آخر الأخبار
اغتيــال وطــن !
ببـســـاطــــة أقـــــول :
اغتيــال وطــن !
1
• حسناً فعلت الإمارات ، بعدم إسهامها بالتبرع المالي ، لليمن ، خلال مؤتمر المانحين ، المنعقد مؤخراً بدعوة من شريكتها السعودية ..
لأنها لو كانت فعلت لظهر بوضوح تضارب المصالح ، وتناقضها مع سياساتها وتوجهاتها المعتمدة علناً تجاه اليمن ، أرضاً وإنساناً ، وما نعيشه من ويلات .
• فهي متفرغة ، ومسخرة الكثير من إمكانياتها لدعم وتمويل سيطرة أذرعها ، والمجلس الانتقالي أحدها ، هذا الذراع الذي يتفاخر قادته بجنسيتهم الإماراتية ، بعد أن دعمت ومولت انقلابه الأوقح والأوسخ على كيان الشرعية "المترهل".
كذلك تواصل الإمارات دعم وتمويل أذرع وتشكيلات مسلحة أخرى لبسط نفوذها وسيطرتها على مناطق يمنية ، وبحيث تقف في وجه الشرعية ، كند لا يخضع لغير صاحب السمو ..!
• هذه الإمارات التي تفعل كل ذلك تحت يافطة الشراكة مع السعودية في تحالف استعادة الشرعية اليمنية من يد الانقلابيين الحوثيين ..
• هكذا تفهم الإمارات دورها في استعادة الشرعية التي يفترض بهادي أن يكون ممثلها ، وأن تسلم المناطق التي يتم استعادتها من يد الحوثيين لسلطة الرئيس الشرعي وقواته ، غير أن الذي يحدث عكس ذلك تماماً ، بل والأكثر وقاحة وعدواناً أنها توجه صواريخها وقصف طائراتها باتجاه أي قوات تتبع الشرعية ، تحاول إنهاء الانقلاب الجديد ، واستعادة العاصمة المؤقتة عدن من أيدي مسلحي المجلس الانتقالي الخاضع للإمارات ، وفي كل مرة يسفر قصفها الصاروخي عن مقتل المئات من الجنود ، فضلاً عن تدمير الآليات العسكرية ..
2
• ما يفعله الحوثي ، تعترف بشرعيته إيران ، فتدعمه ، وتسخر كل تحالفاتها وعلاقاتها العربية والدولية ، ليصبح أمراً واقعاً ومستمراً ..
3
• وما يفعله المجلس الانتقالي الجنوبي ، تخطط له الإمارات ، وتمول تنفيذه وتثبيته ..
4
• وما تفعله الإمارات ، يمر ويشرع ، ويصبح أمرا واقعا بمساندة السعودية..
• لذلك وعندما بدأت الأصوات الاحتجاجية تتعالى مطالبة بمحاسبة الإمارات وإخراجها من التحالف ومن كافة المدن والجزر اليمنية ، التي أخضعتها لنفوذها ، تدخلت السعودية لإنقاذها على حساب الشرعية والسيادة اليمنية ، فرعت اتفاقاً ثبث الانقلاب الإماراتي في الجنوب ، وأكسبته الشرعية ، ليصبح أمراً واقعاً رغماً عن أنف الجميع.
• واستكمالاً لمسيرة المجلس الإماراتي ، تم الإعلان عن الحكم الذاتي للجنوب ، وتوجيه قواته المسلحة إماراتياً للسيطرة على كامل المدن والجزر الواقعة جنوب اليمن المقتول ..
♢ هذا هو تحالف استعادة الشرعية ، وهو ذات التحالف الذي يسيطر على مفاصل القرار السياسي للشرعية ، هو ذاته الذي يمنع قيادات الشرعية بدءاً من رئاسة الجمهورية ، مروراً إلى الحكومة ، والقيادات السياسية ، وصولاً إلى صغار الموظفين والمواليين للشرعية ، يمنعهم من العودة الكاملة والدائمة لأي من المدن (المحررة) ، كما يجهض أية محاولات لإخضاع سلطتها لشرعية الدولة ..
5
☆ وماذا أيضاً ..؟!
• كل ما تفعله السعودية ، يمر ويصبح قضاء اليمن وقدره ، بتواطؤ وخنوع قيادة الشرعية ، وعلى وجه الخصوص ، الرئيس هادي ، ونائبه علي محسن الأحمر ، وهيئته الاستشارية الرئاسية ، والتي تتألف من قيادات الأحزاب السياسية ..
• أولئك جميعهم ، هم من وقعوا مع الحوثي في صنعاء عقب اجتياحها اتفاق "السلم والشراكة " ، فحدث ما تلى ذلك كل ما عشناه ونعيشه اليوم ..
• وأولئك ، هم أيضاً من وقعوا في جدة مع المجلس الانتقالي الإماراتي على اتفاقية مشابهة النتائج ، برعاية "الشقيقة الكبرى" إنقاذاً للشريك الرئيس في التحالف "الإمارات" ، وشرعنة لفعلتها ..
6
• كم هو مؤلم أن تضحى بلاد كــ اليمن ، بكل إرثها وتأريخها وحضارتها ..
بهذا الحال المأساوي ، الذي رسمت معالمه الدامية عصابات من الأوغاد والسفلة ..
وأن يصبح مصيرها وأهلها ، في يد دويلات عمر نشأتها لا يصل إلى ربع عمر بيتنا في القرية ..
7
¤ ختاماً ، ببـســـاطــــة أقـــــول :
إن اليمن ، أصبحت ، بشعبها المشرد البائس ، وأرضها المنهوبة والمدمرة ، واقعة بين سندان تحالف غير أمين ونواياه كممارساته سيئة ، وبين شرعية متخمة بالفساد ، ومجلس انتقامي مجنون ، من جهة ، وانقلابيين من جهة أخرى ، كل همهم استمرار هذه الحرب المأساوية.
حتى "يوم القيامة"!، ما دامت تمثل دخلاً ربحياً واستثمارياً متزايداً لصالح "جماعة " كانت محرومة من كل شيء ، وأصبحت اليوم تمتلك وحدها كل شيء ..
-----------------------------
☆ الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
☆☆ رئيس تحرير صحيفة "السـلطـة الـرابـعـة"
المقال خاص بموقع المهرية نت