آخر الأخبار

استقطاب نخبة الشباب في شرق اليمن... صراع النفس الطويل

الإثنين, 27 نوفمبر, 2023

تحظى شريحة الشباب في محافظات شرق اليمن بأهمية كبرى من جميع التيارات والأحزاب في الساحة اليمنية، على رأسها المجلس الانتقالي وتيارات تدعمها المملكة العربية السعودية وغيرها، وذلك لما يمثله الشباب من أهمية، وقدرة كبيرة على تغيير المشهد السياسي مستقبلا، وقلب موازين القوى في المنطقة.

ظهرت خلال السنوات الأخيرة بعض من الاتحادات والمنتديات الشبابية التي تهدف لاستقطاب أكبر قدرا من نخبة الشباب المتعلمين، والمؤثرين الذين يمتلكون القبول في محيطهم ويعتبرون نماذج يقتدى بها، وعندهم الرغبة الكبيرة لتحقيق التحولات في المجالات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، ولا سيما في الوضع الراهن، وفي ظل ما تشهده البلاد من ضعف دور المؤسسات الحكومية، وشبه غيابها في مناطق الشرق، واليمن عموما.

في محافظة المهرة على سبيل المثال نشطت في السنوات الأخيرة عدد من الملتقيات الشبابية التي تندرج تحت غطاء لجنة الاعتصام السلمي المعروفة بمناهضتها للتواجد الأجنبي في مقدمته تواجد القوات السعودية والإماراتية في المحافظة، وكان لها حضور كبير في العديد من المجالات، وتفاعلها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتسليط القنوات التلفزيونية على أنشطتها، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المأمول من حيث الخطاب الجامع، والتخطيط المسبق، ودراسة رغبات الشاب المهري وعقليته وتطلعاته في السنوات القادمة، ما جعل المحسوبين على الطرف الآخر من أنصار المجلس الانتقالي يفكرون في تحشيد الشباب ومحاولة الاستقطاب التي بدأت قبل أعوام وما زالت مستمرة، ويعززها إشهار اتحاد شباب الغد بالمهرة المدعوم من دولة الإمارات، ويأتي بتخطيط وتنسيق عضو هيئة المجلس الانتقالي المحافظ الأسبق راجح باكريت .

بقية المحافظات الشرقية كحضرموت، وشبوة، وسقطرى ليست ببعيدة عما يجري، لكن المهرة هي الساحة الأبرز، وبحسب المعطيات سيبلغ فيها الصراع الخفي ذروته في الفترة القادمة.

وسيبقى صراع السيطرة على شباب المنطقة أشبه بمعركة ذات نفس طويل تميل الكفة فيها لأصحاب الاستراتيجية الواضحة والمشاريع الخدمية والثقافية والاجتماعية القريبة من طموحات الشاب المهري وأهدافه.
 

المزيد من محمد بلحاف