آخر الأخبار

المصنوعات الفخارية في سقطري

الأحد, 17 مارس, 2024

اشتهرت في سقطرى العديد من الصناعات الطينية منذ القدم، بل كان جل اعتماد الناس في استخداماتهم اليومية من الأواني والماعون على ما ينتجونه بأيديهم، ولم يعرف الناس من الأواني غير الفخار إلى وقت قريب حينما بدأت تنشط التجارة فجلبت الأواني البرنزية والمعدنية والبلاستيكية وغيرها من ماعون الناس، وإلى اليوم ما زالت المصنوعات الفخارية تنتشر في أسواق سقطرى ويتبادلها الناس هدايا بينهم.
 
وهناك طرق فنية بديعة لصناعة الفخار والعديد من الناس يتقنون صناعة الفخار وخاصة النساء، ولكن منهم أناس ماهرون يتميزون بلمساتهم الفنية وجودة إنتاجاتهم الفخارية.

أول ما يهتم له صانع الفخار البحث عن الطين المناسب لصناعة الفخار، فهناك طين خاص يبحثون عنه بدقة ويعرفون لونه وجودته ويطلقون عليه اسم(طُعْهُر) وهو تراب أحمر يخلط به طين الأآتم  فيه عروق صفراء قاسية تأتي على شكل حصوات صغيرة، وهذه الألوان من الطين لا تتواجد في أي مكان فقد يطلبونه من الجبال أو من المناطق البعيدة.

بعد ذلك يتم خلط الطين بالماء ويتم عجنه جيدا حتى يصير متماسكا وسميكا يسهل تشكيله، ومن ثم تبدأ عملية تشكيل الأواني يدويا بالأصابع وبكوع اليد بحسب الأشكال المطلوبة من حيث الحجم والنوع،


ومن ثم يتم إيقاد النار على تلك الأواني لمدة ساعة أو أكثر وبعدها تصبغ بفصوص دم الأخوين وتشكل فيها النقاشات المطلوبة أو تعلم بخطوط مشكلة بالحديدة في فوهتها أو في رقبتها وخاصة الأواني التي تستخدم للطعام مثل الفوتي والجسفة ويعمل البعض فيها حزتين مثل الحزتين التي على رأس السكين وهذه من معتقداتهم أنها علامة للحلال والحرام.

حاليا اندثرت كثير من هذه المصنوعات وما بقي منها شهيرا: المباخر أو المجامر،  وهي التي يستخدمها الناس مجمرة للبخور وقد اشتهرت بها أسواق سقطرى ووصلت إلى كثير من المحافظات والدول العربية ويطلق الناس عليها بلغتهم المحلية مجماره.

الفوتي أو ڞادهر: وهو آنية طينية تستخدم للحلب وهي أحجام عدة ويدعي الناس قديما أن فيها البركة لذلك لا يستخدمون لحلب المواشي غير الفوتي أو ڞادهر والعجيب أنها لا تغسل بعد الاستخدام أو قبله بل يكفونها على فمها في وسط حوش الأغنام أو قريبا من موقد النار إلى اليوم التالي ينفضون غبارها ويستخدمونها مرة ثانية.

الجسفة: وحجمها أكبر من الفوتي تكون دائرة وفتحتها واسعة وتستخدم لجلب الماء أو لحفظه باردا وتترك في مكان ماء في الظل على النافذة أو في مكان يجلب الهواء وقد استخدمها الناس قبل وجود الثلاجات والحافظات، ومازال بعض الناس إلى اليوم يستخدمها ويفضل الشرب منها.

القومه: وهي بمقدار الجسفة وربما تكون أكبر أو أصغر ولكنها تختلف في شكلها وفتحتها الصغيرة وتستخدم لحفظ السمن،


وهذا مازال باقيا إلى اليوم من هذه المصنوعات الفخارية التي يصنعها بأنفسهم وبطرق تقليدية بدائية.


*المقال خاص بالمهرية نت *