آخر الأخبار
عدن تحت صفيح ساخن مزروعة بفخاخ المصالح والأطماع!
تعيش عدن أصعب أيامها , ويعيش سكانها بؤسا ومعاناة غير مسبوقة , طفش وانهيار الأعصاب والقوى , لا نوم ولا سكينة , ولا حياة لمن تنادي , لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات ,تكاد تكون سبل الحياة المدنية منعدمة.
الناس تسأل من هو المسؤول عمن يحدث لهم في عدن ؟ , حيث قال أحدهم صدق عفاش , وها هي عدن قرية ودون القرية.
والحقيقة أنه مخطط أريد لعدن أن تغرق في مستنقع الماضي الآسي , مستنقع تطفو لسطحه كل قاذورات ذلك الماضي وفيروساته , فإذا بنا في مواجهة أنصار النظام والمتضررين منه , وجميعهم استطاع النظام أن يسلبهم قيمهم ومبادئهم وأخلاقيات بعضهم , يدافع البعض عن مصالح فقدها , وعاد الآخر لعصبيات القرية والقبيلة , والطائفة والمنطقة , فتصدر المشهد ثقافة الجهوية والكراهية والعنصرية.
الماضي ومنظومته السياسية والعسكرية , هي جزء من منظومة سلالية إقليمية , مرتبطة باستخبارات دولية وصهيونية , تعمل منذ أن سيطرت على اليمن بعد مقتل الرئيس الشهيد الحمدي , على صناعة الرداءة في مواجهة الارتقاء , والجهل في مواجهة العقل , والتخلف في مواجهة الوعي , والرجعية في موجهة التقدمية , والعمالة والارتزاق في مواجهة الوطنية , فتشكل ورم خبيث كان يهاجم أي عضو فاعل ونشيط في المنظومة السياسية ويقضي عليه قبل أن يكبر , كان سرطان يضرب أي مشروع وطني يتأسس , ليجعل منه مشكلة قبل يصبح ارتقاء ونهضة.
تحولت عدن لملعب تلك المنظومة , بعد أن سلمت الشمال للحوثي , كان لابد من تحويل عدن بيئة غير صالحة للحياة , وبالتالي غير صالحة لمشروع الدولة , وغير صالحة للوحدة أو الانفصال.
يبقى السؤال من يحكم عدن ؟!
تحكمها جماعات عسكرية مختلفة الانتماءات , تتقاسمها لمربعات لتحصيل الإيرادات والجبايات , يكذب من يقول أن عدن تحت السيطرة , عدن تحت صفيح ساخن , مزروعة بفخاخ المصالح والأطماع , كل منهم له مترس , ولهذا نرى الحراسات الشخصية , أكبر حجما من الحراسات المواقع العامة والمؤسسات الهامة.
عدن تعاني من فقدان سلطة واحدة تحكم مفاصلها , تضبط العابثين بها , والناهبين لإيراداتها , والباسطين على أراضيها وممتلكات الناس فيها , تضبط النظام والقانون , يمكن اليوم أن تداهم مسكنك جماعة عسكرية دون وجه حق قانوني , فقط لمجرد وشاية , أو تأديب , أو كسر شرف
واهانة كرامة , أو مقاولة.
مع كل ما تمثله القبيلة في اليمن من قيم وأعراف تضبط أفرادها , لا يمكن أن تكون بديل للدولة , فالدولة تضم الجميع وتضبطهم بنظام وقانون ,وجميعهم بنظرها مواطنين , مواطن صالح ومواطن فاسد , بنصوص القانون , القبيلة فيها شيخ ورعية , وعدن لا تقبل ان تكون رعية لشيوخ القبائل.
اليوم الكل يعبث بعدن , والكل يخلي مسؤوليته عنها , ويحملها للآخر , لم يسمحوا للدولة أن تقوم بمهامها , ولا يستطيعون أن يكونوا دولة , هم مجرد مجموعة قبائل وعصبيات مشبعة بالكراهية وطوائف ومذاهب تتكتل , لتبتز مقدرات هذه المدينة وتتقاسمها , وكل منهم تحرسه جماعات منه وإليه , وعدن وأبناؤها يذوقون الأمرين , والدولة مهاجرة مطرودة غير مسموح لها العمل في بيئة عسكرية غير وطنية , لن يستمر الحال ستنتفض عدن لتغيير هذا الواقع , وإن غدا لناظره لقريب.
*المقال خاص بالمهرية نت *