آخر الأخبار
القصة الكاملة حول سقوط عاصمة سقطرى بيد الانتقالي
للمرة الثانية على التوالي يستولي الانتقالي على مقر إدارة السلطة المحلية في سقطرى الكائن وسط العاصمة حديبو.
كانت المرة الأولى في منتصف رمضان، لكن الاستيلاء لم يستمر غير ربع ساعة من الزمن حيث دخلت قوات الحماية التابعة للمحافظ رمزي محروس وطردت المحتلين والذين اكتفوا بالنصر الموقت بعرض صورهم داخل مبنى السلطة المحلية وتوعدوا بالعودة مرة ثانية.
آنذاك تحفظت السلطة المحلية على الدور السعودي الواعد بالحماية لكنه لم يفعل ولم تدلِ بأي تصريح يجرح السعودية، وهي على يقين من الإسناد السعودي لقوات الانتقالي، وقد صرح بذلك شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عيسى بن ياقوت منددا بالتخلي السعودي عن القيام بالحماية.
أما المرة الثانية ظهيرة يوم الجمعة المبارك 19/6/2020م. أثناء صعود الخطباء المنابر هاجم محتلون من محافظة الضالع تم جلبهم للتمركز في اللواء ومهاجمة قوات الشرعية بدعم مقدم من دولة الامارات العربية المتحدة مبنى قيادة الأمن وتم السيطرة عليه وهذا المبنى يقابل مقر قيادة التحالف ولا يفصل بينهما سوى المسافة العريضة لطريق الاسفلت.
وبعدها زحفت قوات الانتقالي المتواجدة في العاصمة مع مؤيدين للمجلس الانفصالي نحو المحافظة واستولوا عليها جاعلين من صور الرئيس عبدربه والأعلام الشرعية مداسا لنعالهم وهم من ينددون في خطاباتهم أنهم مع الرئيس هادي.
خطوة الانتقالي سبقتها خطوات جريئة لإحراج السلطة المحلية فقد تم مهاجمة الميناء والاستيلاء على المطار والاستيلاء على اللواء وعمل نقاط تابعة للانتقالي ورفع أعلام الانتقالي والامارات في المناطق والقرى.
وفي كل هذه المرات تحاول السلطة المحلية الاستنجاد بقوات الواجب السعودي 808، ولكن لم يجد منها رمزي محروس سوى وعود التدخل والسيطرة على الوضع، ولم تدرك السلطة المحلية أن ما تقوم به قوات الواجب السعودي هو جزء من مخطط تكاملي مع الدور الإماراتي الذي ظنت إدارة المحافظ محروس أنها تخلصت منه أو اضعفته في سقطرى.
فعلى امتداد إدارة محروس للمحافظة منذ توليه السلطة برز القادة السعوديون وكأنهم حلفاء علنيون للمحافظ وقد ناشدهم مرارا بتوفير الحماية له وتأمين العاصمة ومؤسسات الدولة من اعتداء الانتقالي لكنهم لم يقدموا شيئا من شأنه رفع المستوى الأمني في المحافظة.
وعلى العكس من ذلك قدم الجانب السعودي للانتقالي العديد من الخدمات منها صرف مكافئات شهرية بالعملة السعودية، وكل الأسلحة التي بيد الانتقالي سلمتها السعودية وكذا تأمين قيادات الانتقالي وعدم التعرض عليهم في حركتهم داخل مدينة حديبو وخارجها وفي زيارتهم للقرى والمعسكرات، وتشجيع القادة المتمردين والتفاوض معهم وعدم محاسبتهم.
إن ما يقوم به التحالف تجاه المتمردين أدى إلى إضعاف قوات الشرعية المعول عليها لحماية سقطرى فأصبحت غير قادرة على مواجهة 100 فرد من محافظة الضالع لعدم امتلاكها سوى بضعة أسلحة متوسطة، ولا تكاد الأسلحة الخفيفة تغطي احتياج الأفراد المرابطين.
كان محروس في كل مرة يستنجد بالتحالف والرئاسة لتوفير الحاجة الأساسية من السلاح ولبناء قوة عسكرية متينة تحمي المحافظة وتنفذ قرارتها لكنه لم يحصل إلا على وعود تلو وعود.
أخيرا انسحب رمزي محروس من المواجهة على الرغم من امتلاكه رجال بواسل لا يحد من عزهم نقص العتاد العسكري وهم بكل تأكيد قادرون على انتزاع مدينتهم من أيدي الانتقالي لكن ربما أراد محروس هذه المرة تعرية الدور السعودي أمام العالم وإيصال رسائله إلى الرئاسة بمطالبه بأسلوب آخر، وقد تخرج الرئاسة من هذا كله بتغيير رمزي محروس؟ وتمكين حلفاء الإمارات والسعودية من إدارة المحافظة أو الضغط على السعودية لاستعادة المحافظة هذا ما تخبرنا الأيام القادمة.
المقال خاص بموقع المهرية نت