آخر الأخبار
هل صارت سقطرى تل أبيب الصغرى؟
أصوات مزعجة ترن في مسامعك في أي لحظة تمر بها ومن أي ركن تعدي به أو زاوية وتسمعه في أي بيت أو محل تدخل عنده، هل صارت سقطرى تل أبيب الصغرى.
ربما المقارنة بين سقطرى وتل أبيب بعيدة قليلا أو غريبة وهناك بلا شك بين صفير الحرب وغيره، لكن العلاقة بينهما علاقة التصفير تلك.. التصفير الحاصل في سقطرى تصفير إلكتروني يصدر من عدادات كهربائية ركبت خلال الشهر السابق وما زال يجري تركيبها إلى الآن.
فقد زعمت الشركة الإماراتية المشغلة للكهرباء أن هذه العدادات تختلف عن السابقة بأنها أكثر أمانا وأضمن تشغيلا من السابقة وكلا النظامين يعتمد الشحن المسبق.
يأتي الزوار إلى سقطرى فيثيرهم أصوات هذا الصفير المتصاعد الذي تصدره هذه العدادات ويستغرب ويتعجب أحدهم من هذا الإزعاج المتعمد والصوت الذي يطن في مسامعه من كل مكان بشكل متواصل فقال:(سقطرى كلها تصفر) عبارة حقيقية وحساسة ولو كان عند هذه الشركة المشغلة للكهرباء إحساس بالذوق العام لسدت هذا الصوت.
ولكن أين تجد الذوق من رجل مصري أو عراقي يدير هذه الشركة بوصفه جنديا ينفذ ما قاله القائد دون أي نقاش خاصة وأنه لو ناقش أو توانى لفصل من الوظيفة.. جلبت هذه العدادات واستبدلت بالسابقة لأنهم يزعمون أنها عصية على الاختراق فيها نظام استشعار حساس لأي محاولة للاختراق.
نجح الناس بعد معاناتهم عن تسديد قيمة الكرت الكهربائي الباهظ الثمن في الوصول إلى ضبط العدادات والتسليك الداخلي منها أو من خلفها فتم اختراقها بنجاح ولذلك لم تجد الشركة بدا من استبدلاها بهذه العدادات البيضاء الطويلة المصحوبة بصافرة إنذار متواصل في حال انخفض الرصيد أو انتهى الكرت أو تم العبث بنظامه وأزراره.
وأنا على ثقة أن الناس يحاولون اختراق هذا العداد الحديث أيضا وسينجحون في ذلك، وقد ذكر لي أنه تم اختراقه فعلا وتم إسكات صوت الصفير ذلك وليس معنى هذا الكلام أني أشجع الاختراق سابقا أو لاحقا لكنه بيان أن الشعب اليمني جبار يتخطى كل التقنيات ويتجاوز العقبات ويفك الشفرات مهما كانت معقدة.
وهم في ذلك معذورون، فما الذي يمكن أن يفعله الناس المغلوبون على أمرهم من يحتاجون إلى الكهرباء ولا يستطيعون سدادها والتي تعد الأغلى في الجمهورية اليمنية على الإطلاق، وهو أيضا احتجاج ورفض للإذلال والإخضاع الذي تمارسه الشركة الإماراتية تجاه السكان في سقطرى.
ثم أليس من العار حين يأتي ضيوف إلى دارك ويرافق حديثهم معك طوال فترة جلوسهم صوت صفير يطن في آذاناهم بشكل متواصل كأنها موسيقى صاخبة؟ ألا يتوقعوا أن الكهرباء سوف تنقطع خلال فترة وجيزة؟ ألا يشعر هذا الأمر صاحب الدار بالحرج أمام ضيوفه، أو حين يدخل الزبون في محل ما أو بقالة ما أو مكتب ما فيواجههم هذا الصفير المتواصل، وماذا عسى أن يقول هؤلاء الزبائن على التاجر أو على ذلك المدير، ألا يتهموه بالفقر والعجز عن سداد قيمة شحن كهربائي بغض النظر عن معرفتهم بكلفته المالية.
بعد هذه الحاجة الماسة إلى الكهرباء وبعد هذه الإهانات التي تمارسها شركة الكهرباء الإماراتية أقول يحق لهؤلاء أن يبحثوا عن طريقة ليسكتوا هذا الطنين المقلق والإيقاع الصاخب وليكشفوا للشركة ومن ورائها أنهم عصاة على الإخضاع والإذلال، ولو زادوا في تأمين خدماتهم زدنا ثقتنا في اختراقها ولن نعجز ولن نقف.
*المقال خاص بالمهرية نت *