آخر الأخبار

ببساطة أقول: الخُمس المرفوض!!

الإثنين, 15 يونيو, 2020

"يُولد جميعُ الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق. وهُم قد وُهِبوا العقلَ والوجدانَ وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضًا بروح الإخاء."(المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان).

 بداية أود التأكيد بأنه لم تكن مشكلتنا يوما ما مع الأشخاص ..المشكلة مع الأفكار، أفكارنا وأفكارهم ..هويتنا وأوهامهم، جوهر إنتماؤنا، وقشور مزاعمهم، صدقنا وأكاذيبهم ..لذا فإن ما يستوطن العقول، هو ما يرسم الأفعال ويصنعها حاضراً، ومستقبلاً.

وقع المئات من أبرز المثقفين والكتاب والصحافيين والنشطاء اليمنيين، على بيان يرفض التشريع الصادر مؤخراً عن جماعة الحوثي كسلطة أمر واقع منذ اجتياحهم لصنعاء مطلع العام 2014، وأصبحوا بقوة السلاح يحكمون صنعاء وعدداً من محافظات شمال اليمن..هذا التشريع يسمى" قانون الزكاة والخُمس"!؟

وجاء في بيان الرفض"لم تشهد منطقتنا العربية والإسلامية حركة إصلاح ديني تلامس الجوهر وتقيم علاقة مصالحة بين قيم العدالة وبين النصوص التي يجري تعسفها لمصلحة فكر يعلي من شأن المجموعة العرقية على حساب المجتمع ويعلي من شأن الطائفة على حساب العدالة وقيم المساواة وفي هذا السياق يأتي الجدل الدائر في هذه المساحة الزرقاء حول مزعوم قانون للزكاة فشل في الحصول على إقرار مجلس النواب وذهبوا لفرضه من خلال منطق الغلبة على حساب المساواة "..

ويشير البيان إلى أن"مشروع قانون للزكاة يمنح خمس الركاز حصرياً لتصنيف عرقي محدد وهو الأمر الذي يمنح لهذا النظام الذي نعيشه في صنعاء صفة العنصرية بامتياز ويتناقض مع قيم المساواة والعدالة ويضرب بالنصوص الدستورية التي تضع باطن الأرض والثروات ملكا حصرياً للشعب عرض الحائط".

واستغرب المثقفون في بيان الرفض، "أن تمر كل هذه الممارسات العنصرية دون أن تجد من يعترض عليها في متن المنظومة الحاكمة بما يعني أننا نعيش وضعاً هو الأسوأ من نوعه في تأريخ اليمن"..ويضيفون: "وعليه فإننا ندين وبشدة كل توجه يحاول أن ينتقص من قيم العدالة".

ودعا البيان، ما وصفهم بـ"عقلاء" الحوثيين إلى المبادرة إلى مراجعة المنظومة القانونية التي تنتقص من قيم العدالة والمساواة وتعمل على الضد من الدستور والمكتسبات الإنسانية في هذا السياق وعلى رأسها المواثيق الدولية المتصلة بحقوق الإنسان.

هكذا اختتم بيان الرفض الموقع من قبل مئات اليمنيين، مفكرين، ومثقفين وأدباء وصحافيين ونشطاء حقوقيين ..ولا تزال حملة جمع التوقيعات تتواصل.

وفي الحقيقة، أن هناك العديد من التشريعات واللوائح القانونية التي أصدرها أو عدلها الحوثيون، ومنها ما اختص بالتعليم والمناهج، منذ العام 2014، تأريخ سيطرتهم بقوة السلاح على مقاليد الحكم، وحتى هذا العام 2020، فضلاً عن إجراءات وتوجهات وممارسات وسياسات نافذة، والتي جميعها تهدف إلى إحكام قبضتهم على كافة شئون الدولة وحياة المواطنين، وتمنحهم امتيازات تحقيق ذلك، منها ما تم الإعلان عنه، والكثير أقر دون إعلان، وأصبح ساري النفاذ، ولم يحدث من المجتمع والنخب ردة فعل تذكر، كما أحدثه هذا الأخير المعني بـ" الزكاة والخُمس".

ولاشك بأن مرد هذا الغضب المجتمعي الواسع، هو ما تضمنه هذا التشريع، وبشكل صريح من تصنيف عنصري، وتمييز فج وآثم، لفئة مجتمعية دون الآخرين، ضارباً عرض الحائط بهوية اليمنيين، وبتضحياتهم الملحمية في سبيل تجاوز هذا المستنقع، من خلال إنجاز واحدة من أعظم الثورات العربية، كان الهدف الأول لثوارها "التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات".

وها هو الحوثي اليوم يشرع، كسلطة أمر واقع، ما يمثل ارتداداً وانتهاكاً لكل قيم المواطنة والحقوق، مستهدفاً حقهم في المواطنة المتساوية، بل وحقهم المكفول دستورياً، وفي كافة التشريعات الوطنية، والمواثيق والاتفاقيات الإنسانية الدولية، وقبل كل هذا حقهم المحفوظ بالدين الإسلامي الحنيف الذي جرّم صراحة التمييز بين الناس، أو تصنيفهم على أساس عرقي أو أسري أو لون، فجميعنا سواسية، لا سادة ولا عبيد.

قال المفكر الكبير الأستاذ /عبدالباري طاهر: "هؤلاء سلطة الأمر الواقع في صنعاء يعطون لأنفسهم حقوقاً لم يعطها الدستور، ولا القانون. إنهم الآن يستولون على الثروات بدون وجه حق. ولكن سن تشريع تمييزي وعنصري هو كارثة لا تقل  عن نظام الفصل العنصري في أي زمان أو مكان، وهو ما يرفضه الشعب اليمني".

وأضاف، معلقاً على اللائحة، بمنشور على صفحته في الفيسبوك، تحت عنوان "نهب سافر وتمييز بامتياز"، "أن هذه "اللائحة التنفيذية - كقانون الزكاة- لن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، ولا النقطة التي أفاضت الكأس، ولا الشرارة التي أشعلت السهل، وإنما هي نار الفتنة التي لعن الله موقظها".

إذاً ماذا أريد أن أقول ..؟
أقول أن أولئك الذين يريدون مستقبلاً بأدوات ماضي مغرق بالدم، والجهالة، والضغائن والكراهية.. غبياء وسخفاء، فالأسوياء لن يقبلون بذلك، مهما كان ثمن هذه المواجهة.

في الختام، وببساطة أقول: الخُمس، إضافة وقحة لسجل متخم بالسواد والعيب..قليلاً من الخجل يا هؤلاء، فكل ما تفعلونه اليوم، سيكون سيف القصاص غداً..ربما يعاني المجتمع، في هذه الأوقات العصيبة من السكون والتخاذل، لكنه لن يستمر طويلاً باللا مبالة، وأكررها بعلو الصوت:
#لا_سيد_ولا_مسود
#اليمني_مواطن_حُر
#اليمن_ليست_غنيمة
#لا_للخُمس_لا_للتمييز
---------------------------
☆ الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية  CTPJF
☆☆ رئيس تحرير صحيفة "السـلطـة الـرابـعـة" * المقال خاص بموقع (المهرية نت)

أمـي صـفيـة
الثلاثاء, 09 مارس, 2021
نريـد الخــلاص ..!
الثلاثاء, 02 مارس, 2021
صـبـاح الـوطـن ..!
الثلاثاء, 23 فبراير, 2021