آخر الأخبار
في عيد الفطر.. يمنيون بلا ملابس جديدة بسبب الفقر (تقرير خاص)
من صلاة العيد في شبوة
الإثنين, 02 مايو, 2022 - 04:02 مساءً
يحتفي اليوم العالم الإسلامي بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك عن طريق ارتداء الملابس الجديدة وتبادل الهدايا وشراء جعالة العيد للأطفال، فيما تعيش العديد من الأسر اليمنية أوضاعاً مأساوية حرمت الأطفال بسمتهم وفرحتهم بالعيد جراء ارتفاع أسعار كسوة العيد بشكل كبير عن الأعوام الماضية .
ويشكو الكثير من المواطنين من عدم قدرتهم على شراء كسوة العيد لأبنائهم رغم تحسن سعر صرف العملة المحلية حيث أصبح سعر الريال اليمني مقابل الريال السعودي اليوم الإثنين 270 ريال يمني بعد أن كان تجاوز الأربع مائة .
تقول المواطنة " أم ليان " إن " كسوة العيد هذا العام أصبح سعرها فوق الخيال ، حيث بات سعر كسوة الطفلة البالغة من العمر أربعة أعوام مكونة من " فستان وبنطلون " تجاوز (20 ألف ريال يمني ) وأكثر من ذلك في أغلب المحلات التجارية هذا العام . "
وأضافت للمهرية نت " زوجي يعمل بالأجر اليومي ويتسلم مقابل ذلك ثمانية آلآف ريال ، لكن عمله متقطع وليس بشكل مستمر ، ويعيل خمسة أفراد ."
وتابعت " كسوة العيد كل عام يرتفع سعرها ضعف السنة التي تمضي ، جراء تدهور الاقتصاد ، وعائلتي هذا العيد لن تلبس سوى كسوة العيد الماضي وذلك لانعدام الأعمال خلال هذا العام . "
وأردفت " نحن نمتلك كسوة العام الماضي ، لكن هنالك أسر لا تمتلك قوت يومها الأساسي ، نهيك عن كسوتهم التي أصبحت مشققة لعدم امتلاكهم غيرها . "
*كسوة بالية
يقول المواطن " عبده سعيد " للمهرية نت إن : " العالم يستقبل عيد الفطر بكسوة جديدة ، وتحضير طبق الكيك وشراء الهدايا وجعالة الأطفال بينما نحن اليمنيين نستقبل العيد بكسوة بالية ، وفي وجباتنا اليومية المعتادة . "
وأضاف " الحرب المستمرة منذ سنوات وارتفاع أسعار كسوة العيد والمواد الغذائية جعل الكثير من الأسر تترك فرحة العيد وتتجه فقط لتوفير وجبة العيش لأبنائها فقط ."
وتابع " أطفالنا سعادتهم وفرحتهم بالعيد باتت مخطوفة ، وليسوا كغيرهم من الأطفال في بقية البلدان العربية والإسلامية ، الذين يستمتعون بوقتهم أثناء العيد من خلال شراء الألعاب النارية والذهاب إلى الحدائق والمنتزهات . "
فيما يقول المواطن " صديق حمران " إن : " الشعب اليمني يعيش في أزمة تزداد يوماً بعد يوم ، وبسببها ذهبت البسمة المرسومة في وجوه الأطفال بيوم العيد ."
وأضاف " بات رب الأسرة غير قادر على شراء كسوة العيد لأطفاله بسبب ارتفاع الأسعار الباهضة للملابس خاصة في هذه الأيام مع انعدام رواتب الموظفين و فرص الأعمال ."
وتابع " ذهبت إلى السوق لأشترى ملابس لي تفاجأت لارتفاعها الجنوني ، فاشتريت بنطلون ب12ألف بينما في العام الماضي أخذت بدله "بنطلون وشميز " ب12ألف ، فالمبلغ الذي اكتسيت فيه العام الماضي لم اشتر به سوى بنطلون . "
*عيد صعب
من جهته ، يقول الناشط " عبد الله البركاني " إن : " العيد هذا العام من أسوأ الأعياد على الشعب اليمني ، وذلك لتفاقم الأزمة جراء التدهور المعيشي في ارتفاع أسعار السلع الغذائية و الملابس وانعدام الأعمال والأشغال وتقليص بعض الشركات للعاملين فيها أدى إلى حدوث بطالة ، وأصبح " 85٪ "من اليمنيين عاطلين عن العمل. "
وأضاف " الأسر المتعففة و التي كانت تمتلك مصدر دخل وقادرة في شراء جميع احتياجتها باتت هذا العام غير متمكنة من شراء متطلباتها كالسنة الماضية . "
وتابع " المعاناة هذا العام شملت جميع الأسر بدون استثناء ، حتى الأغنياء والفقراء أصبحوا متساويين ، وخصوصاً في قدرتهم على شراء الملابس بدلة واحدة فقط لأولادهم . "
وأردف "رغم تحسن سعر الصرف إلا أن أسعار الملابس غالية ومرتفعة ، والأسر المعتمدة على مصدر خارجي من خارج اليمن وذات الدخل المتحسن باتت تعاني من سعر صرف العملات الأجنبية جراء انخفاض سعرها وارتفاع أسعار الملابس والمواد الغذائية . "
وأشار إلى أن " هنالك مبادرات مجتمعية تقوم بتوزيع كسوة العيد للأطفال اليتامى والنازحين في بعض المناطق ."
*عيد العافية
يقول الناشط" شعيب الأحمدي " إن :" العيد بات عيد العافية ، ليس كما كان في السابق عندما كنت طفلاً لا أعلم ما الدخل والخرج في أسعار الثياب ، كنت اتعجب عندما أسأل أمي عن العيد وماذا سنرتدي في يوم العيد.. كان جوابها دومًا العيد عيد العافية يا ولدي ."
وأضاف " لا أعلم ماذا كانت تقصد بذلك العمر لكن عرفته الآن بأن العيد عيد العافية فعلاً، والثياب ما هي غير أشكال نرتديها أمام الناس. "
وتابع " يعاني الإنسان اليمني اليوم من فقدان كل ملذات الحياة السعيدة ويفقد الطفل اليمني فرحة العيد، جراء الرواتب المنقطعة والنزوح والتشريد والفقر . "
وأردف " تنكسر ظهور الآباء والأمهات في هذه الأعوام عندما لا يقدرون أن ويفرحوا أولادهم بشراء كسوة العيد ، بسبب تجاوز أسعار ثياب الأطفال الصغار (21 ألف ريال) يمني وبعضها تجاوز 26 ألف ريال يمني . "
واختتم قائلاً : " أسعار خيالية وجنونية بامتياز يمارسها التجار دون رقيب أو حسيب ، فقد الطفل اليمني فيها ملذة العيد والأب بسمة طفله . "