تلك بقاع تتبع الجمهورية اليمنية في وسط المحيط همشتها الجزيرة الأم محافظة سقطرى وتناستها الحكومة من قائمة اهتماماتها المحدودة، هذا التهميش تكشف انعدام الزيارات من قبل السلطة المحلية إلى تلك الجزر أو ندرتها، وإذا حصلت زيارة فهي ليست مقصودة وغير مخطط لها من قبل السلطة المحلية في سقطرى بل تأتي برفقة أحد الموفدين من الخارج إلى تلك الجزر.


حكومة الدكتور معين عبد الملك والمجلس الرئاسي لم يسبق لهم أن زاروا سمحة أو عبد الكوري، وما أظن أنهم يعرفونها قديما أو حديثا كما يعرفون كثيرا من المناطق السعودية أو الخليجية أو العالمية.


في الزيارة الأخيرة التي قام بها قائد قوات الواجب البقمي إلى سقطرى أجبر السلطة المحلية على الذهاب معه إلى جزيرة عبد الكوري، وقد حاولت السلطة المحلية دون تنفيذ الزيارة وعملت على تأخيرها وعرقلتها، لكن الرجل أصر على ضرورة الذهاب إلى هناك بشكل عاجل، حينها وجدت السلطة المحلية ورفقتها الإماراتية نفسها مجبرة على مرافقة قائد قوات الواجب غلى هناك.


كان الموكب مؤلفا من طاردتين على الأول قائد قوات الواجب العميد البقمي ومرافقيه والسلطة المحلية وحاشيتها، وعلى الطراد الآخر شلة المندوب الإماراتي أبي مبارك التي تم توجيهها من قبل بمنع الزيارة وعرقلتها، وفعلا تعمدوا تأخير القائد فترة طويلة في البحر بحجة ضياع الديرة وعدم معرفة الطريق إليها، وارتفاع الأمواج وغير ذلك من الأسباب التي أتاحت للطراد الآخر الوصول قبلهم بفارق زمني يقارب نصف يوم، وقاموا بتوضيب ما أرادوه على جزيرة عبد الكوري بحسب تسريب بعض المرافقين.


يذكر أن قائد قوات الواجب العميد البقمي تضايق مما رآه من استحواذ من قبل الجانب الإماراتي على عبد الكوري، وقد ذكر المرافقون الإعلاميون جملة من التصرفات الاستفزازية، فضلا عما تم استفزازه به من قبل في سقطرى حيث كانت المواكب المرافقة له بما فيها سيارة المحافظ تحمل أعلام الانتقالي وصور الزبيدي، ولم يكن هناك أي مظهر من مظاهر الحكومة الشرعية ، وفي لقاء جمع القائد البقمي بقيادات المحافظة صرح لهم بانزعاجه الشديد من هذه التصرفات، وقد ذكر البعض أن من أسباب عدم صرف المكرمة التي أعلن عن صرفها وجود الأعلام التشطيرية التي رافقته طوال فترة زيارته.


يذكر أن الإمارات تقوم بأعمال إنشائية متعددة على جزيرة عبد الكوري منها بناء القاعدة العسكرية وبناء المطار الذي تقوم به شركة العالمية للمقاولات، كما قامت ببناء بيوت سكنية للمواطنين.     
منذ فترة طويلة منعت الإمارات الزيارات والسياحة إلى جزيرة عبد الكوري وقد تم طرد العديد من الحملات السياحية قبل وصولها إلى الجزيرة، وهناك دوريات بحرية متواصلة حول الجزيرة تقوم بالتصدي لجميع الزيارات، وهذه الهيمنة وفرض الاستحواذ من قبل الجانب الإماراتي على تلك الجزيرة لا يعني أن المواطنين هناك حصلوا على امتيازات عالية بل على العكس من ذلك لم يحصلوا على الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وطرق وغير ذلك فهم يدرسون أولادهم في سقطرى وينقلون الحالات المستعصية لتلقي العلاج في سقطرى والبعض منها لا يصل إلا وقد فارق الحياة.


ومن غير المستبعد أن الإماراتيين قاموا بالاستحواذ على تلك الجزيرة بشكل كلي بالاتفاق مع الحكومة اليمنية الحالية التي لم تكلف نفسها بزيارة واحدة على الأقل إلى تلك الجزيرة.


أما عن جزيرة سمحة وهي الأقرب إلى سقطرى فلا اهتمام يذكر بشأنها لا من الحكومة ولا من السلطة المحلية، ولا من الجانب الإماراتي ولا من التحالف بشكل عام، وبالوصف الرياضي الدقيق فإنه لا يوجد سالب صفر(- 0) من الخدمات الأساسية على تلك الجزيرة فضلا عن الكمالية، ولم تقم الحكومة أو السلطة المحلية بأي زيارة تذكر إلى تلك الجزيرة. 


      *المقال خاص بالمهرية نت*