آخر الأخبار

سباق الهجن.. موروث عماني لرياضة شعبية لا زال بريقها متوهجا

سباق الهجن

سباق الهجن

المهرية نت - الأناضول
الخميس, 04 يناير, 2024 - 12:46 مساءً

أعداد كبيرة من الإبل تزاحمت بين الثلاثاء والخميس، في ميدان الفليج بولاية بركاء في محافظة جنوب الباطنة العمانية، في إطار فعاليات السباق العامّ للهجن 2024، الذي يمثل موروثًا عمانيا لرياضة شعبية لا تفقد بريقها.

 

المنافسات هذا العام يشارك فيها ألفٌ من الإبل، بين ناقة وقعود (ذات الأعمار الصغيرة)، وسط إقبال حاشد من الجمهور المحب لهذا السباق المرتبط بأصالة البلد.

** تنافس مثير

منافسات سباق الهجن للعام 2024، بحسب المعلومات العمانية الرسمية، نظمتها "الهجانة السلطانية بشؤون البلاط السلطاني"، لمدة 3 أيام في 2 و3 و4 يناير/كانون الثاني الجاري، بمشاركة مُلّاك ومدرّبي الهجن من مختلف محافظات سلطنة عُمان.

 

ووفق متابعة الأناضول، كل ناقة مشاركة في السباق تعلو سنمها دمية في يدها ما يشبه السوط، ويحرّكها صاحب الناقة إلكترونيا عن بعد، بينما يتابع السباق من داخل سيارته الفاخرة ويصدر عبارات حماسية تشد من أزر ناقته كي تواصل الجري في مضمار التنافس.

 

ما أن يرفع حاجز قماشي كانت تقف خلفه أعداد من الإبل المتنافسة في اليوم الأول من السباق، حتى بدا الجميع متشوقًا لمتابعة أشواط من التنافس والإثارة في مضمار كبير، يحاط بسياج من الجانبين.

 

وكلما زاد تقدم إحدى النوق في المضمار، تقدم صاحبها بمحاذاتها بسيارته على أحد جانبي سياج المضمار، حيث لا يتوقف عن دعمها بحماسة.

 

سباق الانطلاق يوم الثلاثاء شهد إقامة 25 شوطًا لفئة الحجائج (أعمار مختلفة من الإبل) منها 16 شوطًا للأبكار، و9 أشواط للقعدان (صغار السن) لمسافة 4 كيلومترات، شاركت فيه أكثر من ألف ناقة وقعود.

 

ومن أبرز النوق التي نالت المركز الأول في تلك الأشواط، سبا، شواهين، مرموقة، بشاير، وقيادة، وحربة، ورزان، وأسطورة، ومواري، وفيضة، وأثير، والماهر، وهجام، وأدهم، وفق المعلومات الرسمية.

 

وعلى هامش السباق، أشار عبدالله بن عامر الحجري مساعد مدير عام الهجانة السلطانية، في تصريحات للأناضول إلى المشاركة الكبيرة من ملاك ومضمري (مدرّبي) النوق والتي تصل إلى ألف ناقة وقعود، مشيدا بالاستعدادات والتجهيزات.

 

 

ولم يختلف اليوم الثاني من السباق الشهير بسلطنة عمان عن يوم الانطلاق، فالمشاركة "كانت واسعة من مُلّاك ومدرّبي الهجن من مختلف محافظات السلطنة"، كما ذكرت وكالة الأنباء العمانية، الأربعاء.

 

وشهدت منافسات اليوم الثاني إقامة 18 شوطا، لمسافة بين 5 كيلومترات و2 كيلومتر بمشاركة قرابة 500 ناقة وقعود، مع تتويج بالمراكز الأولى بتلك الأشواط شمل أسماء العديد من النوق أبرزها "الهنوف"، و"غارة".

 

ووفق وكالة الأنباء العمانية، تُختتم اليوم الخميس، منافسات السباق العام للهجن 2024 بإقامة 16 شوطا، لمسافة بين 8 كيلومترات وكيلومترين.

** موسم الترحال

ليس طريق الإبل مفروشًا بالمسابقات والتنافس فقط في أرجاء سلطنة عمان، بل هو أيضًا مليءٌ بالترحال التراثي السنوي الذي يحافظ عليه العمانيون، والذي يعرف باسم "الخطلة".

 

ففي كل عام و"بعد انقشاع سحب الخريف وانكشاف الضباب على سهول وجبال محافظة ظفار، ومع بدء فصل الربيع المسمى الصرب محليا تبدأ الخطلة التي تعود فيها آلاف من الإبل إلى الانتشار بالجبال والوديان بعد أن قضت فصل الخريف في سهول المحافظة"، وفق ما ذكرته صحيفة "عُمان" في موقعها الإلكتروني نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.هذا الترحال السنوي أو خطلة الإبل السنوي يعدّ أشبه بـ "مشهد احتفالي تراثي حافظ عليه مُربّو الأبل بظفار سنويا على مدى عصور متعاقبة ويصاحب ذلك ترديد الأهازيج والفنون التراثية"، وفق ما توضح الصحيفة.

** ثروة وموروث

وفي سلطنة عمان، "انتقلت الإبل من اعتبارها موروثًا، لتكون الآن مصدرَ دخلٍ تَعتمدُ عليه شريحةٌ واسعةٌ من المواطنين"، وفق مقال للكاتب العماني يوسف بن حمد البلوشي، في صحيفة الرؤية العمانية في يناير 2023.

 

وأنشئت مؤسستا "الهجّانة السلطانية" و"الاتحاد العُماني للهجن"، وتعملان على "الاهتمام بالإبل في السلطنة كموروث حضاري ورياضة شعبية"، يضيف البلوشي.

وكما يوضح الكاتب العماني، هناك اهتمام من قبل شركات القطاع الخاص وخاصة الشركات النفطية التي أولت موضوع الهجن أهمية كبيرة، حيث تشارك في المساهمة المجتمعية في إنشاء مضامير الهجن وتنظيم السباقات وتوفير العيادات والمختبرات الخاصة بالاهتمام بالهجن.

 

وبحسب البلوشي، تشير التقديرات إلى وجود ما يربو عن 300 ألف رأس من الإبل بالسلطنة، 60 بالمئة منها في محافظة ظفار، تليها محافظة شمال الباطنة بنسبة 15 بالمئة، ثم محافظة شمال الشرقية بنسبة 10 بالمئة وتمتاز بتوافر إبل السباق، في حين تنتشر الـ15بالمئة المتبقية في باقي محافظات السلطنة.


كلمات مفتاحية: سباق الهجن سلطنة عمان


تعليقات
square-white المزيد في رياضة