آخر الأخبار
عدن .. شاب يضرم النار في جسده!
أضرم شاب النار في جسده أمام المجلس المحلي بالشيخ عثمان في عدن , بعد أن فقد مصدر رزقه وكرامته , وفقد الأمل بحياة كريمة ,كما قال الأولون ( قطع الرأس ولا قطع الأرزاق.. والجوع كافر) .
ماذا يعني لنا هذا المشهد ؟, كسلطة وكمجتمع , وهل سيمر مرور الكرام , وسينطوي ويتوه في مشهد عام ترك الصالح العام , واهتم بمصالح ضيقة وخاصة , فلم يعد يعنيه مبدأ العدالة والإنسانية , وتاه في خندق السياسة , والانقسام الحاد وتصنيف الناس تصنيفات تبرر للانتهاكات , ليطفو للسطح كل القبح فينا , وكل إناء بما فيه ينضح , وما ينضح اليوم عفن، السكوت عنه عار , والصمت جريمة.
لا يمكن أن يتخذ الشخص قرارا بإضرام النار في جسده دون ظلم جائر , وصمت معيب , واحتقار مهين , وفقدان الأمل بكل من حوله , شعور بالعجز أفقده الحياة الكريمة , وحقوقه المشروعة , ودولة تنظم هذا الحق وتصونه , وسلطة محلية معنية بحقوق المواطن , وتوفير المناخ الملائم لهذا الحق , هو قرار ناجم عن غياب هذه السلطة التي استبدلت اليوم بسلطة جبايات وإتاوات , تفتش في جيوب القطاع الخاص , وتستنزف مقدراته , بعد أن استنزفت المال العام والقطاع العام , ازدادت نهما نحو التاجر والمستثمر حتى أبسط باحث عن الرزق , فتداهم المحالات والبسطات, وتحتمي بمسلحين مجهولي الهوية كما وصف أحد التجار الذين تعرضوا للمداهمة , جنود أطلقهم الفساد وأعطاهم الحق في الممارسات المهينة , ويبقى السؤال أين تذهب تلك الأموال ؟, وهل سياسة تقلبوا ما زالت تقلب الطاولة على رؤوسنا ؟
إن كانت تلك الأموال تذهب لخزينة الدولة , فلماذا لا نرى تنمية ولا خدمات ولا تحسينا معيشيا , ولا انعكاسا حقيقيا لها على الواقع , في معادلة مشوهة , معطياتها فاسدة , نتائجها توحي أن تلك الأموال تضيع قبل أن تصل لخزينة الدولة , وتذهب لتغذي لوبي فساد يسبب ضغطا على المجتمع قد يولد انفجارا غير محسوب العواقب , وغير مضمون السيطرة عليه.
ما يحدث هو جريمة بحق هذا المجتمع و عدن , وبحق الشعب اليمني والوطن , جريمة أدواتها تتضح بمواقفهم مما حدث , فالسكوت علامة الرضا , ولا يرضى عن ذلك إلا أصحاب القرار , ولن يتجرأ صغير أن يمارس تلك الانتهاكات , ما لم يكون مسنودا بكبير وقرار , والناس تتابع وستقول كلمتها في الوقت المناسب , وها هو الوقت قد اقترب , و حان ليقول الناس كلمتهم , كفى عبثا بنا وبحقوقنا وحياتنا , كفى استهتارا بنا واستئثارا بسلطة يفترض أنها تخدمنا , كفى فسادا وضحكا على الدقون , ومغالطات في مشهد نعيشه ونتألم من جوره , ونصطلي بناره وفساده لا دولة , كما قال هيكل:قبيلة تحاول أن تكون دولة , فلم تر في الدولة غير كم المكسب وكم الإيراد , و تتخلى عن الاستحقاقات , ولله في خلقه شؤون.
*المقال خاص بالمهرية نت *