التفاصيل، شيعت جماهير حاشدة من أبناء محافظة جنين، جثامين أربعة شهداء سقطوا في مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين.

والشهداء هم: عبد الله بسام أبو الهيجاء من بلدة اليامون، وأيسر محمد العامر (24 عاما) من مخيم جنين، وجواد عبد السلام التركي (22 عاما)، من الحي الشرقي بالمدينة، ومحمد أحمد صادق قبها (25 عاما) من قرية طورة بمنطقة يعبد.

وانطلقت مسيرة التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي، وقد حمل المشيعون جثامين الشهداء على الأكتاف، وجابوا شوارع المدينة ومخيمها، بمشاركة آلاف المواطنين، الذين رددوا الهتافات الغاضة والمنددة بالاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وطالبوا بالانتقام واستمرار المقاومة.

ونعت حركة “فتح” إقليم جنين وفصائل العمل الوطني والإسلامي الشهداء الأربعة، وعم الإضراب الشامل في جنين ومخيمها واليامون وطورة، حدادا على أرواحهم.

ونعت “سرايا القدس” القائد الميداني أيسر محمد العامر “أحد أبرز قادة وأبطال كتيبة جنين، الذي ارتقى اليوم الجمعة، أثناء قيامه بواجبه الجهادي دفاعاً عن المخيم ونصرةً لغزة ضمن معركة طوفان الأقصى”.

وكانت مصادر محلية، قالت إن أكثر من 60 دورية عسكرية للاحتلال ووحدات من وحدة الاغتيالات الإسرائيلية الخاصة “يمام” قد اقتحمت الليلة الماضية جنين، ونشرت القناصة على أسطح المباني، بينما شهدت سماء المدينة ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال المسيرة والحربية.

وبحسب المصادر، استخدمت قوات الاحتلال الجرافات خوفا من العبوات الناسفة التي قد تكون المقاومة زرعتها، وأن الجنود لا يغادرون دورياتهم بانتظار أن تفتح لهم الجرافات ثغرة للوصول لقلب المخيم.

وتمكن المقاومون من إعطاب عدة دوريات عسكرية للاحتلال خلال المعركة بجنين، كما قامت قوات الاحتلال بإغلاق الطرق المؤدية للمخيم بالسواتر الترابية في محاولة لعزله عن محيطه وخاصة مدينة جنين.

وقالت كتائب القسام في جنين، “إن مقاتلينا يخوضون اشتباكات مسلحة عنيفة للتصدي لقوات الاحتلال المتوغلة لجنين”، كما أشارت سرايا القدس في المخيم لاستهداف قوة لجيش الاحتلال وعدد من الآليات في محيط مستشفى ابن سينا بصليات مركزة ومباشرة من الرصاص ضمن معركة طوفان الأقصى.

وتحدثت كتيبة جنين عن اشتباكات مخيم جنين وقالت إن مقاوميها نفذوا عمليات قنص وأوقعوا جنود العدو في سلسلة كمائن وحقول النار.

وفي محافظة قلقيلية، شيعت جماهير حاشدة جثمان الشهيد الشاب قسام أسامة عبد الحافظ (26 عاما)، إلى مثواه الأخير.

وانطلقت جنازة الشهيد عبد الحافظ من أمام مستشفى درويش نزال الحكومي بمدينة قلقيلية، وصولا إلى منزل ذويه في المدينة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن ثم أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه في المسجد الفاتح، قبل مواراته الثرى في مقبرة الشهداء.

وكان عبد الحافظ، قد استُشهد فجر اليوم متأثرا بإصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامهم المدينة.

هدم منزل العاروري

وفي سياق استمرار الاعتداءات الإسرائيلية نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن قائد المنطقة الوسطى في الجيش أنه وقع أمرًا بهدم منزل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الموجود في قرية عارورة.

وفي ذات السياق، هدم جيش الاحتلال محلا تجاريا في قلقيلية بدعوى نشره منشورا على “الفيس بوك” يعود للمواطن أيمن الأشقر في حي “الظهر” بقلقيلية.

وعلق جيش الاحتلال على مدخل المحل يافطة مكتوب عليها: “هذا المتجر يدعم الإرهاب”.

ميدانيا، انطلقت عشرات المسيرات الغاضبة والمنددة بالجرائم بحق المدنيين في قطاع غزة التي دعت إليها كل من حركة المقاومة الإسلامية حماس والجبهة الشعبية وحركة فتح.

ودعت الفصائل المواطنين للمشاركة في مسيرات “طوفان جماهيري” بعد صلاة الجمعة رفضًا لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

في الأثناء، أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص إسرائيلي، في وقت اعتقلت قوات الاحتلال 19 فلسطينيًا بينهم سيدة، في أرجاء متفرقة من الضفة المحتلة، عقب اقتحامها عدة مدن وقرى ومخيمات.

واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال نابلس من الجهتين الشرقية والغربية، وسيرت آلياتها في شوارعها، وتركز الاقتحام في حي رفيديا.

وقد اشتبك مقاومون فلسطينيون مع هذه القوات التي اقتحمت شرق المدينة، في محاولة لاعتقال عدد من الفلسطينيين.

واقتحمت قوات الاحتلال الخليل، واعتقلت عددا من عمال قطاع غزة عند اقتحامها بلدة الظاهرية جنوب المدينة.

وفي جانب الاعتقالات اليومية، قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت (70) فلسطينياً على الأقل من الضّفة، بينهم سيدتان وصحافي، فجر الجمعة.

وأضافت المؤسستان أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظات: بيت لحم، الخليل، والقدس، وتوزعت بقية الاعتقالات على غالبية محافظات الضّفة.

وبحسب مؤسسات الأسرى، ترتفع حصيلة الاعتقالات منذ السابع من أكتوبر، تاريخ بدء معركة (طوفان الأقصى) إلى أكثر من (1530) حالة اعتقال، ضمن عملية الانتقام الجماعية الممنهجة بحّق أبناء شعبنا.