آخر الأخبار

عدن والعبث بالأمن

الجمعة, 20 مايو, 2022

كل مؤشرات الفشل الأمني في عدن , أعطت الحق لأبناء هذه المدينة المطالبة برحيل القوات الجاثمة على واقعها المأساوي.

  الأمن يشكل أهم ركائز الاستقرار العام , في محاربة الخارجين عن القانون , وإرساء العدالة , وتثبيت النظام والقانون , الضابط لإيقاع الحياة العامة , حيادية الأمن و ولاءه للدستور والنظم والقوانين السائدة , يجعله ضابط للعملية السياسية , فيصنع  استقرار عام  , يحدث استقرار سياسي , ينتج استقرار اقتصادي وبالتالي استقرار معيشي , يخلق استقرار روحي ونفسي للمواطن في عدن. 

    وللأسف في عدن المعادلة مقلوبة رأسا على عقب , المنظومة الأمنية بعدن مخترقة , من قبل ذوي المصالح والأطماع ,يشوبها الفساد , وعدم المسؤولية , والجهل بالمهنية , مما جعل من بعض رجال الأمن والعسكر ,ما لم يكن الغالبية الا ما رحم ربي منهم , داعمين للخارجين عن القانون و ومساندين للباطل ضد الحق .  

     قضية ابن التواهي عدن , المواطن  حسن عبد الرحمن خان , هي قضية من آلاف القضايا , التي تدخل فيها رجال الأمن , لابتزاز المواطن , وسلبه كل حقوقه القانونية والشرعية , لصالح لصوص مبتزين , يستثمرون حالة العنف , وقواه العفنة التي تتصدر المشهد العام , لإحداث انفلات قيمي وأخلاقي , وتستخدم أدوات الضبط , كأدوات خطف وترهيب وتعنيف , لخدمة الخارجين عن القانون ,و ابتزاز المواطنين , وإحداث انفلات أمني , وتدمير فكرة الدولة وانتزاعها من ثقافة المجتمع , والسلوك العام , والثقة بالنظام والقانون.     
  أكثر بؤسا ,على هذه المدينة هو تدخل رجال الأمن والعسكر كبيرهم وصغيرهم , في الغش في امتحانات الثانوية العامة , وصور هذا التدخل تملأ صفحات التواصل الاجتماعي بالسخرية والهزل , وهي جريمة بحق الجيل ومستقبل هذا البلد وعدن .
  القانون لا يحمي المغفلين , ومن يدافع عن زيارة العسكر لصفوف الامتحانات , وبتلك الطريقة السافرة  , فهو مغفل , لا يرى المستقبل بعين صائبة , بل يرى المشهد بعين عائبة , ولا يعرف ان القانون يمنع زيارة الصفوف لغير المسؤولين اللجان الإشرافية للامتحان , وقيادة العملية التربوية والتعليمة , وكبار المسؤولين بمرافقة اللجان الإشرافية , مع عدم الحق في التدخل السافر في أداء وبرنامج الامتحان , أو حتى احداث لغض وحديث يلهي الطلاب عن أداء امتحانهم.  
    مهام الأمن , هو حماية سير العملية , يخضع للجان الاشرافية , يمنع الاقتراب من مراكز الامتحان , يحفظ هدوء وسكينة الجو العام للامتحان , وتوقيف أي مخل , ومثير للفوضى , وما يحدث هو العكس , إضعاف دور اللجان الاشرافية , بضعف الحماية , وتعرضهم للتهديد بكل أشكاله , في تسهيل عملية الغش .
    هذا ما جعل المواطن في عدن يستشعر خطورة تلك القوات الجاثمة على روح ونفس المدينة , وهي تعكر صفوها , حاضرها ومستقبلها , تساعد على انتشار السلبية , والخروج عن النظام والقانون بشكل سافر .
    ولهذا نطالب السلطة المركزية الممثلة بفخامة رئيس المجلس الرئاسي وأعضاء المجلس , اتخاذ إجراءات صارمة ضد تلك القوات , وخراجها خارج عدن , بل تأهيلها وتوعيتها بدورها الوطني , واستبدالها بقوات مؤهلة و واعيه من أبناء عدن , المرتبطين بعدن انتماء ثقافي وفكري وسلوك مدني , لا علاقة لهم بقوى العنف والحرب العبثية , قوى ولائها لله ثم الوطن ثم النظام والقانون الضابط للواقع .  
  انقذوا عدن مما يحدث , عدن تفتقد لسلطة حق , ومنظومة حق , وصوت حق , يوقف هذا العبث , الكل يدفن راسه في رمال هذا العبث , ويصم اذانه بضجيج العبث , ويزكم أنفه بروائح نتانة العبث , والأمور تسير لصالح العبث , وكل شيء ينهار بفضل سلطة العبث .

  سلطة تتحول شيئا فشيئا لخصم لذود لثقافة وفكر ومدنية عدن ,  تخسر سمعتها وكرامته , وتدوس على كرامة وسمعة النظام والقانون في عدن , في تدمير واضح لأرث وثقافة عدن المدنية , حيث اصبح الضمير لا حولا له ولا قوة , في ازمة ضمير ,تصنع أزمة ثقافية وأخلاقية.  
  المقال خاص بالمهرية نت