آخر الأخبار

إب..المحافظةُ الأكثر تعرضًا لانتهاكات الحوثيين!

الأحد, 12 فبراير, 2023

كانت مدينة إب مزارًا سياحيًا جميلًا، يتوق لرؤيتها والعيش فيها الكثير من الناس، إذْ تتميز بجمال طبيعي فريد؛ فقد حباها الله اخضرارًا يبعث في نفس زائرها الانشراح والبهجة، فكانت اللواء الأخضر، الأكثر جمالًا وروعة، الذي يتوافد إليه الناس من أغلب محافظات اليمن؛ ليعيشوا فيه أيامًا جميلة في رفقة المناظر الطبيعية الخلابة، التي تأسر الألباب والعيون، وتزيح عن الإنسان الكدر، وقد كانت هذه المحافظة حديث المجالس الشيق الذي يستمع له الناس بكل شغف وحب وغبطة.
 
واليوم- وبعد سيطرة المليشيات الحوثية عليها- تتحول من اللواء الأخضر الجميل إلى جرح ينزف باستمرار، إذ يمارس الحوثيون في حق أبناء هذه المدينة أبشع أنواع القمع والاستبداد والإذلال.
 
وتتنوع أساليبُ قمع المليشيات لأبناء محافظة إب والساكنين فيها، بين اختطاف وإخفاء قسري، ونهب ممتلكات المواطنين، من محال تجارية ومبان وأراض زراعية وغير زراعية، في أغلب مديرياتها، كما أنها تفرض الجبايات المرتفعة على التجار إلى جانب رفعها لإيجارات المحال التجارية، فتوصل التاجر إلى حالة متعبة، إلى درجة أنه لا يحصد من وراء تجارته إلا التعب والعناء والخسارات المتكررة، فلا يكاد يمر يوم واحد على تاجر هناك دون أن تطأ محله أقدام الذين يسمون أنفسهم بالمشرفين، وكل من يدخل المحل  يخرج منه محملاً إما بالمال أو بالبصاعة، والموجع أكثر أنهم يطبقون هذا حتى على أصحاب البسطات الصغيرة، غير مبالين بهذا الإنسان الذي يتعب كثيرًا لأجل أن يحصل على فارق بسيط في السعر يكون رزق أسرته الوحيد.
 
وتجيدُ المليشيات استخدام الشعارات والمناسبات الدينية كشماعة تحصل من ورائها على المال الكثير الذي تموّل به حربها على الإنسان اليمني، وتؤمن به أرصدة قاداتها، فتارة تنهب لأجل الاحتفال بالمولد النبوي وتارة أخرى لأجل ميلاد فاطمة، وتارةً تحت مسمى جبهة الإمداد والتموين، ومناسبات أخرى كثيرة تبتدعها مع مرور الوقت.
 
ولأجل ذلك تعمل في حصار أبناء هذه المحافظة والتضييق عليهم، وتجعل من مشرفيها عيونًا مراقبة حياة المواطنين، وما يدخلون في أفواههم من طعام، فيبقى المواطن محاصرًا لا يقدر على التحرك الطبيعي في بيئةٍ هي بيئته، وفي أرضٍ هي أرضه، حتى أن الإنسان الذي يفكر أن يفتح له مصدر دخل لا بد أن يستأذن منهم، وهم- بلا شك- سيأذنون له ولكن بعد أن يأخذون منه المال الذي يشبع جشعهم الكبير، ووصل بهم الحال إلى أن من يريد أن يبني له بيتًا فيجب عليه في هذه الحالة أن يستأذن منهم، وأن يدفع مقابل إذنهم له مالًا ثم يباشر عمله إن أراد..كل هذا ناهيك عن الأروح التي تزهق ظلمًا هناك.
 
وهكذا تحوّلت إب من محافظة سياحية جميلة إلى جرح كبيرٍ، يتسع باتساع جشع المليشيات، وينزف كلما تم إقصاء وتهميش مواطن والاعتداء عليه شخصيًا، أو على ماله وممتلكاته الخاصة.
 

المزيد من إفتخار عبده