آخر الأخبار

إعصار تيج.. تهويل إعلامي وضعف استعداد من سلطة الانتقالي والإمارات

الخميس, 26 أكتوبر, 2023

أشارت المعلومات الأولية الصادرة من الفلكيين والمتداولة من الإعلاميين أن الإعصار قريب جداَ من سقطرى إلى درجة أن مركز نواته لا تبعد عن سقطرى سوى 40كم، وأن أذرعة وهي الأخطر سوف تصيب سقطرى بشكل مباشر.
 
 
وقد تناقل بعض الإعلاميين تهويلاً آخر جعل حياة الناس في قلق دائم، وهو أن الإعصار سيستمر ثلاثة أيام متواصلة، يصبحها فيضان بحري سيغرق الناس، وهذا الأمر جعل بعض الناس من العجزة والنساء يشعرون بالقلق البالغ، وقد سمعت إحدى كبار السن تبكي وتقول: نموت يا ابني، قلت ومن قال لك ذلك؟، قالت: أصدروا تعميماً من الشرطة، وتكلموا في التلفون أن الإعصار قاتل، ولن يترك لنا شيئا.
 
 
من حق لهذه العجوز وغيرها أن تصدق مثل هذا التهويل وأن تقلق لأنه وللأسف لا يوجد في سقطرى مركز لمتابعة أحوال الأعاصير والحالات المدارية والمنخفضات الجوية، وليس هناك مختص بذلك، ولا يوجد في سقطرى أجهزة تعطي إنذارات مبكرة حول تغيّر المناخ وتقلب الطقس، وكل من في المحافظة من إعلاميين وسلطات ومهتمين بقضايا المناخ يستقون معلوماتهم من فلكي في حضرموت وآخر في سلطنة عمان.
 
 
كان الناس في سقطرى إلى وقت قريب على معرفة بمواسم الأمطار، ولا ينتابهم هذا القلق ولا يرددون هذا التهويل، ومن المعتاد لديهم أن نزول أمطار قد تتواصل ثلاثة أيام أو أربعة، وأحيانا تصل إلى أسبوع وخاصة بين نجمين من نجوم مواسم المطر مثلا بين خروج بر سود، ودخول سود، وهو ما حصل يومي السبت والأحد.
 
 
قد تكون الدراسات العلمية الحديثة تحدّد مواقع هذه الأعاصير وكثافتها، وتخترع لها مسميات يردّدها الناس كالببغاء، لكن الناس على ثقة بربهم أنه لا يهلكهم، وأن كلام هؤلاء الفلكيين ليس دقيقاً، وقد اختلف كلامهم أكثر من مرة فالله عنده التحكم بالكون وما فيه.
 
 
وبحسب إيمانهم فقد لطف الله بهم، وصرف عنهم هذا الإعصار المدمر، ولم تكن هناك من الخسائر سوى بعض الأشياء الطفيفة فقد ذكر أن هناك طفلاً أصيب برأسه، وهناك قاربين بحريين تعرضا للتلف أحدهما من أملاك أبي مبارك المزروعي والآخر لتاجر مهري، وربما هناك بعض الخسائر الأخرى في البيوت والحيوانات لكنها إجمالا خسائر طفيفة.
 
 
استعدادات السلطة الانتقالية المتمركزة على كرسي المحافظة، وإلى جانبها الإمارات المتحكمة بالقرار كانت ضعيفة جداً فلم يكن بوسعها سوى التحذير وتوجيه الناس للسكن في المدارس إذا احتاجوا إلى ذلك، ولم تقدّم أي خدمة للناس الذين حجزتهم السيول عن الرجوع إلى ديارهم، ولا للذين لم يستطيعوا الذهاب إلى المستشفيات للتداوي، ولا للذين لم يستطيعوا الذهاب لشراء حاجياتهم الأساسية من الأسواق، أو الذهاب إلى المصارف وغير ذلك من الاحتياجات الملحّة.
 
 
كذلك انقطعت الكهرباء عن بعض الحارات جراء سكوط أعمدة، وقد ناشد الناس السلطة المحلية لقطع التيار حتى لا يتأثر الناس والأطفال خاصة وأن هذه الأعمدة سقطت في الماء.
 
 
اليوم فقط حين صفا الجو، وبارح الإعصار سقطرى أزعجتنا الطائرات الإماراتية تحوم في نواحي العاصمة حديبوه، وغيرها من النواحي القريبة، ولم نسمع لها أي صوت ساعة الإعصار لا يوم السبت ولا الأحد، ولا نستبعد أن تصور بعض المشاهد القديمة أو الحديثة وتدبلج بعض المشاهد ليتوهّم الناس أنها انقدت حياتهم من الخطر!.
 

المزيد من محمود السقطري