آخر الأخبار

اختتام القمة العربية في الجزائر: تمسك بمبادرة السلام ودعوة لمحاسبة إسرائيل ورفض للتدخلات الخارجية

المهرية نت - القدس العربي
الاربعاء, 02 نوفمبر, 2022 - 11:50 مساءً

أسدل الستار أمس في الجزائر العاصمة على أشغال الدورة العادية الحادية والثلاثين للقمة العربية، بتلاوة “إعلان الجزائر” الذي جدد تمسك القادة العرب بمبادرة السلام العربية كإطار لحل القضية الفلسطينية، والتأكيد على رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.

 

بعد جلسة أشغال مغلقة وأخرى مفتوحة تخللتهما كلمات القادة العرب وممثلي الدول الذين طلبوا الكلمة، انتهت أشغال قمة “لمّ الشمل العربي” التي امتدت ليومين، بالتوافق على “إعلان الجزائر” الذي تلاه ممثل الجزائر السفير نذير عرباوي.

 

وخصص المحور الأول من هذا البيان بالكامل لفلسطين، حيث تضمن التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.

 

كما تم التأكيد على “التمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والتزامنا بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وحل الصراع العربي – الإسرائيلي على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.

 

وشدد الإعلان على “ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، والدفاع عنها في وجه محاولات الاحتلال المرفوضة والمدانة لتغيير ديمغرافيتها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، بما في ذلك عبر دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية”.

 

كما دعا القادة العرب إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ضد الفلسطينيين، و”التأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، مع ضرورة دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني”.

 

وأشاد الإعلان بالجهود العربية المبذولة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني والترحيب بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على “إعلان الجزائر” المنبثق عن “مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”، ومرافقة الفلسطينيين نحو تجسيد الخطوات المتفق عليها ضمن الإعلان المشار إليه.

 

وفيما يخص الأوضاع في الوطن العربي، دعا الإعلان إلى العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقوية والمائية والبيئية، والمساهمة في حل وإنهاء الأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية ويلبي تطلعات شعوبها في العيش الآمن الكريم.

 

كما أكد على رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية – العربية.

 

وأعرب القادة العرب عن التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية من خلال حل ليبي- ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمنها وأمن جوارها، ويحقق طموحات شعبها في الوصول إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم.

 

كما أكدوا على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ومباركة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة، مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية.

 

وأعلنت وثيقة قمة الجزائر عن قيام الدول العربية بدور جماعي قيادي للمساهمة في جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويحقق طموحات شعبها ويعيد لها أمنها واستقرارها ومكانتها إقليميا ودوليا.

 

كما أبدى الإعلان الترحيب بتنشيط الحياة الدستورية في العراق بما في ذلك تشكيل الحكومة والإشادة بجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية وتجسيد آمال وتطلعات الشعب العراقي، مع تثمين النجاحات التي حققها العراق في دحر التنظيمات الإرهابية والإشادة بتضحيات شعبه في الدفاع عن سيادة البلاد وأمنها.

 

وتم تجديد التضامن مع الجمهورية اللبنانية للحفاظ على أمنها واستقرارها، وتجديد الدعم لجمهورية الصومال الفيدرالية من أجل توطيد دعائم الأمن والاستقرار ودعم الجهود المتواصلة لتحقيق حل سياسي بين جيبوتي وإريتريا فيما يتعلق بالخلاف الحدودي وموضوع الأسرى الجيبوتيين.

 

وبشأن الأوضاع الدولية، أكد الإعلان على ضرورة مشاركة الدول العربية في صياغة معالم المنظومة الدولية الجديدة لعالم ما بعد وباء كورونا والحرب في أوكرانيا، كمجموعة منسجمة وموحدة وكطرف فاعل لا تعوزه الإرادة والإمكانيات والكفاءات لتقديم مساهمة فعلية وإيجابية في هذا المجال.

 

وأبرز الالتزام بمبادئ عدم الانحياز وبالموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا الذي يقوم على نبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام عبر الانخراط الفعلي لمجموعة الاتصال الوزارية العربية (التي تضم الجزائر، مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، العراق والسودان والأمين العام لجامعة الدول العربية) في الجهود الدولية الرامية لبلورة حل سياسي للأزمة يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

 

كما تم تثمين السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف “أوبيك +” من أجل ضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة واستدامة الاستثمارات في هذا القطاع الحساس ضمن مقاربة اقتصادية تضمن حماية مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.

 

وفي ختام أشغال القمة، قال الرئيس عبد المجيد تبون، إن القمة العربية التي احتضنتها بلاده شكلت محطة هامة لتعزيز التضامن العربي، مبرزا أن “القرارات الطموحة التي خرجت بها قمة الجزائر “تدفعنا الى مضاعفة الجهود خلال فترة رئاستنا للمجلس من أجل العمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه”. كما نشّط وزير الخارجية رمطان لعمامرة والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ندوة صحافية، أكدا فيها نجاح القمة وتطلع القادة العرب لتنفيذ كل مخرجاتها.

 

وفي حدث رمزي عقب نهاية القمة، أشرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على وضع حجر الأساس لبناء “إقامة دولة فلسطين”، وذلك بمحاذاة مقر السفارة بأعالي الجزائر العاصمة.

وسيقام هذا البناء على قطعة أرض وهبت من طرف الدولة الجزائرية إلى دولة فلسطين بتوجيهات من الرئيس تبون، وفق السلطات الجزائرية.

 

من جهة أخرى، وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأربعاء، دعوة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة الرباط من أجل “الحوار”.

 

وغاب الملك محمد السادس عن حضور القمة العربية العادية الحادية والثلاثين التي عُقدت بالجزائر الثلاثاء والأربعاء 1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وترأس وفد المغرب وزير خارجيتها ناصر بوريطة.

 

وقال بوريطة لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء إن الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري تبون إلى زيارة المغرب من أجل “الحوار”، بعدما لم يتسن ذلك خلال القمة العربية.

 

وحتى الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، لم تعقب السلطات الجزائرية على الدعوة المغربية.

 

وأضاف بوريطة أن الملك محمد السادس أعرب عن نيته خلال الأيام الأخيرة في زيارة الجزائر، التي دُعي إليها لحضور القمة العربية. واستدرك: لكن الوفد المغربي “لم يتلق أي تأكيد من الجانب الجزائري بواسطة القنوات المتاحة”، بعدما طلب توضيحات عن الترتيبات المقررة لاستقبال الملك.

 

وأعرب عن أسفه “لعدم تلقي أية إجابات عبر القنوات الملائمة” .

 

والإثنين، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن بلاده تبلغت رسميا بغياب الملك محمد السادس عن القمة، وإن مشاركته كانت ستحقق فرصة للقاء قائدي البلدين.




تعليقات
square-white المزيد في عربي